وسام جوقة الشرف لصحفي وكالة فرانس برس أرمان سولدين ضحية حرب أوكرانيا

منذ 1 سنة 172

قتل أرمان سولدين خلال هجوم روسي بصواريخ غراد في شرق أوكرانيا قرب مدينة باخموت المحاصرة. وكان يومها في الثانية والثلاثين من عمره.

قلد منسق الفيديو في وكالة فرانس برس أرمان سولدين الذي قضى خلال تأدية عمله في أوكرانيا في التاسع من أيار/مايو الماضي، وسام جوقة الشرف من رتبة فارس على ما جاء في الجريدة الرسمية الفرنسية الاثنين.

وجاء في الجريدة الرسمية أن أرمان سولدين "منح رتبة فارس بمفعول يبدأ بـ 28 حزيران/يونيو 2023 بموجب مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية بتاريخ 13 تموز/يوليو 2023".

وقتل أرمان سولدين خلال هجوم روسي بصواريخ غراد في شرق أوكرانيا قرب مدينة باخموت المحاصرة. وكان يومها في الثانية والثلاثين.

وكان ضمن فريق يضم خمسة مراسلين لوكالة فرانس برس يرافقون جنودا أوكرانيين على أكثر جبهات البلاد عنفا قرب بلدة تشاسيف يار.

"إبقاء ذكراه حية"

وقال مدير الأخبار في وكالة فرانس برس فيل شتويند "نشعر بتأثر كبير على منح أرمان هذا الوسام ... الذي يكرم عمله الصحفي الرائع ويسهم في إبقاء ذكراه حية".

وحصلت موجة تعاطف كبرى إثر وفاة الصحفي مع رسائل عزاء من مؤسسات وشخصيات سياسية فرنسية مثل الرئيس إيمانويل ماكرون ومن الأوساط الإعلامية وصولا إلى منحه الجمعة تزامنا مع العيد الوطني الفرنسي أعلى وسام بالدولة الفرنسية.

ويمنح وسام جوقة الشرف لمدنيين وعسكريين في حياتهم أو بعد وفاتهم، مكافأة على أعمال قاموا بها خدمة للأمة. وقد تمّ استحداث هذه الأوسمة في العام 1802 من قبل نابوليون بونابارت وتضم خمس رتب من فارس إلى الصليب الكبير.

وكان سولدين معروفا بحسه الإنساني وقربه من الناس، ويصفه زملاؤه بأنه صحفي "جدي على الدوام يصور عن كثب كبير" حتى في أصعب المناطق والظروف.

وقالت وزير الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك خلال تكريم أقامته وكالة فرانس برس له في الأول من حزيران/يونيو، "كان يملك موهبة نادرة لإيجاد نفحات حياة لا بل شاعرية في الفظائع حتى. فوسط الفوضى والعنف لم يتوان عن التوثيق بحس إنساني، ليوميات السكان الذين يكافحون من أجل البقاء".

طفل الحرب

إلا أنه كان يذكر على الدوام بخطورة النزاع الذي يغطيه. وقال بعدما صور قنفذا في الحرب الأوكرانية "قصة القنفذ لطيفة لكن لا تنسوا أن حربا دامية تجري وأن الكثير من الأشخاص نزحوا عن ديارهم. ساعدوا من خلال التبرع إلى المنظمات غير الحكومية".

وكان أرمان سولدين يتمتع بخبرة طويلة ويعمل مع فرانس برس في لندن قبل انتقاله إلى أوكرانيا حيث كان منسقا لتغطية الفيديو منذ أيلول/سبتمبر 2022 وكان يتوجه كثيرا إلى خط الجبهة.

وقد عرف سولدين الحرب في حياته فهو ولد في سراييفو وفر منها مع والدته، وهو طفل إلى فرنسا وكان يبلغ يومها سنة واحدة.

من سراييفو إلى فرنسا

وقالت والدته خلال جنازته "كنت أتمنى أن أكون فخورة بك أقل لتكون أكثر حياة. كنت أتمنى أن استمر بحبك، وأنت إلى جانبي".

زميله إيمانويل بوشو صاحب الخبرة في التغطيات الصعبة عرف "صراحة" سولدين "الذي كان يحب الناس ومنفتحا على الآخر. رحل والكاميرا بين يديه". المصور في وكالة فرانس برس ديميتار ديلكوف كان معه قبيل مقتله وقال "كان يمزح على جري العادة".

في العاشر من أيار/مايو باشرت النيابة العامة الفرنسية المتخصصة بقضايا الإرهاب تحقيقا بشبهة جريمة حبر كُلفت بها الهيئة المركزية لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الكراهية بغية تحديد ملابسات ما حدث.