"وجه القمر".. ما علاقته بالتوتر بحسب الخبراء؟

منذ 1 شهر 35

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يتوقّف مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن تناول موضوع هرمون الكورتيزول الذي يتسبّب بتضخّم الخدود والجفون، وهي الحالة التي يُطلق عليها "وجه القمر".

تزعم إحدى النساء على منصة "تيك توك" أنّ "الوجه يشبه القمر، عندما يكون دائريًا. ويمكن أن يبدو منتفخًا وملتهبًا".

وفي منشور آخر قالت إمرأة إنّ "مردّ ذلك إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، أو الإجهاد الشديد. خلال بالجائحة".

مع ازدياد سرعة وتيرة حياة الناس يوميًا، قد يكون الإجهاد المستمر حقيقة واقعة في مجتمع اليوم المزدحم. لكن هل يمكن لمثل هذا الإجهاد زيادة حجم وجهك كأمر واقع؟

علّقت طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة راجاني كاتا، أستاذة مساعدة سريرية بكلية بايلور للطب في مدينة هيوستن بأمريكا، أنه "في حين يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى زيادة مستويات الكورتيزول بالجسم، فإن هذه المستويات لا ترتفع عادةً بما يكفي لتكوين وجه القمر".

وفي حديثها مع CNN، قالت كاتا إنه يمكن أن يكون احتباس السوائل ناتجًا عن أسباب عديدة، بدءًا من:

  •  نظامك الغذائي، 
  • الحالات الطبية مثل مرض الكلى، 
  • بعض الأدوية الموصوفة طبيًا التي تؤدي إلى احتباس السوائل.

وأوضحت كاتا أنّ "وجه القمر" الحقيقي هو نتيجة ثانوية للإصابة بمتلازمة كوشينغ، وهي حالة يكون فيها الجسم لديه مستويات عالية للغاية من الكورتيزول. 

وأشارت إلى أنّ ذلك سببه عادة: 

  • الاستخدام المطوّل للأدوية الموصوفة مثل الستيرويد بريدنيزون 
  • فرط نشاط الغدد الكظرية.

بالإضافة إلى الوجه المستدير، يمكن أن تسبّب متلازمة كوشينغ بحسب موقع "جونز هوبكنز ميديسين" الطبي ما يلي:

  •  زيادة الدهون حول الرقبة، 
  • نتوء دهني بين الكتفين والسمنة في الجزء العلوي من الجسم.

وتابعت كاتا أنه "بالنسبة للأسباب الطبية لاحتباس السوائل، فإن علاج السبب الأساسي سيساعد. قد يصف طبيبك أيضًا مُدرًّا للبول لمساعدة جسمك على التخلص من السوائل الزائدة".

كيف يمكن أن يؤثّر الإجهاد على الوجه؟

في حين أنّ مستويات الكورتيزول الناتجة عن الإجهاد اليومي المرتفع، قد لا تكون السبب وراء ما يُسمّى بوجه القمر، إلا أنّ الهرمون يمكن أن يؤثّر على الجلد بطرق أخرى.

ولفتت طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة ويتني بوي، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية بكلية إيكان للطب في مركز ماونت سيناي الطبي بمدينة نيويورك الأمريكية، إلى أنه يمكن لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول أن تؤدّي إلى: 

  • ظهور البثور 
  • بشرة باهتة، 
  • تسريع الشيخوخة، 
  • تفاقم حالات الجلد مثل الأكزيما والصدفية.

وفي مقابلة سابقة، أطلعب بوي CNN بأنّه "ثبت أنّ ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل مستمر يمنع إنتاج بشرتك للكولاجين، وحمض الهيالورونيك، والدهون الصحية مثل السيراميد".

وأضافت بوي: "الكولاجين يشبه سقالة الجلد التي تنشئ حاجزًا يحد من الخطوط الدقيقة والتجاعيد":. 

ويحافظ حمض الهيالورونيك على نضارة الجلد، والسيراميدات، وهي دهون صحية تخلق حاجزًا لمنع نفاذية الجلد، وبالتالي حبس الرطوبة في الجلد.

العادات السيئة يمكن أن تؤثر على الجلد

قال الخبراء إن الناس غالبًا ما يلجأون إلى الوجبات الخفيفة المالحة عند التوتر، ما قد يفسّر تورّم العينين والوجه، وكذلك تورم الساقين والقدمين.

في هذا الإطار علقت كاتا، مؤلفة كتاب "Glow: The Dermatologist’s Guide to a Whole Foods Younger Skin Diet": "إذا كان وجهك منتفخًا، فإنّ أحد الأسئلة الأولى التي سأطرحها يتمحور حول تناولك للصوديوم. يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى احتباس السوائل في جميع أنحاء الجسم".

وأضافت: "إذا كان الأمر متّصل بتناول كمية كبيرة من الصوديوم، فإن العودة إلى نظامك الغذائي الطبيعي من شأنه أن يساعد خلال بضعة أيام".

ولفتت كاتا إلى أنّ هناك سبب آخر يتمثل بالإفراط في تناول السكر والكربوهيدرات فائقة المعالجة، التي "يمكن أن تلحق الضرر بالكولاجين في الجلد بمرور الوقت من خلال عملية تسمى الغليكوزيل".

يحدث الغليكوزيل عندما تلتصق جزيئات السكر بالدهون والبروتينات وتخلق منتجات نهائية متقدمة للغليكوزيل، أو AGEs، التي يمكن أن تجعل بروتينات الكولاجين والإيلاستين أقل ليونة، والجلد أكثر عرضة للتجاعيد.

واقترحت كاتا أن "الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في توفير طبقة إضافية من الحماية لبشرتك، ويمكن أن تساعد على تعزيز أنظمة الدفاع والإصلاح في بشرتك".

نصائح لتقليل التوتر

أوضح الخبراء أن هناك طرقًا لتقليل التوتر قد تفيد البشرة أيضًا. منها التمارين الرياضية التي تزيد من: 

  • تدفق الدورة الدموية في الوجه، 
  • إطلاق الإندورفين، هرمونات الشعور بالسعادة في الجسم.
  • دفع الدم الغني بالأوكسيجين إلى جميع أجزاء جسمك، ضمنًا الجلد، ما قد يعزز عملية تعافي حاجز الجلد.
  • اليوغا والتأمل والتنفس العميق لتقليل إنتاج الكورتيزول ومستويات التوتر.

وذكر اختصاصي النوم الدكتور راج داسغوبتا، وهو الأستاذ المساعد في الطب السريري، وطب النوم، والعناية الرئوية الحرجة في مركز "هنتنغتون هيلث" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن النوم الجيد يُعتبر طريقة أخرى لتحسين البشرة وتقليل التوتر.  

وفي مقابلة سابقة مع CNN قال داسغوبتا: "يُطلق عليه النوم الجميل لأن النوم يجدد بشرتك في الليل"، موضحًا أنّ "هناك هرمون النمو الذي يتم إفرازه أثناء المراحل العميقة من النوم ويحفز نمو خلايا الجلد الجديدة".

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، يحتاج البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، إلى سبع ساعات من النوم العميق ليلًا، بالحد الأدنى، حتى يتمتعوا بصحة جيدة. 

وتمّ ربط قلة النوم، بالتوازي مع مدة النوم غير المنتظمة، ليس فقط بالجلد المجهد لكن أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالحالات التالية:

  • السمنة المفرطة
  • أمراض القلب
  • الخرف
  • اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب