في الأيام السابقة قام الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بفتح تحقيق تجاه حادثة وقعت عام 1991 كان أحد أطرافها هو مدرب المنتخب الأمريكي في كأس العالم 2022 جريج بيرهالتر.
الحادثة وقعت عام 1991 وفيها قام جريج لاعب الدفاع بجامعة كارولينا الشمالية بركل -زوجته الحالية- روزاليند لاعبة الفريق النسائي لكرة القدم في ذات الجامعة في ساقها خلال شجار وقع بينهما خارج أحد الملاهي الليلية وكان عمر المدرب الأمريكي حينها 18 عامًا.
ويوم الثلاثاء 3/1/2023 خرج علينا المدرب في منشور طويل عبر مواقع التواصل الاجتماعي معترفًا بصحة هذه الادعاءات والتي دارت في أروقة الاتحاد الأمريكي منذ شهر تقريبًا -مع خروج المنتخب الأمريكي من كأس العالم- وحمل المنشور توقيعه هو وزوجته روزاليند وفيه قال: "لا يوجد أي أعذار لما حدث في تلك الليلة، لقد كانت لحظة مخزية وحدثًا مازلت نادمًا عليه إلى يومنا هذا".
وأكمل بيرهالتر في ذات المنشور قائلًا: "لقد اعتذرت حينها مباشرة لروزاليند لكنها تركتني وحيدًا وهذا مفهوم، لقد أخبرت جميع من حولي من والدي وعائلتي وأصدقائي لأتحمل المسئولية عما اقترفت، وكذلك فعلت روزاليند، بينما بقيت السلطات في معزل عن هذا الحدث، لقد قررت طلب المشورة والمساعدة وهو أحد أكثر قرارات حياتي قيمة، ولم يتكرر هذا السلوك أبدًا ليومنا هذا"
وفي ذات المنشور أكمل جريج أن روزاليند حادثته بعد 7 أشهر من الحادثة وتصالحا ومنذ ذلك الحين وهما يعيشان سويًّا وقد أنجبا 4 أولاد، وأوضح أن ظهور هذه الحادثة غير المعروفة للنور ربما يكون محاولة ابتزاز قام بها شخص يريد إزاحته من تدريب المنتخب.
من جانبه أصدر الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بيانه بشأن هذه الأحداث يوم الثلاثاء 3/1/2023 وفيه قال أن الاتحاد علم بالادعاءات يوم 11 ديسمبر أي بعد ما يقارب الأسبوع من خروج الولايات المتحدة من دور ال 16 من كأس العالم في قطر، وأضاف الاتحاد أنه قام على الفور بفتح تحقيق مستقل عن هذه الحادثة وكذلك ادعاء محاولة الابتزاز لبيرهالتر.
أكمل الاتحاد بيانه بالقول: "خلال هذه العملية، علم الاتحاد عن ما يبدو أنها سلوكيات غير منضبطة تجاه عديد الموظفين والأعضاء من أفراد خارج الاتحاد، نتعامل بجدية مع هذه السلوكيات ووسعنا التحقيق ليشمل هذه الادعاءات كذلك".
أعرب الاتحاد في بيانه كذلك عن تقديره لما قام به جريج و روزاليند وتحدثهما عن الحادثة علانية، لكنه أعلن عن الالتزام بتحقيق الشفافية ونشر نتائج التحقيقات فور انتهائها، كما ندد بالعنف من أي نوع مع تشديده على أخذ هذه الادعاءات بجدية تامة.
وهنا نأتى للطرف الآخر من القصة والذي قام بإبلاغ الاتحاد الأمريكي عن واقعة جريج بيرهالتر عام 1991 وهي دانييل رينا والدة مهاجم المنتخب جيو رينا وزوجة قائد المنتخب الأمريكي السابق كلاوديو رينا، والتي أوضحت أنها من قام بذلك في بيان أرسلته لشبكة فوكس سبورتس يوم الأربعاء 4/1/2023، دانييل كانت زميلة غرفة روزاليند في الجامعة وكذلك الفريق النسائي خلال وقت الحادثة.
وبعدما أصدر جريج بيانه رأت دانييل أن تنشر جانبها من القصة؛ حيث أوضحت أنها أفصحت عن الحادثة للمدير الرياضي للمنتخب الأمريكي إيرني ستيوارت خلال محادثة معه بعد التصريحات التي أدلى بها جريج عن ابنها جيو في مؤتمر في نيويورك بعد 3 أيام من خروج المنتخب من مونديال قطر 2022.
كانت التصريحات المقصودة في كلامها هي أن جريج قال أنه يرغب في إرسال اللاعب ذي ال 20 عامًا إلى الديار لفشله في تقبل دوره كبديل، جريج لم يصرح باسم اللاعب لكن اتضح فيما بعد أنه يقصد جيو رينا مهاجم المنتخب.
إيرني ستيورات وكلاوديو رينا وجريج بيرهالتر كانوا جميعًا زملاء في المنتخب الأمريكي خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، أما علاقة بيرهالتر وكلاوديو فتعود لفترة أبكر في المدرسة الإعدادية في مدينة نيو جيرسي الأمريكية.
دانييل أوضحت أن ستيورات يعد صديقًا مقربًا لها وأنها أرادته أن يعرف مدى غضبها وتحطمها مما يحدث مع ابنها جيو كما أعربت له عن إحساسها بالخيانة من شخص اعتبرته قريبًا من عائلتها وهو جريج.
أضافت دانييل أنه من غير العادل أن يتم تدمير ابنها الذي اعتذر عن تصرفه غير الناضج بينما تم قبول عذر جريج حينما ارتكب خطأ أكثر فداحة من ابنها وهو في مثل سنه، وقالت أنه تم التقليل من حجم ضرر تلك الليلة في بيان جريج وأنها أمضت وقتًا وجهدًا كبيرين للتخفيف عن زميلتها روزاليند من هول الصدمة وتبعاتها، كما قالت أنها استغرقت وقتًا طويلًا لتسامح جريج وتتقبله، وأنها لطالما اعتبرت عائلة بيرهالتر وأطفاله جزءًا من عائلتها وحياتها لكن سلوك جريج تجاه ابنها كان جارحًا حيث توقعت أن يرد الدين لابنها لكن ذلك لم يحدث.
أكملت دانييل في بيانها أنها لم تنوِ أن يفتح الاتحاد تحقيقًا مع جريج كما أنكرت ما زعمه جريج أن تكون هددت بإفشاء الحادثة قبل أن تظهرها للنور، أو أنها رغبت في إقالته، كما أوضحت أنها لا تعلم شيئًا عن محاولة الابتزاز وأبدت أسفها لانتشار الموضوع في العلن وفي مشاركتها في لعب دور قد يعيد فتح جراح الماضي.
كلاوديو رينا والد جيو وقائد المنتخب الأمريكي وزميل بيرهالتر السابق خرج في بيان خاص معلنًا دعمه لزوجته واستياءه من تصريحات جريج.
المدير الرياضي لنادي أوستن كذلك أنكر ما ورد في تقرير لشبكة ESPN من أن يكون هو من هدد بكشف معلومات تتعلق بماضي مدرب المنتخب خلال محادثاته مع مسئولي الاتحاد الأمريكي خلال كأس العالم، وأوضح أنه شارك إحباطه من تجربة ابنه المحدودة مع المنتخب في كأس العالم لأصدقاء مقربين منهم إيرني ستيورات وكذلك المدير العام للمنتخب بريان مكبرايد، لكنه نفى وأنكر أن يكون قد استخدم التهديد وأنه لن يفعل ذلك أبدًا.
كان عقد جريج بيرهالتر قد انتهى مع المنتخب في 31 ديسمبر 2022، لكنه مازال مرشحًا لاستكمال المهمة في انتظار نتائج التحقيق، هذا وتم تكليف أحد مساعدي جريج وهو أنتوني هودسون لقيادة المنتخب في مباراتي صربيا وكولومبيا الوديتين خلال هذا الشهر، وسبق لهودسون تدريب منتخب نيوزيلندا وكذلك منتخب الولايات المتحدة تحت 20 عامًا وفريق كولورادو رابيدز الأمريكي.
ماذا ستكون نتيجة التحقيق؟ وهل سيعود جريج بيرهالتر لقيادة أبناء العم سام في الاستحقاقات القادمة؟
في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق.