وافقت على العريس هربا من صديقتي

منذ 3 أشهر 72

وافقت على العريس هربًا من صديقتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2024 ميلادي - 30/1/1446 هجري

الزيارات: 338


السؤال:

الملخص:

فتاة لها صديقة، تطورت العلاقة بينهما إلى التجاوزات الجسدية، ورغبةً منها في التوبة والخلاص منها؛ وافقت على العريس الذي تقدم إليها، لكن صديقتها متعلقة بها، ولا تريد أن تتركها، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

لديَّ صديقة منذ الثانوية، بدأت علاقتنا طبيعية كأي أصدقاء، ثم إنها بدأت تحتويني، وتُظهِر لي مشاعرها؛ فتُمسك يدي، وتحضني، وبعد ذلك بدأت تتقرب مني أكثر فأكثر، وتأتي إليَّ البيت، وبدأ الأمر بقُبلة في فمي، فبدا الأمر غريبًا لي، فقالت لي: إن الأصدقاء يُقبِّل بعضهم بعضًا هكذا، وبدأ الكلام يتطور بيننا إلى تجاوزات، وأصبحنا عاشقتين، ثم إن أختي رأت الشات بيني وبينها، فهددتني إن لم أقطع علاقتي معها بأن تخبر أمي، فبعدت عنها مدة سنة، كانت أسوأ سنة في حياتي، ودُمِّرت فيها نفسيتي، فعدتُ إليها، وصارت العلاقة بيننا أكثر من ذي قبل، وتطورت إلى التجاوزات الجسدية، والآن أنا غير مرتاحة، وأريد التوبة، فقررت أن أوافق على العريس الذي تقدَّم إليَّ، فأصبحت تبكي يوميًّا لي، وتتهمني بالأنانية، وأني أخلفت وعدي معها؛ إذ قد وعدتها أنني لن أتزوج، ولا أريد أن أعيش مع غيري، أنا أحبها، لكني أريد أن تكون علاقتنا طبيعية، ونتوب مما نحن فيه، فما الحل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي المرسلين، الطاهر المطهَّر، نبي الفطرة الذي أُرسِل رحمةً للعالمين؛ أما بعد:

فقبل العتاب والبيان، أنْقِذي نفسكِ من هذه الهُوَّة الملتهبة التي قذف بكِ الشيطان إليها، فهذا انتكاس في الفطرة، له أسباب كثيرة، ولكن نهايته عياذًا بالله قاسية فوق ما تتخيلين.

ابتعدي عن هذه الصديقة تمامًا، واعملي لها حظرًا من كل التطبيقات، وكثِّفي الدعاء لها ولنفسكِ بالهدى والرشاد، والاستقامة على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

فهذا طريق بشع، يهوِي بالنفس إلى منزلة تأنَف منها الحيوانات، فما تفعلانه هو فعلُ قومِ لوطٍ، الذين وصفهم القرآن الكريم بأسوأ الصفات التي يمكن أن يتخيلها العقل، وقد وصفتهم الملائكة الذين أُرسِلوا لإهلاكهم بالإجرام؛ قال تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴾ [الحجر: 58]، ووصفهم الله سبحانه بالظلم في قوله تعالى: ﴿ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 83]، ووصفهم بأنهم قوم سَوءٍ، وبالفسق أيضًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾ [الأنبياء: 74].

انظري إلى ما فعله الله بهم، أمْطَرَ عليهم مَطَرَ السوء؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ﴾ [الفرقان: 40]، وفسَّرها الطبري بقوله: "ومطر السوء هو الحجارة التي أمطرها الله عليهم فأهلكهم بها".

فأي مصير تنتظرين من هذا الطريق الأسود، ومن أجل ماذا؟!

لحظة متعة فارغة لا تُسمِن ولا تُغني، بل تُورِث همًّا وغمًّا وحزنًا؛ لأن كل معصية تأخذ من القلب مأخذها حتى تُميته.

بخطوبة أو بدون خطوبة، اهربي من هذا المصير، وتوبي إلى الله، ولا تخافي، فإن صدقتِ التوبة، فإن هذا الذنب على جُرْمِه يُدخلكِ الجنة، فبصدق التوبة ومجاهدة النفس، يبدِّل الله سيئاتكِ حسنات، باب ربكِ مفتوح دائمًا فسارعي، واستغلي شهر رمضان في التقرب إلى الله والتوبة، والندم والبكاء بين يديه سبحانه.

وهنا أريد أن أُنبِّهَكِ، ربما تعاندكِ نفسكِ، ولا تشعرين بمتعة مع خطيبكِ فتتركينه، أحذركِ من العَجَلَةِ، فكل شيء سيأتي في وقته، ولا تهدمي جدار الحياء بينكِ وبينه؛ فهو أجنبي، واصبري على أي ألمٍ تشعرين به، فهذه الذنوب تشبه الإدمان، لها أعراض انسحابية، فاستعيني بالقرآن وإشغال النفس بالحق، لا تتركي في يومكِ دقيقة فارغة، حتى لو تخدمين أهلكِ وأرحامكِ، المهم لا تفرغي ولا تتركي فرصة لعقلكِ يسترجع الذكريات فتضعُفي.

الدنيا قصيرة بنيتي، وسوف تقفين أمام الله عز شأنه، كيف سيكون حالكِ يوم تبيض وجوه، وتسودُّ وجوه؟ استغلي فرصة أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة، وباب التوبة مفتوحًا، وما زال الندم على الذنب يُورِث الخير.

هدى الله بناتنا وبنات المسلمين، وانتقم بجبروته وقوته ممن أشاع بينهم الفاحشة، أو ساعد على ذلك.