واشنطن تحذر طهران من استمرار عمليات "غير مسبوقة" لنقل الأسلحة إلى الحوثيين

منذ 6 أشهر 80

دعت الولايات المتحدة، إيران، إلى وقف نقل "كميات غير مسبوقة" من الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، ما يسمح لهم بتنفيذ "هجمات متهورة" على سفن في البحر الأحمر وأماكن أخرى.

وقال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، لمجلس الأمن الدولي، "إذا كان مجلس الأمن يريد إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب الأهلية في اليمن، فيجب عليه العمل بشكل جماعي لمطالبة إيران بالتوقف عن دورها المزعزع للاستقرار، وإبلاغها أنها لن تستطيع الاختباء وراء الحوثيين".

وأضاف وود أن هناك أدلة كثيرة على أن إيران "توفر أسلحة متقدمة، من بينها صواريخ بالستية وصواريخ كروز للحوثيين"، ما يشكل انتهاكا لعقوبات الأمم المتحدة.

وتابع: "لتأكيد قلق المجلس بشأن الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة، يجب علينا بذل المزيد من الجهود لتعزيز تنفيذ العقوبات وردع منتهكيها".

ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تهدف للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء حربها ضد حماس في قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني.

ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن الحوثيين باتوا يتعاونون مع ما يعرف باسم "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وذلك من خلال منح الأولى للثانية طائرات بدون طيار وتبادل المعتقلين.

وقالت الإدارة البحرية الأمريكية أواخر الشهر الماضي، إن الحوثيين شنوا أكثر من 50 هجوما على السفن، واستولوا على سفينة وأغرقوا أخرى منذ نوفمبر من العام الماضي.

وانخفضت وتيرة هجمات الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، حيث قادت الولايات المتحدة حملة عسكرية جوية ضدهم. وتراجعت حركة الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بسبب هذه التهديدات.

لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حذر مجلس الأمن من أن "الأعمال العدائية مستمرة رغم انخفاض وتيرة الهجمات على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي".

وأشار إلى إعلان الحوثيين أنهم سيوسعون نطاق الهجمات، ووصف ذلك بأنه "استفزاز مقلق وسط وضع متقلب بالفعل".

من جانبه، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، لمجلس الأمن، إن إعلان إسرائيل في 6 مايو الماضي بدء عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي غزة، التي لجأ اليها 1.2 مليون فلسطيني بحثا عن الأمان، أدى إلى "تصعيد الدوامة الحالية في المنطقة درجة أخرى".

وأضاف: "لا شك أن ذلك سيكون له تأثير على الوضع في المياه المحيطة باليمن"، مشيرا إلى معارضة الحوثيين للهجمات الإسرائيلية التي تلحق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين.

واستطرد قائلا: "ندعو إلى الوقف السريع لاستهداف السفن التجارية، وأي أعمال أخرى تعيق حركة الملاحة البحرية".

وأشار غروندبيرغ إلى أنه في ديسمبر الماضي، اتخذ الحوثيون والحكومة "خطوة شجاعة نحو الحل السلمي" من خلال الموافقة على سلسلة التزامات من شأنها وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الملحة للسكان، وبدء عملية سياسية لإنهاء النزاع.

لكن منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أفاد بوجود مستويات "مرتفعة بشكل مثير للقلق" من الحرمان الشديد من الغذاء بجميع أنحاء البلاد، وقال إنه من المتوقع أن تتفاقم خلال موسم الجفاف بالنسبة للمحاصيل، والذي يبدأ في يونيو المقبل.

كما أعرب غريفيث عن قلقه البالغ إزاء "تفشي وباء الكوليرا الذي يتفاقم بسرعة في اليمن."

وأشار إلى تقارير تفيد بوجود 40 ألف حالة متشبهة للإصابة بالكوليرا، وأكثر من 160 حالة وفاة، وهي زيادة حادة مقارنة بالشهر الماضي، ومعظم هذه الحالات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال غريفيث: "يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة يوميا".