أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأحد، أن الصحفي الإيراني-الأمريكي رضا ولي زاده، الذي عمل سابقًا في إذاعة "فردا" الممولة من الحكومة الأمريكية، محتجز في إيران منذ عدة أشهر، وذلك في ظل تهديدات من طهران بالرد على هجوم إسرائيلي.
أتى هذا الإعلان بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ45 لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز موظفيها كرهائن عام 1979. كما أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تهديدات بالرد "ردًا ساحقًا" على الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط تصاعد التوترات في المنطقة بعد وصول قاذفات أمريكية طويلة المدى إلى الشرق الأوسط لردع إيران.
كان ولي زاده قد نشر، على منصة "X"، أن السلطات الإيرانية احتجزت أفرادًا من عائلته للضغط عليه للعودة إلى إيران. وفي أغسطس، نشر رسالتين أشار فيهما إلى عودته بالفعل إلى طهران في مارس 2024، رغم أن إذاعة "فردا" تُعتبر معادية من قبل السلطات الإيرانية.
وفي إحدى رسائله، قال ولي زاده إنه دخل طهران دون أي ضمانات أمنية، حتى "ولو شفهية"، بعد 13 عامًا قضاها خارج البلاد، وزعم أنه كان يتفاوض مع استخبارات الحرس الثوري قبل عودته.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن ولي زاده قد تم اعتقاله فور وصوله إلى إيران، وأُطلق سراحه لفترة وجيزة قبل أن يُعاد اعتقاله ونقله إلى سجن "إيفين"، حيث يواجه الآن قضية أمام محكمة الثورة الإيرانية، المعروفة بعقد جلسات مغلقة واستخدام أدلة سرية ضد المتهمين.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنها على علم بتقارير اعتقال ولي زاده، وتعمل مع سويسرا، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، للحصول على المزيد من المعلومات حول قضيته. ونددت الوزارة بما وصفته "الاعتقالات التعسفية لأغراض سياسية"، معتبرةً أن هذا الأسلوب يتعارض مع المعايير الدولية.
لم تعلق إيران رسميًا على احتجاز ولي زاده، ولم ترد بعثتها في الأمم المتحدة على استفسارات وسائل الإعلام.
تأتي هذه الحادثة في ظل تاريخ طويل من توظيف إيران للسجناء الذين يحملون جنسيات غربية كأوراق مساومة في المفاوضات مع القوى الدولية. وكانت طهران قد أفرجت، في سبتمبر 2023، عن خمسة أمريكيين مقابل خمسة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة، إلى جانب الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
في قت سابق، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، عبر موقع "ميزان أونلاين"، الحكم بالإعدام على المعارض الإيراني-الألماني جمشد شارمهد، الذي أُوقف في أغسطس 2020، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي على مسجد في شيراز عام 2008، والذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا.
وجهت المحكمة لشارمهد، البالغ من العمر 66 عامًا، تهمة "الإفساد في الأرض" من خلال قيادة جماعة "تندر" المعارضة، التي تهدف للإطاحة بالجمهورية الإسلامية. كما اتُهم بإقامة اتصالات مع عملاء استخبارات أميركيين وإسرائيليين. كانت إيران قد أعلنت عن اعتقاله بعملية معقدة لم تكشف عن تفاصيلها، علمًا بأنه كان يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2003.