على وقع انهيار بنكي "كريدي سوسي" و"سيليكون فالي"، يعتقد الملياردير الأمريكي وأسطورة الاستثمار وارن بافيت، أن الأزمة التي يعيشها قطاع المصارف في أمريكا وحول العالم لم تنته بعد، وسيكون هناك المزيد من الإخفاقات في المستقبل، معتبراً في الوقت ذاته أنه لا ينبغي أبدا للمودعين أن يقلقوا.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"، في مقابلة مع شبكة "CNBC": "البنوك تفلس. لكن المودعين لن يتضرروا".
يأتي ذلك بعد ما أدى انهيار بنك وادي السيليكون وبنك سيغنتشر الشهر الماضي (ثاني وثالث أكبر إخفاقات مصرفية في تاريخ الولايات المتحدة) إلى اتخاذ إجراءات إنقاذ غير مسبوقة من جانب السلطات التنظيمية، التي تدخلت لضمان الودائع وتقديم تسهيلات تمويلية إضافية للبنوك المتعثرة. واعتبر بافيت أن بعض السلوكيات "الغبية" التي تقوم بها البنوك بشكل دوري على المستوى المحاسباتي، ستعرّض المساهمين للخطر.
لكن المستثمر البالغ من العمر 92 عاماً أشار إلى حالة الذعر والخوف التي اكتسحت الأسواق والمودعين عقب اندلاع أزمة البنوك، واعتبر أنها غير ضرورية بما أن النظام المالي مبرمج لحماية ودائع الدولة بأكملها.
وقال: "تتحمل البنوك تكاليف مؤسسة التأمين الفيدرالية، البنوك لم تكلف الحكومة الاتحادية سنتاً واحداً" وأضاف "لن يخسر أحد أمواله، لسنا بحاجة إلى تحويل قرار غبي من قبل المديرين إلى ذعر لجميع مواطني الولايات المتحدة".
كما شدّد على أهمية أن تحتفظ البنوك بثقة الجمهور، ويمكن أن تُفقد تلك الثقة في ثوانٍ، كما حدث خلال الأزمة الأخيرة.
ولطالما سارع بافيت في الماضي لنجدة البنوك المتعثرة. إذ اشتهر بإنقاذ بنك غولدمان ساكس من خلال ضخ 5 مليارات دولار نقداً بعد انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2008. وفي عام 2011، ضخ 5 مليارات دولار في بنك أوف أميركا.