إذا كنتم تعتقدون أنكم قد شهدتم في أي وقت مضى أسوأ طلاق محتمل، فاستعدوا للذهول، لأن هذا الطلاق يتفوق على كل ما سبقه، إذ يبدو أن الملياردير روبرت مردوخ قد أنهى زواجه الذي دام نحو ستة أعوام مع الممثلة وعارضة الأزياء السابقة جيري هول... عبر البريد الإلكتروني.
ففي أغسطس (آب) من العام الماضي، كان القطب الإعلامي البالغ من العمر 92 سنة قد توصل إلى تسوية مع زوجته الرابعة، هول، البالغة من العمر 66 سنة، لكن تقارير أخيرة تشير إلى أن روبرت مردوخ أطلع زوجته على قراره إنهاء زواجهما، في مقدمة رسالة عبر البريد الإلكتروني مؤلفة من 11 كلمة هي الآتية: "جيري، للأسف، قررت أن أضع حداً لزواجنا. لقد مررنا بالتأكيد بأوقات جيدة، لكن لديَّ الكثير لأفعله... سيقوم محاميَّ في نيويورك بالتواصل مع محاميك على الفور".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت مجلة "فانيتي فير" قد كشفت عن محتوى هذه الرسالة "القاسية" التي أدت إلى الانفصال، والتي يزعم أنها تركت هول "محطمة القلب" و"مدمرة". وزعم أيضاً أن مردوخ - الذي قيل إن ثروته تقدر بـ19 مليار دولار - قد أجبر هول على "تقديم إيصالات" بالمقتنيات العائدة لها، عندما غادرت المنزل الذي تشاركا العيش فيه في منطقة "بيل إير" في ضاحية لوس أنجليس، في شهر يونيو (حزيران) الماضي.
لقد سمعت عن حدوث انقسامات صادمة، ورأيت أشخاصاً محطمين بسبب الترتيبات المطولة المتعلقة بالوصاية على الأطفال واضطرار البعض إلى ترك أولادهم على الرصيف في نهاية كل أسبوع، لأنه لم يعد مسموحاً لهم بدخول المنزل بعد الطلاق. حتى أنني علمت بانفصال أدى إلى قيام شخص ما بحرق جميع ملابس زوجته السابقة في بركة صغيرة للأطفال في حديقة المنزل.
لكن بالنسبة إليَّ، يبدو من المؤسف للغاية أن تختلف الأمور إلى هذا الحد، وأن تؤول إلى مثل تلك النهاية. فهذا السلوك إنما ينسف كل الحب الذي تم تشاركه في السابق. ففي نهاية المطاف، لقد كنتما متزوجين. وقد كتبت من قبل عن أهمية الحفاظ على صداقة مع الشريك السابق، بهدف المساعدة على التعافي والتجدد والنضوج في العلاقة.
وإن دلت تسوية الطلاق التي توصل إليها روبرت مردوخ وجيري هول على شيء، فهو أن هنالك "اختلافات لا يمكن التوفيق بينها". وعلى رغم أن بياناً مشتركاً ذكر أنهما ما زالا "صديقين حميمين"، إلا أن العقدة تكمن في التفاصيل. فهذا النوع من السلوك المزعوم بلغت به التفاهة حداً يصعب تصديقه. فمن المثير للدهشة أن نرى أحد أغنى أغنياء العالم يدقق في إيصالات زوجته، في حين أنه قادر على الأرجح على تحمل شراء بديل مماثل لكل قطعة موجودة في المنزل إذا ما أراد ذلك. وهذا مما يدفع إلى الاعتقاد أنه رجل بخيل بشكل صادم.
الأسوأ من ذلك أن الأمر يبدو أنه لا يتعلق فقط بتمادي روبرت مردوخ في انتقاداته والإفراط في الخوض في التفاصيل فحسب، إنما يظهر أيضاً نزعة نحو السيطرة. فمن الواضح أن سلوكه هذا ينم عن محاولة لفرض سطوته والتقليل من شأن جيري، كما أن هذا يشكل خطوة محرجة أن تجد نفسها مضطرة على نحو مهين، إلى "إثبات" مكانتها في الأسرة، الأمر الذي يجعل زواجهما يبدو وكأنه صفقة تجارية.
إضافة إلى ذلك، إن اللجوء إلى تحجيم العلاقة الزوجية لجعلها تقتصر على الجوانب المادية فيها، يطرح تساؤلات حول الرسالة التي يعكسها مثل هذا السلوك. فإذا كنت قد أحببت شخصاً بدرجة كافية للزواج منه، هل تريد حقاً أن يكون انطباعه الأخير عنك مرتبطاً بما إذا كنت قد دفعت من جيبك ثمن محمصة خبز أم لا؟ أو أن تتجادل معه حول من الذي دفع مبلغ 49.99 جنيه استرليني (62 دولاراً أميركياً) ثمن خلاط الطعام، أو أن تخوض معه في نقاش حول من الذي اتخذ قراراً (أو أي بطاقة مصرفية تم استخدامها) في شراء شجرة عيد ميلاد تشبه البطريق بزينتها؟
إذا كان قد تملكك الإغراء في أي وقت مضى للقيام بتصرف مشابه، أو إذا كنت قد تمسكت بموقف تافه يقضي بإجبار شريكك السابق على "إثبات" ادعاءاته في ما يتعلق بامتلاك أشياء تعد سخيفة، فقد ترغب في التنبه إلى إحدى قطع الأثاث في المنزل على وجه الخصوص: وهي المرآة.
أخيراً أتوجه إلى روبرت مردوخ بالقول إنه إذا صحت تلك الادعاءات في شأن سلوكياتك، فإنها تعبر كثيراً عما أنت عليه حقيقة. أما المظهر الذي تبدو عليه، فلا يستحق حقاً عناء النظر إليه.