في عام كان لكل من تايلر سويفت وبيونسيه فضل في دعم الاقتصادات في كل المناطق التي أحيتا فيها جولات فنية، يبدو تكريم عديد من النساء الرائدات في قاعة مشاهير الروك أند رول أمراً في محله تماماً. كانت كل من كيب بوش وشيريل كرو وميسي إليوت وشاكا خان من بين الفنانات اللاتي حصلن على اعتراف في عام حققت النساء إنجازات مهمة في عالم الموسيقى.
ومع حصول أغنيات بوش على جيل جديد من المعجبين من خلال تضمين أغنية "جري فوق تلك الهضبة" "Running Up That Hill" في مسلسل "أشياء غريبة" Stranger Things الذي يحقق نجاحاً ساحقاً على شبكة "نتفليكس"، تقود بوش جهود المغنيات البريطانيات هذا العام. في الوقت نفسه لا تزال ميسي إليوت شخصية مؤثرة بشكل كبير في موسيقى الهيب هوب، بينما ينقب منسقو الأغاني (دي جيه) والمنتجون في رصيد شاكا خان بشكل دوري باحثين عن الأغنية التالية التي ستشعل نوادي الرقص.
وضع الفنانات في مركز الصدارة هو خطوة تقدمية مرحب بها تقوم بها قاعة مشاهير الروك أند رول التي واجهت انتقادات لاذعة على مر السنين بسبب عملية الانتقاء التفضيلية لديها، حيث كانت النساء يشكلن أقل من تسعة في المئة من إجمالي الاختيارات.
لكن لا تزال هناك مشكلات كبيرة في صناعة الموسيقى. قبل بضعة أيام فقط، تعرض منظمو مهرجان "آيل أوف وايت" البريطاني لانتقادات شديدة لإعلانهم عن أن جميع مقدمي الوصلات الغنائية الافتتاحية المنفردة هم فنانون ذكور.
في هذه الأثناء، لا تزال شخصيات رسمية تشعر بقدرتها على التلفظ بتصريحات إشكالية من دون الحاجة إلى "التفكير والتأني" قبل فتح أفواهها.
على مدار السنوات الأخيرة، كانت قاعة مشاهير الروك تحاول التنويع. يقود هذه الجهود رئيس مجلس الإدارة جون سايكس، وهو مدير تنفيذي إعلامي تولى منصبه سنة 2020 خلفاً للمؤسس المشارك لمجلة رولينغ ستون جان وينر. لا تزال هناك حاجة إلى بذل جهود كثيرة، في الأقل بسبب المسؤولية التي يتحملها وينر نفسه، الذي تم طرده من مجلس إدارة قاعة مشاهير الروك في وقت سابق من هذا العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أثناء الترويج لكتابه الجديد "الأساتذة" The Masters، حاول وينر تبرير غياب النساء والفنانين الملونين عن كتابه -وهو عبارة عن مجموعة من المقابلات مع نجوم مثل ميك جاغر وبروس سبرينغستين- بالادعاء بأنهم لم يكونوا "على مستوى الكفاءة" التي تؤهلهم للحصول على لقب "فلاسفة الروك" وتضمينهم في كتابه.
قال وينر في تصريح اعتذاري: "في مقابلتي مع صحيفة نيويورك تايمز، أدليت بتعليقات قللت من مساهمات وعبقرية وتأثير الفنانين السود والفنانات النساء، وأعتذر من كل قلبي عن تلك التصريحات". وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع، أوضح سكايز كيف حاول إتاحة فرص أفضل لتمثيل متنوع في ما يتعلق بترشيح الفنانين من قبل لجنة الاختيار، وقال "علينا أن نفعل ما هو أفضل، لكننا نحرز تقدماً".
في معرض حديثه عن الجدل الذي أثاره وينر، أصر سايكس على أن الإجراء نفسه كان سيتخذ في حق أي عضو في مجلس الإدارة يدلي بمثل تلك التصريحات.
وقال سايكس: "تتعارض هذه الأشياء وجوهر قاعة مشاهير الروك أند رول وروحها... لا تميز موسيقى الروك أند رول على أساس اللون ولا الجنس. وبالنسبة لنا، عندما قال أحد أعضاء مجلس الإدارة ذلك، شعرنا أننا غير قادرين على مواصلة عملنا مع شخص مثله يكون جزءاً من مجموعتنا".
لكن في عصر تهيمن فنانات قويات بشكل منتظم على قمة سباقات الأغاني ومنصات البث، لماذا يبدو عام 2023 وكأنه لحظة فاصلة؟ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن رسمياً أن سويفت أصبحت مليارديرة بفضل الإصدارات المتعددة لألبوماتها، وجولة "عصور" Eras الفنية، واكتساحها شباك التذاكر، والفيلم التسجيلي لجولة "عصور"، بعد وقت قصير من تلقيها إشادة النقاد ونجاحها في سباقات الأغاني بسبب أحدث ألبوم مسجل لها "منتصف الليالي" Midnights.
كما أصدرت حديثاً نسخة معاداً تسجيلها من ألبومها "1989" - كان إطلاقه الأصلي سنة 2014 –والذي تمكن من الحصول على أضخم إيرادات يحققها أي ألبوم هذا العام في أسبوعه الافتتاحي.
يبدو أن استمرار هذه النجاحات مؤكد. بعد أيام قليلة، في 10 نوفمبر تحديداً، سنكتشف من تم ترشيحه لدورة عام 2024 من جوائز غرامي. في قائمة الأعمال المتنافسة على جائزة ألبوم العام المنشودة، يبدو أن هناك ثلاثة أو أربعة عناوين مرشحة محتملة، وجميعها لنساء: "منتصف الليالي" لـتايلر سويفت، "جرأة" GUTS لأوليفيا رودريغو، و"أس أو أس" SOS لـسزا (سولانا أمني رو)، و"هل تعلم أن هناك نفقاً تحت جادة أوشن" Do You Know That There"s a Tunnel Under Ocean Blvd لـلانا ديل ري.
مرت أربع سنوات على انتقاد دوا ليبا رئيس سباق جوائز غرامي آنذاك، نيل بورتناو، الذي ادعى أن النساء في حاجة إلى "بذل جهد أكبر" إذا أردن الاعتراف بهن من قبل أكاديمية التسجيل -وهي مؤسسة أخرى متهمة بتجاهل إنجازات المرأة. الآن، من المتوقع أن تكون الأكاديمية نفسها وقاعة مشاهير الروك أند رول في حاجة إلى بذل جهد أكبر.