هل يعاقبني الله بخيانة زوجي؟

منذ 9 أشهر 172

هل يعاقبني الله بخيانة زوجي؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/1/2024 ميلادي - 17/7/1445 هجري

الزيارات: 39


السؤال:

الملخص:

فتاة أقامت علاقة مع رجل متزوج لما كانت في سن المراهقة، ثم تابت إلى الله، وقد أدى بها ذلك إلى رفض فكرة الزواج؛ حتى لا يعاقبها الله عز وجل بأن يخونها زوجها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

قبل أربع سنوات، وفي وقت مراهقتي، أقمت علاقة مع رجلٍ متزوج، أقنعني بحبِّه، ثم تركته بعد ستة أشهر؛ لمَّا شعرت بخطئي، وإلى اليوم ألوم نفسي، وأخشى ألَّا يقبل الله توبتي، بل أرفض الزواج خوفًا أن يخونني زوجي، وإحساسًا بأني لا أستحق حبَّ الشخص الذي سأرتبط به، سؤالي: هل إذا تبت إلى الله بصدق، يعاقبني بزوج خائن؛ كعقاب لي على ما فعلت؟ أريد أن أُكوِّن عائلة صالحة، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين؛ أما بعد:

فإن الله بيَّن في كتابه أنه يحب التوابين؛ فطالما أنه وفَّقكِ للتوبة، فهذه دلالة محبة من الله لكِ وتوفيق، ولهذا التائب من وفَّقه الله للتوبة؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ [التوبة: 118]، فالله حينما شاء لهم التوبة، وفَّقهم إلى أسبابها، وكونكِ - أختي الكريمة - أقلعتِ عما فعلتِ، وما زلتِ نادمة حتى الآن، ولم تصري على ما فعلتِ، وقطعتِ كل الأسباب المؤدية إلى ذلك، فأبشري بفضل الله عليكِ وتوفيقه للتوبة؛ وقد بيَّن نبينا صلى الله عليه وسلم: ((الندم توبة))؛ فالندم ركن التوبة الأعظم، وكونكِ تندمين حتى الآن فهذه نعمة من الله عليك، والله يغفر الذنوب جميعًا؛ كما بيَّن في كتابه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، وقد صدق القائل: "رُبَّ معصية أورثتك ذلًّا وانكسارًا"، فكل هذا الخير من توفيق للتوبة، وندم وإقلاع، واستمرار على ذلك، لا تجعلي الشيطان ووساوس النفس تتحكم في قلبكِ؛ فالشيطان هدفه الأول: ﴿ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المجادلة: 10]، فاستعيني بالله، وتهيئي بنفس مطمئنة مُقبِلة على إكمال دينك؛ فالنبي قال: ((الزواج نصف الدين))، كما أن الله سيهبكِ ذريةً تُربِّيها على ما فات منكِ في شبابكِ، بتعليمهم القرآن وسُنَّة رسول الله، ولن يخذلكِ الله بما رآه من قلبكِ بتوبتكِ وندمكِ، فأبْشِري بفضل الله عليكِ.

وأما الجانب النفسي، فما أنتِ فيه من تعبٍ نفسيٍّ، فما هو إلا وسوسة لا حقيقة لها، فعلاجها ألَّا تحكي تفاصيلها لأحد بعد الآن إلا لربكِ في سجودكِ؛ بأن يعفو عنكِ ويثبتكِ، إلى جانب عدم التفكير ذهنيًّا إلا فيما ينفعكِ، مع المداومة على أذكار الصباح والمساء، والوِرْدِ اليومي للقرآن، وقيام الليل ولو ركعتين، ونوافل الصيام، والإكثار من الدعاء بالثبات، فكل هذه جرعات علاجية نفسية، سيشرح الله بها صدركِ، كما ينبغي أن تتهيئي للزواج بالدعاء؛ بقول الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، كما أنصحكِ بأن تداومي على الدعاء بدعاء نبينا: ((اللهم يا مُقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على طاعتك))، ولا تترددي في أمر الزواج؛ فالتوبة تمحو ما قبلها، وسَلِي الله دائمًا بما أوصى به نبينا صلى الله عليه وسلم عمَّه العباس: ((اللهم إني أسألكِ العفو والعافية في الدنيا والآخرة))، وتخيري صحبة صالحة تعينكِ على طاعة الله وعلى العفاف وملازمة الطاعات، ولا تعرِّضي نفسكِ لوسائل تواصل أو صحبة أو أي أمور فيها شُبُهات اختلاطٍ بشباب أو رجال وخلافه.

والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.