هل يخسر مانشستر سيتي الدوري بسبب إصابة دي بروين؟ إجابة مثيرة من الأرقام

منذ 1 سنة 122

"ربما تكون نقطة ضعف دي بروين الوحيدة هي عرضته للإصابة".

مشهد سيئ تكرر للمرة الثانية في غضون أشهر قليلة، حيث خرج كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي مصابا من أولى مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ضد بيرنلي.

مدربه بيب جوارديولا أكد أن ما حدث كان تجددا للإصابة التي أقصته من نهائي دوري أبطال أوروبا، آخر مباريات الموسم الماضي ضد إنتر ميلان، وأنه سيغيب لفترة مطولة.

بحسب وصف تقرير "ذا أناليست" الذي نتناوله الآن.. فإن مشجعي الأندية المنافسة لجوارديولا على لقب الدوري سيعانون للشعور بالتعاطف حيال المدرب أو فريقه في الوقت الحالي، فمن المفترض أن الأندية الثرية لتلك الدرجة قادرة بطبيعة الحال على التعامل مع أي إصابات، ولكن في حالة دي بروين، حتى جوارديولا نفسه يقول إن جودته غير قابلة للاستبدال.

جوارديولا قال ذلك.. ولكن هل يكفي "ذلك" للتعاطف؟ أيضا لا، فالفريق الأزرق السماوي قد لعب عدة مرات بدون نجمه البلجيكي، وفاز سيتي بالدوري في وجوده وغيابه، وفاز بنهائي دوري الأبطال نفسه الذي خرج منه مصابا في يونيو الماضي.

الحذر لا يمنع القدر

بالنظر للأرقام، لم يلعب دي بروين أكثر من 71% من الدقائق المتاحة في أي موسم من آخر 3 بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، تحديدا 2425 دقيقة من أصل 3420 (70.9%)، وفاز سيتي في جميع الأحوال. بالنظر لإجمالي المواسم الـ 3 أيضا نجده قد راكم نسبة 64.9%، بإجمالي 6654 دقيقة من أصل 10260 دقيقة متاحة.

مع العلم بأن عدم حصوله على دقائق أكثر من اللازم حتى وإن كان جاهزا بنسبة 100%، قد ساهم كثيرا في تفاديه لإصابات أكثر خطورة، مثل التي عاناها في أربطة الركبة وأبعدته عن غالبية موسم 2018-2019، الذي توج سيتي في نهايته بالدوري أيضا.

ولكن رغم تلك الإدارة المتحفظة نوعا ما لدقائق البلجيكي، فقد عانى 15 إصابة مختلفة منذ ذلك الوقت، وغاب إجمالا لمدة 213 يوما، وبينما لا ينتقص هذا من قيمة اللاعب، إلا أنه ليس الأقوى من حيث الجاهزية والإتاحة، وهو عنصر تضعه الأندية الآن في الحسبان بقوة..

مثلا، في 5 مواسم لم يغب ديكلان رايس عن تشكيل وست هام الأساسي سوى 15 مرة في 190 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وكان ذلك عنصرا هاما على طاولة اختيار ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال قبل إتمام الصفقة الكبرى.

ولكن.. هل يعاني مانشستر سيتي حقا في غياب دي بروين؟

كما تظهر سجلات الألقاب، لا يبدو ذلك. جودة دي بروين ليست موضع نقاش، ولكن حتى النتائج في فترات غيابه لا يمكن القول بأنها تأثرت بأي طريقة ملموسة.

للتوضيح، خلال فترة دي بروين كاملة في مانشستر سيتي منذ أغسطس 2015، نسبة فوز سيتي في المباريات التي بدأها أساسيا هي 72.6% من 277 مباراة، أما في 139 مباراة لم يبدأها، فإن النسبة تتراجع إلى 71.9%. نعم، الفارق 0.7% في نسبة الفوز على مر 8 سنوات.

ومنذ بداية حملة الألقاب الثلاثة على التوالي في 2020-2021، فاز سيتي 72.3% من المباريات الـ119 التي بدأها دي بروين في جميع المسابقات، مقابل 73.4% من المباريات التي لم يبدأها. بالنظر للدوري الإنجليزي وحده، فقد فاز سيتي بدونه بنسبة 78.9%، مقابل 71.4% في وجوده، وهو ما تكرر في الموسم الأخير أيضا بصورة مستقلة (80% في غيابه مقابل 71.4% في وجوده).

هذا لا يعني إطلاقا أن مانشستر سيتي يصبح فريقا أفضل بدون دي بروين، العكس التام هو الصحيح، بل فقط يظهر مدى عمق قائمة الفريق وقدرته على التعامل مع أي ظروف مشابهة، حتى في غياب أحد أفضل لاعبي العالم. الأرقام أعلاه تؤكد أنه فعل ذلك بالفعل في الماضي، ولكن هل يتمكن من فعله مجددا في الموسم الحالي؟

السوبر لديه ما يقوله

ليلة أمس الأربعاء حصد سيتي بطولة السوبر الأوروبي بركلات ترجيح على حساب إشبيلية، في غياب دي بروين بالطبع، وأيضا برناردو سيلفا لظروف مرضية.

هذا لا ينفي أن تشكيل سيتي كان مدججا بالجودة المعتادة، حيث لعب رودري وماتيو كوفاسيتش وفيل فودين في الوسط، وتكون الثلاثي الهجومي من كول بالمر وإرلينج هالاند وجاك جريليش، ولكن نظرة واحدة على مقاعد البدلاء قد تخبرك بما لا يريد أحد سماعه عن قائمة الفريق فاحش الثراء..

من 12 بديلا، لم يكن هناك سوى خيارا واحدا في خط الهجوم من عناصر الفريق الأول: جوليان ألفاريز. أما في خط الوسط، فلم يتواجد سوى كالفن فيليبس وريكو لويس بنفس التوصيف، والأخير مركزه المفضل هو الظهير أصلا.

البقية تكونت من حارسين (كارسون وأورتيجا) و3 قلوب دفاع (دياش ولابورت وستونز) وظهير آخر هو سيرخيو جوميز، فيما عدا ذلك لن تجد سوى الناشئين، وحين كان جوارديولا بحاجة للتسجيل، لم يجد تبديلا يجريه سوى الدفع بألفاريز بدلا من كول بالمر.

الخطر في الأفق

في الصيف خسر سيتي جهود إلكاي جوندوجان ورياض محرز ولم يتعاقد سوى مع ماتيو كوفاسيتش. أخرج دي بروين من المعادلة الآن وانظر لوضع قائمة سيتي مرة أخرى: الفريق على بعد إصابة واحدة من مواجهة أزمة حقيقية في خيارات الهجوم.

بالنظر للمعايير الخرافية التي وضعها سيتي للمنافسة على الدوري في المواسم الأخيرة، وبالنظر للقتال الشرس الذي أظهره أرسنال في الموسم الماضي، وبالنظر أيضا لأنه لن يكون الخصم الوحيد بعد أن ازداد العديد من الفرق قوة في الآونة الأخيرة، فإن مانشستر سيتي لا يمكنه تحمل ضريبة فترة من النتائج السيئة، وأن الإهدار المبكر للنقاط لن يمكن بالضرورة تداركه كما حدث في الموسم الماضي.

حسنا، في وجود إرلينج هالاند لا يوجد الكثير من أسباب القلق، حتى وإن كان ناتجه قابلا للتأثر بغياب دي بروين..

دي بروين كان الأكثر صناعة للعب في الدوري الإنجليزي خلال الموسم الماضي بـ 16 تمريرة حاسمة، نصفهم تحول إلى أهداف بواسطة هالاند. 8 أهداف هو الرقم الأكثر بين صانع ومسجل في الموسم الماضي، بفارق هدفين عن أي ثنائية أخرى.

ولكن بالنظر لصناعة الفرص نفسها سواء تحولت إلى أهداف أو لا، نجد أن برونو فيرنانديز نجم مانشستر يونايتد قد منح زميله ماركوس راشفورد 34 فرصة من اللعب المفتوح، مقابل 24 فقط من دي بروين إلى هالاند. راشفورد سجل 6 بينما سجل هالاند 7. بكلمات أخرى، كانت الشراكة الأقل إنتاجا للعدد هي الأكثر حسما أمام المرمى.

أي فريق سيتضرر حتما من غياب دي بروين، وجوارديولا محق في وصف الإصابة بـ "ضربة قوية" حتى لفريق مثل مانشستر سيتي، ولكن وقت الفزع لم يحن بعد. أولا لأن سوق الانتقالات لم يبلغ لحظته الأخيرة حتى الآن، وثانيا لأن سيتي بحاجة لجناح أكثر من حاجته للاعب في خط الوسط الآن.

لنواجه الواقع، أنت لا يمكنك شراء صانع ألعاب بجودة دي بروين فجأة في آخر أسبوعين من السوق، ولكن على الأقل يمكنك مواصلة ما بدأته بدعم خيارات الهجوم وتعويض الراحلين بما يعادلهم. كل شواهد الماضي تقول أن سيتي سيجد طريقه في جميع الأحوال، ولكن 100 نقطة أخرى؟ لا يبدو ذلك بتلك السهولة بعد فقدان سلاح بهذه الأهمية.