هل هرمون الكورتيزول فعلًا يحدّ من خسارتك للوزن؟

منذ 1 سنة 202

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تعتقد أنّ هرمون الكورتيزول هو الجاني الذي يعيق جهودك في تحقيق اللياقة البدنية وفقدان الوزن أيضًا في حال كنت تحصل على إرشاداتك من وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تستنتج أنّ كل شيء سينجح إذا تمكّنت فقط من من نقل مستويات الكورتيزول إلى المستوى الذي يجب أن يكون فيه، أليس كذلك؟

ولكن الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك، بحسب ما ذكرته أخصائية التغذية المرخّصة في ولاية مينيسوتا الأمريكية، بريتني فينسنت.

وقد يكون لهرمون الكورتيزول بعض التأثير على كيفية احتفاظ الجسم بالوزن، وإنتاج الأنسولين، وأنواع الأطعمة التي نشتهيها، ولكنه يُعتبر عاملًا واحدًا فقط من بين عوامل عديدة أخرى تؤثر على الوزن، وفقًا لما أشارت إليه الدكتورة شارلوت هودجز، رئيسة قسم الجراحة في مركز "وايت روك" الطبي في مدينة دالاس الأمريكية.

وأضافت هودجز أن عوامل أخرى مثل البيئة، والسلوك، وبكتيريا الأمعاء، والجينات تؤدي دورًا كبيرًا أيضًا.

ما هو الكورتيزول؟

والكورتيزول عبارة عن هرمون التوتر الأساسي في الجسم، بحسب ما ذكرته عيادة "مايو كلينك" الطبية.

ويزيد هذا الهرمون من نسبة السكر في الدم، ويعزّز من استخدام الدماغ للجلوكوز، ويوفّر المزيد من المواد المُخصّصة لإصلاح الأنسجة، مع الحدّ من الوظائف التي قد تكون ضارّة في حالة استجابة جهاز الكر أو الفر.

وقالت فينسنت إنّ الكورتيزول يتمتّع بإيقاع بيولوجي مثالي لمساعدتنا في الحفاظ على أنشطتنا اليومية، والاستجابة للتوتر، ولكن تظهر المشاكل عندما نحصل على الكثير أو القليل منه، أو عندما نحصل على مستويات خاطئة في الوقت الخطأ.

كما أضافت أنّ الكورتيزول بحد ذاته قد يؤدي إلى زيادة الوزن، ولكن يمكن أن تؤدي زيادة الأنسولين إلى زيادة الوزن أيضًا. ويمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة وزيادة إنتاج الكورتيزول إلى انحلال العضلات أيضَا.

هل تؤثر تمارينك الرياضية على مستوى الكورتيزول؟

وأوصت بعض منشورات مؤثري اللياقة البدنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة تجنّب التمارين الرياضية عالية الكثافة لإبقاء مستوى الكورتيزول منخفضًا، لكن لا يرى كلا من فينسنت وهودجز أي دليل قاطع يدعم ذلك.

وأوضحت فينسنت أنّ التمارين الرياضية عالية الكثافة أو تمارين التحمل قد تؤدي إلى تفاقم مستويات الكورتيزول المرتفعة إذا كان الشخص لا يحظى بنومٍ جيّد، أو يعاني من الإجهاد، أو يتناول الكثير من السكر، ولكن ليس من الضروري أن يستجيب الأشخاص الذين يتحكمون بمستوى التوتر لديهم بالطريقة ذاتها.

الحفاظ على مستوى الكورتيزول

كيف يمكن للمرء الاستفادة من مستويات الكورتيزول بأفضل طريقة؟

وقالت فينسنت: "أوصي عملائي حقًا بالتركيز على عوامل التوتر التي يستطيعون التحكم بها".

ويجب التأكّد من أنّك تحظى بـ7 ساعات ونصف من النوم على الأقل، وبذل قصارى جهدك لتحسين جودة النوم أيضًا.

وبهدف الحصول على قسطٍ جيّد من النوم، يوصي الخبراء بالالتزام بجدول نوم ثابت، وإنشاء روتين للاسترخاء، وإيقاف تشغيل شاشات الكمبيوتر والأجهزة الأخرى مبكرًا قبل النوم، وجعل غرفة النوم باردة ومظلمة.

كما توصي فينسنت بضرورة التركيز على تناول الأطعمة الصحية، والحدّ من الأطعمة المصنعة، والسكريات.

وذكرت هودجز أن تخصيص الوقت لصحتك العقلية يُعتبر مفيدًا أيضًا، مثل كتابة اليوميات، أو التأمّل، أو الصلاة، أو المشي في الطبيعة.