هل من الخطأ طلب يوم "إجازة خاصة" لتخطي الانفصال؟

منذ 1 سنة 117

تصدرت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني عناوين الصحف لأنها أخذت يوم "إجازة خاصة" لاحتواء صدمة انفصالها المفاجئ عن شريكها.

وفي التفاصيل، رصدت الكاميرات، أخيراً، شريكها منذ 10 أعوام ومقدم البرامج أندريا جيامبرونو وهو يستخدم لغة بذيئة ويلمس خصيتيه أثناء محاولته التودد لإحدى زميلاته. والأسبوع الماضي، برز تسجيل صوتي له يقول فيه إنه على علاقة غرامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إعلان ميولوني، 46 عاماً، التي ترأس الائتلاف الحكومي لليمين المتطرف بأنها احتاجت إلى يوم إجازة للتعافي، أصدرت رسالة قالت فيها: "أنا أيضاً من البشر".

ولكن عوضاً عن الاستعلام عن ماهية يوم الإجازة الخاصة، أليس حرياً بنا جميعاً ربما أن نستلهم من زعيمة تظهر وعياً ذاتياً وتمارس الاعتناء بالذات وتضع الحواجز في يوم قد يشعر فيه أي إنسان بالضغط الهائل وقلة التركيز وسوء التقدير وتراجع في وظيفة الجهاز المناعي ومجموعة من الأعراض النفسية التي لا تختلف عن المرض الذي نأخذ من أجل الشفاء منه يوم إجازة؟

متلازمة القلب المفطور أو المكسور هي حالة مرضية معروفة وتشبه عوارضها أعراض الأزمة القلبية. فنحن كبشر مبرمجين لكي نخاف من الرفض وقد ثبت أن هذا الألم الاجتماعي يفعل مناطق الدماغ نفسها التي ينشطها الألم الجسدي.

في أثناء ذلك، يسود الاعتقاد بين علماء النفس أن تأثير الانفصال يشبه أثر الفجيعة. وفي العادة، في أعقاب الانفصال، نمر بمراحل الحزن الخمسة كما وثقتها للمرة الأولى عام 1969 الطبيبة النفسية السويسرية -الأميركية اليزابيث كوبلو- روس ألا وهي: الإﻧﻛﺎر واﻟﻐﺿب واﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ واﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﻘﺑول.

وليست مصادفة أن نجد أنفسنا نقول بعد حصول الانفصال إن الأمر "أشبه بموت أحدهم". وفيما لا يترك هذا النوع من الموت أي جثة، فإن الشعور بالخسارة يكون كبيراً.

لعلنا نشعر بالارتياح من الناحية الثقافية تجاه فكرة الإجازة الخاصة بعد الوفاة. ومع ذلك تعتبر الشركات التي تمنح إجازة انفصال في اليابان وألمانيا وأستراليا غريبة وغير اعتيادية. وفي هذا السياق، يقول ميكي هيريدات الرئيس التنفيذي لشركة تسويق في طوكيو: "عند حدوث الانفصال، يحتاج الجميع إلى إجازة تماماً كما عندما نمرض".

في المملكة المتحدة، تصدرت فكرة إجازة الطلاق عناوين الصحف في فبراير (شباط) بعد أن أدخل عدد من الشركات سياسات موارد بشرية ملائمة للأسرة للموظفين الذين يمرون بمرحلة انفصال. وتضع هذه السياسات الانفصال على قدم المساواة مع أحداث الحياة الأخرى كوفاة فرد من العائلة أو المرض وتمنح العاملين طرقاً أكثر مرونة لمواصلة العمل.

ولكن، ما من تشريع ساري المفعول حالياً يرغم أرباب العمل على منح هذا النوع من الإجازات، بل يعود ذلك إلى تقدير رب العمل بمنح الإجازة من عدمه، بالتالي هنالك تساؤلات تدور حول من يحصل فعلاً على هذا النوع من الدعم. فإن كانت إجازة الطلاق غير مدفوعة، هل يمكن لكل من يحتاج إليها تحمل كلفة الحصول عليها؟ وهل هي مخصصة بشكل أساسي للثنائيات التي لديها أولاد أو للمتزوجين؟ وهل يركز أرباب العمل هؤلاء على منح الوقت لإتمام المفاوضات العملية والقانونية التي تشكل جزءاً بسيطاً من تخطي الانفصال؟ وهل يأخذ هذا النوع من الإجازات بعين الاعتبار الصحة العاطفية للشخصين اللذين ينفصلان؟

إن الأصدقاء والزملاء الذين تحدثوا على مدونتي "ذا برايك أب مونولوغز" The Breakup Monologues (مونولوغات الانفصال) عن التغلب على انكسار القلب والبحث عن العزاء في الانغماس بالعمل وجدوا في ذلك استراتيجية فاشلة إذ يؤجلون حزنهم إلى وقت لاحق. اختبر البعض فترة مطولة من الشعور التام بعدم الإنتاجية. وعندما يصيبنا الحزن في وقت لاحق في فترات غير متوقعة، يكون في وسعه آنذاك إحداث فوضى عارمة في المواعيد النهائية وجدول المواعيد والاجتماعات المهمة.  

يبدو لي أن الخيار الأصح للتعامل مع صدمة الانفصال في أوانها والجلوس مع الألم والشعور بالأحاسيس والانفتاح على الأصدقاء وشبكات الدعم. إن يوماً واحداً من التفكير في ما حصل أو مواجهة مستقبلنا المتغير بشكل مفاجئ سيجعلانا أكثر مقاومة وصموداً ومرونة وفي نهاية المطاف، أكثر بشراً.

روزي ويلبي هي ممثلة كوميدية ومؤلفة كتاب "ذا برايك أب مونولوغز" The Breakup Monologues (مونولوغات الانفصال) (بلومسبيري، 10.99 جنيه استرليني).