تشهد الصين اندفاعًا أوروبيًا نحوها، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى بكين أمس الخميس، بعد أسابيع من زيارة سابقة للمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
هذه الزيارات، ورغم هدفها الاقتصادي نظرًا للوفود التي رافقت المسؤولين السياسيين، إلا أنها حملت في طياتها بعض المطالب السياسية من بكين.
هذه الصورة ظهرت واضحة في كلام ماكرون الذي توجّه إلى نظيره الصيني شي جين بينغ قائلًا: "نعوّل عليك لإعادة روسيا إلى رشدها"، داعيًا إياه للعب دور في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف الرئيس الفرنسي خلال لقاء ثنائي مع شي: "أعرف أن بإمكاني الاعتماد عليكم لإعادة روسيا إلى رشدها والجميع إلى طاولة المفاوضات".
فهل يمكن للصين أن تلعب دورًا في أوكرانيا وتثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استمرار غزو جارته الغربية؟
الرد على هذا السؤال جاء من جانب شي نفسه، حيث لم يُظهر أي مؤشر على تغيير موقفه بشأن الحرب، وقال: إن "جميع الأطراف لديها مخاوف أمنية معقولة"، في إشارة إلى تبريرات موسكو لحربها على كييف.
ووفق دبلوماسي فرنسي لصحيفة "بوليتيكو"، أثار ماكرون في الاجتماع مخاوف الغرب من أن بكين ستسلم أسلحة إلى موسكو، فأجابه شي أن "الحرب ليست حربه".
واستمرت المحادثات بين الطرفين، حسبما أبلغ مسؤول في قصر الإليزيه للصحيفة، لمدة ساعة ونصف، واصفًا إياها بـ"الصريحة والبناءة".
أخطاء بروتوكولية
بعد انتهاء المحادثات، انتقل الجانبان إلى حفل توقيع الاتفاقيات المشتركة حيث وقع المسؤولون وكبار رجال الأعمال عدة صفقات تجارية واقتصادية مشتركة.
ووصف الدبلوماسي الفرنسي المؤتمر الصحافي المشترك بين شي وماكرون بأنه "كان بخصائص شيوعية".
وقال: "ظهر الفرق بين الرئيسين بشكل واضح. شي قرأ ملاحظاته المكتوبة بعناية، قبل أن يأخذ ماكرون دفة الكلام ليتحدث لضعف وقت خطاب مضيفه، ما اعتُبر خطأ بروتوكوليًا لاحظه الفريق الصيني".
ووفق مراقبين، بدا شي نفسه في بعض الأحيان منزعجًا بسبب طول حديث ماكرون، حيث أطلق الزعيم الصيني عدة تنهدات عميقة وبدا غير مرتاح عندما خاطبه ماكرون مباشرة أمام الكاميرات حول الحرب في أوكرانيا.
وسيتوجه شي وماكرون إلى مدينة قوانغتشو الصينية اليوم الجمعة، حيث سيجريان المزيد من المحادثات.