استخدمت روسيا أمس الأربعاء حق النقض (الفيتو) ضد قرار برعاية الولايات المتحدة واليابان يهدف إلى إبقاء الأسلحة النووية خارج الفضاء الخارجي.
ورفض مجلس الأمن مشروع القرار الذي قدمته اليابان والولايات المتحدة بأغلبية 13 صوتا مقابل صوت واحد وامتناع الصين عن التصويت.
وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد قبل التصويت: "لقد بدأنا للتو في فهم التداعيات الكارثية لأي انفجار نووي في الفضاء، وكيف يمكن أن يدمر آلاف الأقمار الصناعية التي تديرها الدول والشركات في جميع أنحاء العالم ويمحو الأقمار الصناعية الحيوية".
وأضافت غرينفيلد: "مع مثل هذه العواقب الوخيمة على استدامة الفضاء الخارجي على المدى الطويل وأهداف التنمية المستدامة، لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن وضع سلاح نووي في المدار سيكون أمراً غير مسبوق وغير مقبول وخطير للغاية".
من جانبه، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا: "اليوم ينخرط مجلسنا مرة أخرى في مشهد قذر أعدته الولايات المتحدة واليابان. هذه حيلة ساخرة. لقد تم خداعنا."
وأضاف نيبينزيا: "للوهلة الأولى، يبدو الأمر غير ضار، ويبدو إيجابيا. لأنه رسميًا، فهو مخصص لموضوع ذي أهمية كبيرة للمجتمع الدولي. هذا هو عدم وضع أسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي. لكن وراء ورقة التوت هذه، كانت هناك خطة ماكرة دبرها زملاؤنا الغربيون. ولا علاقة له بالهدف الجدير بالثناء الذي ذكرته سابقًا".
وقال إن الولايات المتحدة واليابان "تختاران أسلحة الدمار الشامل من بين جميع أنواع الأسلحة الأخرى"، و"تحاولان إخفاء عدم اهتمامهما بالفضاء الخارجي، من حيث المبدأ، كونه خاليًا من أي نوع من الأسلحة".
ولو اعتمد مشروع القرار لكان من شأنه أن يدعو الأجهزة المكونة من 15 عضوا جميع الدول، ولا سيما الدول التي لديها قدرات فضائية كبيرة، إلى المساهمة بنشاط في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع حدوث سباق تسلح في الفضاء.
ما هو نظام النبض الكهرومغناطيسي النووي؟
ووفق وسائل إعلام غربية، تحاول روسيا تطوير سلاح فضائي نووي يستخدم بشكل فعال الناتج الثانوي للانفجار النووي لمحاولة تعطيل وتدمير الأقمار الصناعية في الفضاء، حيث ينتج الانفجار النووي نبضًا كهرومغناطيسيًا، وهي موجة قوية بشكل لا يصدق من الطاقة تؤدي بشكل أساسي إلى تآكل الأجزاء الداخلية من الأقمار الصناعية وتجعلها غير فعالة.
وقالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، نقلًا عن مصادر استخباراتية أمريكية، إن السلاح الغامض الذي تطمح روسيا إلى تطويره عرفه خبراء فضاء عسكريون بـ"النبض الكهرومغناطيسي النووي". وهو عبارة عن سلاح يتم وضعه في مدار الأرض وعند تفجيره يتسبب بموجة هائلة من الطاقة يمكنها أن تشل مجموعة واسعة من الأقمار الصناعية في المنطقة التي يحدث فيها التفجير، ومن بينها الأقمار الصناعية التجارية التي يعتمد عليها في الحياة اليومية، كلاتصالات والتسوق وغيرها، كذلك يمكن أن يدمر أقمار "سبيس أكس" بحسب خبراء.
وقالت المصادر العسكرية إن روسيا لم تطور لغاية الآن هذا السلاح، لكن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن موسكو تحاول القيام بذلك. ولم تتحدث المصادر عن إمكانية أن يؤثر هذا النظام على الأقمار الصناعية الأمريكية التي تستخدم في السيطرة النووية والتي تعمل في مدار أعلى ومحصنة نوويًا.