عقب عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت خمسة أيام رافقها كثير من الترقب والتكهنات والخوف، أعلن خفر السواحل الأميركي الخميس الماضي عثوره على حطام الغواصة "تيتان" Titan التي حملت خمسة أشخاص في رحلة إلى السفينة "تيتانيك" التي غرقت قبل أكثر من مئة عام. وأوضح خفر السواحل أن دمارها مرده إلى "انفجار داخلي كارثي" أودى بحياة جميع الركاب.
انتهت قصة الغواصة الكارثة في الواقع. وربما يجد فيها بعض المخرجين والمؤلفين سيناريو لفيلم سينمائي نشاهده لاحقاً على شاشات السينما. ولكن يبدو أن ثمة من وضع سيناريو مشابهاً يحاكي هذه المأساة حتى قبل حدوثها. إنه مات غرويننغ الذي صاغ فكرة عائلة سمبسون" وكتبه. بيد أن الخبر ليس بجديد على هذا المسلسل الكرتوني الأميركي الشهير، الذي لا ينفك يفاجئنا في كل مرة أنه أشبه بعرافة متخصصة بالحوادث العالمية، لا سيما المأسوية منها.
في تقرير قصير بشأن الكارثة الأخيرة، ذكر الموقع الإلكتروني "ماركا دوت كم" marca. com أن "عائلة سيمبسون" يشتهر بـ"التنبؤ" بحوادث عالمية كبرى، من بينها هجمات 11 سبتمبر وفوز دونالد ترمب بالرئاسة الأميركية. واليوم يعتقد كثر من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعية أن المسلسل الكوميدي الموفق من إنتاج شركة "فوكس". وقد تكررت "تنبؤاته" مرة أخرى مع الغواصة "تيتان" التي جذبت انتباه العالم في الأيام الأخيرة.
في حلقة من "سمبسون" تعود إلى عام 2006، تحديداً الحلقة العاشرة من الموسم السابع، يظهر هومر سيمبسون وقد عاود التواصل مع والده المفقود منذ فترة طويلة ماسون فيربانكس. وفي رحلة للبحث عن كنز مفقود، يلقي الأخير خطاباً حول المهمة تتضمن إشارة منه إلى إنه يعمل على تحقيق حلمه، "اليوم أنا سعيد جداً في البحث عن الكنز مع إبني المفقود منذ زمن طويل".
ينطلق الأب والإبن كل في غواصته الصغيرة. وفي غمرة الرحلة، يكتشفان سفينة محطمة إلى نصفين، تشبه بحطام السفينة "تايتانيك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تذكيراً، حطام السفينة التي ارتطمت بجبل جليدي وغرقت في أول رحلة لها عام 1912 متسببة في غرق أكثر من ألف و500 شخص، يرقد على بعد ألف و450 كيلومتراً شرقي مدينة كيب كود في ولاية ماساتشوستس الأميركية، و640 كيلومتراً جنوبي مدينة سانت جونز في مقاطعة نيوفاونلاند بكندا.
بعد ذلك، يعثر الأب والإبن على صندوق الكنز. يحمل هومر الصندوق بيدين روبوتيتين مزودة بهما الغواصة، ولكنه إذ يحاول الخروج إلى سطح الماء يعلق في "براثن" مجموعة من الشعاب المرجانية، ويروح يكافح بشدة للهروب ويحاول عكس اتجاه الآلة ولكنه يزيد الطين بلة. وفي هذه اللحظة يشتغل أحد الأضواء محذراً من انخفاض مستوى الأوكسجين في الغواصة، ثم ينفد هذا الغاز تماماً، على غرار ما حصل مع ركاب الغواصة المنكوبة أخيراً.
وفي الحلقة، يظهر هومر بعد ثلاثة أيام في المستشفى محاطاً بزوجته وأولاده الثلاثة دونما أن يصيبه أي مكروه. ولكن هذه النهاية السعيدة لا تحاكي للأسف نهاية "تيتان" وركابها. وقد نعت شركة "أوشن غيت" OceanGate المشغلة للغواصة الضحايا الخمسة، ووصفتهم بأنهم "مستكشفون حقيقيون". وأضافت، "قلوبنا مع هذه الأرواح الخمسة وكل فرد من عائلاتهم في هذا الوقت العصيب".
وفق الموقع الإلكتروني، على الرغم من وجود بعض أوجه التشابه بين حلقة عائلة سمبسون وكارثة الغواصة "تيتان"، يبدو أنها حالة أخرى من محاولة تشبيه لحظة من هذه الرسوم المتحركة الشهيرة بحوادث جارية.
في الحقيقة، بعد مرور أكثر من 30 عاماً على عرضه على الشاشة الفضية، عرض "عائلة سمبسون" عدداً كبيراً من السيناريوهات، وبالتالي، كان محتماً أن يكرر بعضها حوادث واقعية، من دون أن يعني ذلك أن لدى المبدع مات غرينينغ "معلومات سرية" أو ربما ماورائية عن حوادث المستقبل.
واستكمالاً، قدّم خفر السواحل تعازيه إلى عائلات الرجال الخمسة الذين قضوا في كارثة "تيتان"، وأوضح أن العمل جار على جمع التفاصيل لمعرفة ملابسات غرق الغواصة. وفي المقابل، لا شك أن العمل جار أيضاً على سيناريوهات سينمائية تحكي تفاصيل الحادثة فعلاً، ولربما لا تخلو أيضاً من إضافات وربما تنبؤات.