نُقل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى موقع آمن داخل إيران وسط تعزيزات أمنية مشددة، وفقاً لما أفادت به وكالة رويترز. يأتي هذا الإجراء بعد يوم واحد من مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، في غارة إسرائيلية استهدفت بيروت.
تأتي الغارة الإسرائيلية على بيروت ضمن سلسلة هجمات مكثفة شنتها إسرائيل ضد حزب الله، الحليف الأبرز والأكثر تجهيزاً لإيران في المنطقة، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الإيرانية. تُعتبر هذه الهجمات جزءاً من التصعيد المستمر الذي يستهدف تقويض النفوذ الإيراني الإقليمي، مما دفع طهران إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية بشكل ملحوظ.
وذكرت رويترز أن الحرس الثوري الإيراني أمر جميع عناصره بوقف استخدام أجهزة الاتصال، بعد تدمير آلاف الأجهزة التي يستخدمها حزب الله، بما في ذلك أجهزة النداء واللاسلكي. هذه الخطوة جاءت في أعقاب مخاوف متزايدة من احتمال تعرض الشبكات الإيرانية للاختراق من قبل إسرائيل. كما بدأ الحرس الثوري بعمليات تفتيش دقيقة لأجهزة الاتصال المستخدمة من قبل حزب الله، وكذلك الأجهزة المستوردة من الصين وروسيا، في محاولة للتأكد من خلوها من أي تهديدات أمنية محتملة.
بينما تتواصل طهران مع حلفائها الإقليميين، بما في ذلك حزب الله، لتحديد الرد المناسب على الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية. وأصدرت إيران تعليمات لحلفائها في "محور المقاومة"، الذي يضم حماس، الحوثيين، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق، للاستعداد لأي تصعيد محتمل.
يُعتبر مقتل نصر الله ضربة قاسية لإيران، إذ كان أحد أقوى حلفائها في العالم العربي، وشخصية رئيسية في استراتيجية طهران الإقليمية. منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، اعتمدت إلجمهورية الإسلامية على حزب الله كعنصر أساسي في تعزيز نفوذها الإقليمي، ما يجعل خسارة نصر الله مؤثرة بشكل كبيرعلى شبكة حلفاء إيران في المنطقة.
أدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية. وكان قد قُتل عدد من قادة الحرس الثوري منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
في بيان صدر يوم السبت، أكد خامنئي أن دم نصر الله "لن يذهب سدى"، مشدداً على أن "مصير هذه المنطقة سيحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها حزب الله". كما أعلن خامنئي عن خمسة أيام من الحداد على مقتل نصر الله، مؤكدًا التزام إيران وحلفائها بالتصدي لما وصفه بـ"العدوان الصهيوني".
من جانبه، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الولايات المتحدة بالتورط في الهجوم، مشيراً إلى دعمها العسكري لإسرائيل. وأوضح أن واشنطن "متواطئة" بسبب توريدها الأسلحة التي تستخدمها تل أبيب ضد خصومها.