هل تعود تركيا إلى الغرب بعد شد وجذب وتوتر دام لسنوات؟

منذ 1 سنة 156

أشارت عدة تقارير صحفية عالمية إلى التغير المفاجئ في موقف تركيا وقبولها لعضوية السويد بحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد عام من رفض أنقرة الطلب السويدي واتهامها لستوكهولم بإيواء المسلحين الأكراد المعارضين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ولفتت صحيفة بوليتيكو الأمريكية الانتباه إلى المناورة المفاجئة لإردوغان بربط موافقته على انضمام السويد للناتو بطلب عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة إن طلب الانضمام التركي إلى الاتحاد الأوروبي كان "خطوة جريئة" "فاجأت حتى المراقبين المقربين"، لكنه طلب "ليس أمامه أي فرصة في أي وقت قريب" على الرغم من تظاهر قادة الاتحاد الأوروبي بالتعامل معه "بجدية" لكنهم استبعدوا حدوثه الآن بشكل قاطع.

لكن الصحيفة أضافت أن تركيا لن تخسر شيئا بطلب الانضمام في وقت يسعى فيه المسؤولون الأوروبيون إلى خلق سياسات جديدة "للتعاون مع أنقرة" وهو ما سيفيد إردوغان، الذي قد يستثمر الرفض الأوروبي لطلبه في "تغذية النزعة القومية داخلياً"، بحسب وصف مسؤول في الاتحاد الأوروبي لم تسمه بوليتيكو.

وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن إردوغان في عقده الثالث وولايته الأخيرة كرئيس فهو "رجل تركيا القوي قد يكون وقد يكون في "طريق للتصالح مع الغرب".

وقالت صحيفة ديلي صباح التركية الموالية للحكومة إن أنقرة تسعى من خلال دعم محاولة انضمام السويد للناتو "إلى إعادة تقويم العلاقات مع الغرب والتي توترت منذ فترة".

واتفقت قناة الجزيرة على أن تركيا "تشق مسارات جديدة في أوروبا وتستأنف أيضاً المحادثات مع اليونان، بعد أكثر من عام من التوتر بين الخصمين التاريخيين".

لكن ديلي صباح أضافت أن الخطوات الأخيرة تعبر عن محاولة الغرب إعادة الود مع تركيا وليس العكس.

وكتبت: "لم تكن تركيا هي التي نأت بنفسها وأغلقت الأبواب وأبدت العداء وتسعى الآن إلى التقارب" ولكن الدول الغربية هي من تغير سياستها بشأن أنقرة بعد ما " قبلوا حقيقة أنه سيتعين عليهم قضاء خمس سنوات أخرى مع إردوغان الذي لا يمكنهم إزالته".

وأيا كان من يحاول إعادة الود بين الجانبين، فيبدو أن ثمار تلك المحاولات بدأ بالظهور وفي وقت سريع، حيث أعلنت واشنطن أنها ستمضي في نقل طائرات مقاتلة من طراز "F-16" إلى تركيا بعد ساعات من إعلان أنقرة السماح لستوكهولم بدخول الناتو.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي قوله إن السماح بانضمام السويد "سيفتح مساحة للعمل في العديد من المجالات"، حيث سعت تركيا منذ فترة طويلة إلى ترقية تجارة الاتحاد الجمركي التركي مع الاتحاد الأوروبي وتحرير التأشيرات وتمديد صفقة الهجرة التي تقدر بمليارات اليوروهات مع التكتل الأوروبي.