هل تسبح برلين ضد التيار؟ أغلبية الألمان يجدون أن ما تقوم به إسرائيل في غزة "لا مبرر له"

منذ 10 أشهر 110

في استطلاع للرأي تجريه القناة الثانية الألمانية (ZDF) بشكل دوري، عبرّ أغلبية الألمان عن اعتقادهم بعدم وجود مبرر لما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة.

رغم دعم برلين المطلق لإسرائيل في الحرب الدائرة بقطاع غزة، ورغم رفضها لدعوى مقاضاة الدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، يبدو أن أغلبية الألمان لديهم رأي آخر مختلف عن رأي حكومة المستشار أولاف شولتس في ما يحدث في القطاع.

ففي استطلاع الرأي الذي تجريه القناة الثانية الألمانية (ZDF) بشكل دوري، عبرّ أغلبية الألمان عن اعتقادهم بعدم وجود مبرر لما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة.

القناة طرحت السؤال التالي: "هل للأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مبرِّر رغم سقوط العديد من الضحايا المدنيين؟" وحسب الاستطلاع، فقد أجاب 25% منهم بـ"نعم". فيما أجاب 61% الباقون بـ"لا". أما 14% فلم يكن لهم رأي بقولهم: "لا أدري". 

دعم مطلق لإسرائيل

كانت ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تدخلت بشكل مباشر لدعم إسرائيل، بعد أن رفضت الاتهامات التي وجهتها جنوب إفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في قضية ارتكاب أعمال "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وكان المتحدث الرسمي للحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، قد أكد أن إسرائيل تدافع عن نفسها في "مواجهة الهجوم اللاإنساني" الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأشار في تغريدة على موقع إكس إلى أن ألمانيا ستتدخل كطرف ثالث في مداولات القضية الرئيسية أمام محكمة العدل الدولية، وذلك وفقًا للمادة التي تتيح للدول طلب توضيح حول استخدام اتفاقية متعددة الأطراف.

تلك الخطوة، قوبلت باعتراضات وانتقادات عديدة، خاصة من قبل المحامي الألماني البارز المختص في القانون الدولي شتيفان تالمون الذي انتقد دعم بلاده لإسرائيل في المحكمة الدولية.

وقال تالمون، في تدوينة كتبها على موقعه الإلكتروني "الإعلان العلني عن التدخل بعد ساعتين فقط من إغلاق جلسات الاستماع الشفهي، وقبل أن تستطيع المحكمة الدولية دراسة القضية، وحتى أن تحدد، حتى وإن كان بشكل مبدئي، الاختصاص الذي تمتلكه للتعامل مع القضية، كانت خطوة مليئة بالأهداف السياسية. يبدو أن الحكومة الاتحادية، أرادت أن تظهر بأي وسيلة من الوسائل، دعمها لإسرائيل".

وتتيح خطوة التدخل لألمانيا إمكانية تقديم حجتها إلى المحكمة، مؤكدة أن إسرائيل لم تخالف اتفاقية الإبادة الجماعية ولم ترتكب أو تعتزم ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

وأثار القرار أيضا، استياء ناميبيا الدولة التي كانت تحت الاحتلال الألماني في بداية القرن العشرين، والتي رفضت بشكل قاطع دعم برلين لموقف إسرائيل.

وفي ذلك أعربت الرئاسة الناميبية عن قلقها العميق بشأن القرار الصادم الذي أصدرته ألمانيا مؤخرًا بالتدخل كطرف ثالث أمام محكمة العدل لدعم إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضدها.

واستذكرت ناميبيا ما وصفتها بـ"أول إبادة جماعية" في القرن الـ20 والتي ارتكبتها ألمانيا على أراضيها بين عامي 1904 و 1908، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من شعبيْ الناما والهيرورو الأبرياء في ناميبيا في ظروف لاإنسانية ووحشية.

وأكدت أن برلين لم تكفر بعد عن الجرائم التي ارتكبتها في هذا البلد.