هل تدخل فاغنر النيجر؟

منذ 1 سنة 152

حالياً يتمركز المئات من مقاتلي مجموعة فاغنر في مالي بدعوة من المجلس العسكري للبلاد، لقمع تمرد إسلامي يتصاعد في منطقة تلتقي فيها حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وصل الجنرال ساليفو مودي، أحد أبرز المشاركين في انقلاب النيجر الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، أمس الأربعاء، إلى مالي بحسب ما أعلنته الرئاسة في هذا البلد. 

ومنذ الأمس تُثار تكهنات مفادها أن الانقلابيين في النيجر مهتمّون بالحصول على خدمات المجموعة الروسية شبه العسكرية فاغنر التي تعمل في عدة دول إفريقية منذ سنوات. 

ومنذ الانقلاب أيضاً، أبدى قادة مالي [وبوركينا فاسو] العسكريون تضامنهم مع نظرائهم في النيجر في مواجهة الضغوط الدولية، كما أن العلم الروسي شوهد مرفوعاً في كذا مظاهرة مؤيدة للانقلابيين. 

وفي ردّ على تهديد مجموعة دول غرب إفريقيا باستخدام القوة لإعاة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة، أعلن المجلسان العسكريان في كل من مالي وبوركينا فاسو سابقاً أن أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب علينا

وتأتي هذه التطورات فيما تتابع الدول الغربية إخراج جالياتها من البلاد، كما خفضت بريطانيا والولايات المتحدة عدد بعثاتها الدبلوماسية في نيامي التي تشهد مظاهرات هذا الخميس مؤيدة للانقلاب [شاهد الفيديو أعلاه]. 

فهل يعني ذلك كله أن المنطقة على وشك أن تشهد مواجهة عسكرية؟ الأمر غير محسوم طبعاً ولكن سيكون من الجيد انتظار قرار إكواس يوم الأحد المقبل. 

"تعزيز التعاون الأمني"

كان الجنرال مودي، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة الذي أقيل في نيسان/أبريل الفائت، أحد الأفراد في مجموعة الضباط الذين نفذوا الانقلاب في النيجر، سافر إلى مالي المجاورة على رأس وفد عسكري كبير بحسب ما نشرته الرئاسة المالية عبر صفحتها في فيسبوك

ولم تُفصِّل هذه المصادر الغرض المحدد من هذه الزيارة ولكنّ المنشور في فيسبوك ذكر أن الطرفين تطرقا إلى النقاش في "السبل والوسائل لتعزيز التعاون الأمني، في وقت تخطط فيه دول معينة للتدخل عسكرياً في بلدنا". 

وحالياً يتمركز المئات من مقاتلي مجموعة فاغنر في مالي بدعوة من المجلس العسكري للبلاد، لقمع تمرد إسلامي يتصاعد في منطقة تلتقي فيها حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وكان يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر، وصف في تسجيل صوتي سابق ما حدث في البلاد بـ"الكفاح ضد المستعمرين"، مرحباً بالانقلاب ومضيفاً أن قواته جاهزة "لإعادة فرض الأمن".

وفيما هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانقلابيين سابقاً، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذا الخميس إن الولايات المتحدة "تبقى ملتزمة بإعادة السلطة المنتخبة ديمقراطياً إلى الحكم". 

ضغوط دولية

يواجه المجلس العسكري الانقلابي في النيجر ضغوطاً من جانب من المجتمع الدولي وتهديداً باحتمال استخدام القوة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا [إكواس]، إذا لم تتم إعادة بازوم إلى منصبه بحلول يوم الأحد المقبل.

ومنذ أمس الأربعاء، اجتمع رؤساء أركان الدول الأعضاء في إكواس في نيجيريا. 

وقال مفوض "إكواس" المكلف الشؤون السياسية والأمن عبد الفتاح موسى "الخيار العسكري [ضد النيجر] هو الخيار الأخير المطروح، لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال".