بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 22/02/2023 - 21:30
جنود من الجيش الروسي يتدربون في ساحة تدريب عسكرية في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا، الثلاثاء 31 يناير 2023 - حقوق النشر Alexei Alexandrov/AP.
اتهمت الولايات المتحدة هذا الأسبوع الصين بالتخطيط لتزويد روسيا بأسلحة لدعم غزوها لأوكرانيا، ما تنفيه بكين. لكن في حال حدوث ذلك، "ستتغير قواعد" النزاع المستمر منذ عام تقريبًا، بحسب خبراء.
منذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، عرضت الصين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمها المالي والدبلوماسي، لكنها ظلّت تتجنّب إرسال الأسلحة أو أي تدخل عسكري عَلَني.
وباعت شركات صينية تسيطر عليها بكين مسيّرات ومعدات أخرى لروسيا ولأوكرانيا، لكن موسكو لجأت إلى إيران من أجل الحصول على أسلحة أساسية للقتال مثل المسيرات القتالية.
وفق واشنطن، زوّدت كوريا الشمالية أيضًا روسيا بصواريخ وقذائف مدفعية.
وتخشى الولايات المتحدة حاليًا أن تفعل بكين الشيء نفسه. وجدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحذيره بهذا الصدد الاثنين، بعد تحذيره الأحد من أن الصين تبحث في توريد أسلحة إلى روسيا، عقب اجتماع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي في ميونيخ على هامش المؤتمر حول الأمن.
وفي حديث مع قناة "إس بي سي"، نبّه بلينكن إلى أن بكين تنظر في إرسال "أسلحة" الى روسيا دعما لهجومها في أوكرانيا، مشدّدا على أن أي إمدادات من شأنها أن "تؤدي إلى مشكلة خطيرة".
ولم يقدّم بلينكن أي دليل لدعم تصريحه، لكنه جزء من المعلومات الحساسة التي تنشرها واشنطن لإحباط وتعطيل خطط الحرب الروسية.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية الشرقية في معهد "لووي" في سيدني ريتشارد ماكغريغور "إن اختيار بلينكن بثّ هذه المخاوف يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية قوية".
ووصف الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين هذه التصريحات بأنها "معلومات خاطئة".
يقول الخبير في التخطيط الاستراتيجي والجنرال في الجيش الأسترالي المتقاعد ميك راين لوكالة فرانس برس إن تدفق الأسلحة من الصين "من شأنه أن يعيد خلط أوراق" النزاع في أوكرانيا.
ويضيف "إنها حرب أنظمة صناعية. حتى اللحظة، روسيا لا تزال وراء الغرب. إذا تدخلت الصين، فإن أي ميزة كانت لأوكرانيا بفضل القدرة الصناعية للغرب ستختفي على الفور".
ويتابع "ستجعل الذخائر الصينية حياة الأوكرانيين صعبة جدًا، سواء كانت ذخائر مدفعية أو ذخائر دقيقة التصويب أو أسلحة هجومية بعيدة المدى تفتقر إليها روسيا".
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تكافح روسيا لجمع ما يكفي من الجنود والذخيرة والأسلحة، وهو ما يفسر جمودها في مواجهة المقاومة الأوكرانية. دفعت هذه الحالة فلاديمير بوتين إلى اللجوء إلى التجنيد الجماعي ومجموعات المرتزقة والاستيراد.
في غضون ذلك، تمكّنت أوكرانيا من كبح التقدّم الروسي ومن التغلّب على القوات الروسية في بعض الأحيان. لكن بعض الخبراء يعتبرون أن الحرب وصلت حاليًا إلى منعطف يسعى فيه كل جانب للحصول على أكبر قدر من الموارد وتحقيق مكاسب حاسمة مع اقتراب فصل الربيع.
يؤكّد المعلّق العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ أن الصين لن ترسل أسلحة إلى روسيا، مشيرًا إلى أن التعاون السياسي والتجاري والعسكري بين موسكو وبكين قد ازداد حتى قبل الحرب في أوكرانيا وأن هذا الاتجاه سيستمر.
ويضيف "الصين لن تستمع لطلبات الولايات المتحدة. ستعزز تعاونها مع روسيا وفقًا لإرادتها الوطنية واهتماماها في مجال الأمن القومي".
يعتقد العديد من الخبراء أن هناك المزيد على المحك وأن النزاع في أوكرانيا بدأ يتحول إلى حرب بالوكالة جدير بحقبة الحرب الباردة.
ويعتبر أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمن في جامعة كورتين في أستراليا أليكسي مورافييف أن "الحرب في أوكرانيا هي لحظة حاسمة لبيئة الأمن الدولي وللنظام الدولي".
ويرى أن أي تحرك لتصدير الأسلحة سيكون "خطوة كبيرة" بالنسبة للصين التي قد تتعرّض لعقوبات غربية وسيحرق الجسور المتبقية مع واشنطن ويفسد العلاقات مع أوروبا.
لكن احتمال رؤية روسيا تخسر يُقلق بكين، بحسب مورافييف. وفي هذه الحالة، "ستجد الصين نفسها وحيدة"، وفق قوله. ويتابع "روسيا هي القوة الكبيرة الوحيدة التي تدعم الصين".
في السيناريو المعاكس، سيعني الانتصار الروسي "إلحاق هزيمة استراتيجية بالولايات المتحدة" وبالتالي المساعدة في تلميع خطاب الرئيس شي جينبينغ بأن الغرب في حالة انحطاط.
ويلفت مورافييف إلى أن الصين ستحاول لعب دور محقق التوازن في هذا النزاع، وإيجاد التوازن الصحيح بين المخاطرة والمكافأة، من خلال توريد أسلحة عبر الشركات التي تسيطر عليها الدولة أو كوريا الشمالية أو مجموعة فاغنر بدلًا من الجيش الروسي مباشرة.
ويضيف "أعتقد أن مقاربتهم ستكون متكتمة".