هل تتمكن دراما تلفزيونية من إنقاذ حياة ضحايا هجمات الحرق بالأسيد؟

منذ 1 سنة 168

كانت أديل بيليس ابنة الاثنين وعشرين ربيعاً تنتظر الحافلة عندما رشقت بالأسيد (ماء النار). الرجل الذي نفذ الهجوم تقاضى أجراً من حبيبها السابق الذي قال إنه أراد منعها من أن تكون جذابة في أعين الرجال الآخرين. ركضت بيليس في الشارع بينما كانت المادة المسببة للتآكل تخترق ملابسها. تخبرني اليوم، بعد تسع سنوات من الحادثة: "شعرت وكأنني كنت أذوب في مكاني... أتذكر أنني نظرت إلى أسفل ورأيت حمالة صدري تذوب. احترقت ملابسي بالكامل والتصقت بلحمي". تلقى حبيب بيليس السابق حكماً بالسجن مدى الحياة، بينما خفضت عقوبة سجن مهاجمها من 14 عاماً إلى عامين. أصابها الهجوم بالصلع جزئياً وأفقدها أذنها اليمنى. 

عندما ذهبت بيليس لتلقي العلاج في المستشفى يوم تعرضها للهجوم، كانت واحدة من بين أربعة أشخاص يعالجون من الحروق الناجمة عن الأسيد. من المثير للقلق، أن نسبة الهجمات بالأسيد في المملكة المتحدة هي الأعلى في العالم، وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 240 حادثة من هذا النوع في عام 2021 وحده، وفقاً للرابطة الدولية للناجين من الأسيد. ألهمت هذه الإحصائيات بدورها كتاب مسلسل "كورونيشن ستريت" Coronation Street، الذي طرح في حلقة هذا الأسبوع قصة تشهد تعرض رايان، الشخصية التي يجسدها الممثل بين تومبسون، لتشوهات دائمة بعد هجوم بالأسيد.

كانت الحلقة التي بثت ليلة الإثنين وشهدت وقوع الهجوم مشاهدة مروعة. يتابع جمهور العمل تطورات القصة في الأشهر الأخيرة حيث تعرضت شخصية ديزي ميدجلي (تؤديها شارلوت جوردان) للملاحقة والمضايقة من قبل سائق التوصيل جاستن (أندرو ستيل). في يوم زفافها، هاجم جاستن ديزي بمادة حارقة، لكن خطته فشلت عندما انصبت المادة على رايان، الذي كان يقوم بمهمة توصيل ديزي في يوم زفافها، وأحرقت وجهه. رأى المشاهدون الأسيد يذيب ملابس رايان بينما كان يتلوى على الأرض متعذباً. 

في حين واجه المسلسل بعض الانتقادات في شأن التطور الدرامي في القصة، وتحديداً ادعاءات بعض مستخدمي تويتر بأن موضوع الحلقة كان "سوداوياً للغاية" ولا يناسب الجمهور في وقت عرضها، أخبرني القيمون على العمل أن القصة طرحت بغاية رفع مستوى الوعي بأسلوب عنف يتكرر بشكل متزايد. على المستوى العالمي، تؤثر هجمات الأسيد في النساء بنسبة غير متكافئة، وغالباً ما تكون مرتبطة بالعنف المنزلي وتحفزها الرغبة في تغيير شكل المرأة بشكل دائم. مع ذلك، الرجال في المملكة المتحدة هم أكثر عرضة للأذى في هذه الهجمات. يقول إيان ماكلود منتج "كورونيشن ستريت": "نحن نتناول هذه القصص بمنتهى الجدية دائماً... لأسباب ليس أقلها أن عدة آلاف من جمهورنا اختبروها بأنفسهم. نريد التأكد بأننا لا نلحق الضرر بتجارب الناجين الواقعية". 

كذلك كانت هناك مراعاة خاصة لمقدار ظهور وجه رايان في الهجوم. يضيف ماكلود: "أنت تريد تصوير حقيقة الأمر، لكن ليس بدرجة يصبح عندها متلصصاً أو لا مبرر له... لقد استخدمنا لقطات غير واضحة تمكن المشاهد من رؤية احمرار الوجه والحرق، لكن ليس بطريقة صادمة أو دموية للغاية لا تناسب الجمهور في فترة عرض الحلقة التي تتطلب مراعاة المشاهدين الأصغر سناً". 

في مرحلة ما من الحلقة، تجر ديزي رايان إلى الحمام وتحاول غسل جلده من المادة الحارقة بواسطة الماء، ثم تعثر على مقص وتقص ملابسه المتآكلة وتنزعها عنه. يوضح ماكلود: "كنا حريصين أيضاً على إظهار الطريقة الصحيحة لإسعاف شخص تعرض لحرق من هذا النوع... يجب غسل الحروق بالماء قدر الإمكان، وكان الحمام هو المكان البديهي للقيام بذلك". عمل فريق المسلسل أيضاً بشكل مكثف مع المؤسسات الخيرية لصياغة القصة معاً، ولا سيما الرابطة الدولية للناجين من الأسيد ومؤسسة كيت بايبر. تعرضت بايبر، وهي شخصية تلفزيونية شهيرة، لهجوم على يد رجل استأجره حبيبها السابق، وأنشأت مؤسستها لدعم البالغين الناجين من الحروق أثناء فترة تعافيهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عند التفكير في مشهد الحمام، يأمل بيليس أن يتذكر الجمهور كيفية الاستجابة في حال رؤية شخص يتعرض لهجوم بالأسيد. تقول: "لم يكن أحد يعرف ما الذي يجب فعله لما تعرضت للحادثة... أفرغ شخص ما الماء فوق جسمي عندما حدث ذلك لكن كمية الماء لم تكن كافية وجعلت التفاعل أسوأ فقط واحترق شعري وتحول إلى دخان. نحن بحاجة إلى أن نخبر الجمهور بما يجب فعله لأن الناس لا يعرفون".

تنصح هيئة خدمات الصحة الوطنية في حالة وقوع هجوم بالإبلاغ عن الحادثة عن طريق الاتصال برقم خدمة الطوارئ 999، وإزالة الملابس الملوثة بعناية وشطف الجلد على الفور باستخدام المياه الجارية. هذه النصيحة متاحة مجاناً على الإنترنت، لكن الأطباء والناجين على حد سواء يحثون على إعطاء دروس في المدارس حول الهجمات بالأسيد وكيفية التعامل معها، ولا سيما وسط ارتفاع معدلات هذه الهجمات.

مع تقدم أحداث القصة في المسلسل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، سيرى المشاهدون رايان يواجه تشوه وجهه ويعاني العزلة الاجتماعية، بينما يبدأ الناس في معاملته بشكل مختلف. تتذكر بيليس تجارب مماثلة. تقول: "كنت شابة تبلغ من العمر 22 سنة تغطيها كل هذه الندبات، وكنت قد فقدت شعري وحلقت رأسي... أتذكر أنني نظرت في المرآة وشعرت كما لو أنني فقدت هويتي".

لم تدرك تماماً ما حدث لها إلا عندما زارت مركزاً للعلاج في فرنسا وتركت بمفردها تماماً في غرفة إلى أن تعافت تماماً مما حدث لها. تضيف: "أقول دائماً إنه أسوأ من القتل في بعض الأحيان، لأنه يتعين على الناجين التعايش مع الآثار. إنها إصابة تغير الحياة. تعرضت للهجوم قبل تسع سنوات وها أنا اليوم متوجهة إلى المستشفى لإجراء جراحة أخرى. إنه شيء عليَّ التعامل معه دائماً".

كما أعربت عن شيء من القلق تجاه الاستجابة المستقبلية للقصة التي يعرضها المسلسل، قائلة، "من الرائع أن نرفع مستوى الوعي لكن من الضروري حقاً عرض وسائل الردع أيضاً لمنع الناس من القيام بذلك في المقام الأول". أخبرتني أنها تأمل في أن تظهر الحلقات المستقبلية تداعيات أفعال جاستن، وأن يحكم عليه بالسجن لمدة طويلة كعقوبة أمثل. مضيفة: "يحتاج الناس إلى تخليصهم من القيام بأفعال مشابهة".

يأمل إيان كيرشو، الذي كتب حلقة يوم الإثنين، أن تساعد القصة أيضاً في إزالة الوصمة المجتمعية عن اختلافات أشكال الوجوه. يقول، "عندما كنت طفلاً في السبعينيات، كان الناس يتوقفون ويتأملون الاختلافات"، موضحاً أن الناس كانوا ميالين غالباً إلى التحديق في الآخرين الذين يعانون حروقاً أو ندبات على الجلد. يتابع "سيكون من اللطيف دخول شخص يعاني تشوهاً في الوجه غرفة الجلوس في منازلنا ثلاث مرات في الأسبوع وأن يصبح رايان جزءاً من نسيج عالمنا وأن يجعل وجوده طبيعياً ببساطة". 

يضيف ماكلود أننا سنرى رايان في القصة وهو "يتعلم أن يحب نفسه ويقبل مظهره الجديد" في نهاية المطاف. يتردد صدى هذا الكلام لدى بيليس عندما أنقله إليها. تقول: "ما كنت لأتمنى هجوماً بالأسيد على الإطلاق... لكنني لن أغير ندوبي الآن". 

تبث حلقات مسلسل "كورونيشن ستريت" على قناة أي تي في عند الساعة الثامنة مساء من أيام الإثنين والأربعاء والجمعة.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يتعرض للعنف المنزلي، يمكنك الاتصال بالخط الوطني للمساعدة ضد العنف المنزلي المتوفر على مدى 24 ساعة، والذي تديره مؤسسة "ريفيوج" على الرقم 0808 2000247، أو زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة هنا.