تزداد المؤشرات على أن القوات الإسرائيلية بدأت في تطبيق ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، التي ترمي إلى ترحيل سكان شمال قطاع عزة وجعله منطقة عسكرية عازلة.
كان الخبر الرئيسي في وكالة الأبناء الفلسطينية الرسمية "وفا"، الأربعاء يفيد بأن القوات الإسرائيلي تحاصر شمال قطاع غزة، من الجهات كافة.
وذكرت الوكالة أن هذا الحصار جاء في اليوم الرابع من التوغل البري في تلك المنطقة.
وبحسب الوكالة، فقد فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً على جباليا، وبلدتي بيت حانون، وبيت لاهيا، ويطلق النار على كل من يتحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي يستهدف منازل، وشوارع، ومنشآت.
وذكرت تقديرات لوكالة "الأونروا" بأن 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع تحت الحصار
وأضافت الوكالة أن الجنود الإسرائيليين يجبرون المواطنين قسرا على النزوح نحو جنوب القطاع.
الجيش الإسرائيلي للسكان: ارحلوا
ومن جانبه، كرر الجيش الإسرائيلي دعوات الإخلاء لسكان مخيم جباليا، وذكر متحدث باسم الجيش أن المنطقة التي يقيم فيها السكان منطقة "قتال خطيرة".
وقال إن على السكان التوجه فوراً إلى جنوبي القطاع.
لكن أوامر الإخلاء الإسرائيلي لم توجه إلى السكان فحسب.
وذكر صحفيون من شمال قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي وجه أوامر إخلاء إلى المستشفيات هناك.
وأكدت ذلك وزارة الصحة في غزة، إذ قالت على حسابها بتطبيق "تلغرام"، الأربعاء، إن "الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان في شمال غزة حيث أطلق النيران عليه".
كما أنه طالب الجيش مستشفيي "الإندونيسي" و"العودة" بإخلاء المرضى والكوادر الطبية، وإلا واجها عواقب وخيمة.
القتال يغلق مراكز الأونروا
ومن جانبها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الشمال أبرها على وقف خدماتها المنقذة للحياة.
وكتبت على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن 7 مدارس كانت تؤوي نازحين في الشمال جرى إخلاؤها، ولم يبق سوق بئرين من أصل 8 آبار في مخيم جباليا.
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب مصور يوم الثلاثاء إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الأورنوا، معربا عن قلقه بشأن ما تتعرض له من مضايقات خلال عملها في قطاع غزة.
ما هي خطة الجنرالات؟
كان عسكريون سابقون، على رأسهم الجنرال المتقاعد ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند، قد قدموا في وقت سابق خطة للتعامل مع شمال قطاع غزة، صارت تعرف إعلامياً باسم "خطة الجنرالات".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نشر موقع صحيفة "يديعوت آحرونوت" (واينت) الإسرائيلي اليوم الأربعاء، أن الخطة تتألف من مرحلتين بهدف "هزيمة حماس" وتصحيح المسار العسكري الحالي في قطاع غزة، باعتباره "غير مفيد".
وتتضمن المرحلة الأولى تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
ويلي المرحلة الأولى التركيز على العمليات العسكرية التي ستضع حماس "في مأزق".
و أشرف على الخطة، غيورا آيلاند، المشهور بآرائه التنظيرية فيما يتعلق بالقتال في غزة.
وحصل الاقتراح على تأييد عشرات الضباط، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، واستعرضت تفاصيله أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
ويشخص الجنرالات أن إحدى المشكلات في هزيمة حماس ناتجة عن "سيطرتها على المساعدات الإنسانية" في غزة. لذلك تقضي الخطة بتحويل المنطقة الواقعة شمال محور "نيتساريم" إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، وإجبار 300 ألف فلسطيني موجودين حالياً في شمال القطاع على النزوح القسري خلال أسبوع واحد.
بعد ذلك، سيفرض الجيش حصاراً عسكرياً كاملاً، وهذا بحسب الخطة "سيضع المقاتلين الفلسطينيين أمام خيارين: الاستسلام أو الموت".
ويزعم الجنرالات أن الخطة تتوافق مع قواعد القانون الدولي، لأنها تتيح للسكان النزوح من منطقة القتال قبل فرض الحصار.