هل المشروبات الرياضية جيدة أم سيئة للأطفال؟ إليك ما قالته خبيرة طبية

منذ 1 سنة 205

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دعا تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بأمريكا، إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى التحقيق في المستوى العالي من الكافيين في مشروب "Prime Energy" وجهود الشركة المبذولة لتسويقه للأطفال.

وهذا المشروب، الذي يُباع في عبوات معدنية، يحتوي على 200 ملليغرام من الكافيين لكل 340 غرامًا أي أنه يحتوي على كافيين يعادل مستوى اثنين من مشروب "ريد بول" تقريبًا، أو ست عبوات كاملة من "كوكا كولا". وتبيع "Prime" أيضًا مشروبًا آخر "Hydration"، الذي يُباع في عبوات شكلها الخارجي مماثل لمشروب "Energy"، لكنه لا يحتوي على كافيين.

وهذا الأمر دفع بشومر إلى القول إنه "نظرًا لأن المنتج يُوصف بأنه مشروب ترطيب، ومشروب رياضي في نسخته الأخرى شبه المتطابقة، فيرجح أن يشرب الأطفال عبوات منه، بلا إدراك الوالدين لحقيقة الأمر".

ورداً على تعليقات شومر، أوضحت "برايم" أنّ مشروب الطاقة الخاص بها يحتوي على "كمية من الكافيين مماثلة لأنواع مشروبات الطاقة الأخرى الأكثر مبيعًا، وكلها تقع ضمن الحدود القانونية للدول التي تُباع فيها".

وهذا الموقف أثار السؤال الأكبر حول المشروبات الرياضية، ضمنًا مكوناتها، مثل الكافيين. وهل من حاجة إلى مشروبات رياضية، ومن يجب أن يتجنبها؟ وما الذي على الأهل البحث عنه عند التفكير في المشروبات الرياضية لأطفالهم؟ هل من الأفضل شراء مشروبات جاهزة للشرب أو مسحوق إلكتروليت وخلطها بنفسك؟ ما الأمور الأخرى التي يجب على الناس، ضمنًا رياضيي التحمّل، مراعاتها؟

وتقدم المحللة الطبية المعتمدة لدى CNN الدكتورة ليانا وين، وهي طبيبة الطوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في معهد ميلكن للصحة العامة التابع لجامعة جورج واشنطن، رأيها حول هذا الموضوع.

CNN: ما هي المشروبات الرياضية؟ لِمَ تختلف عن مشروبات الطاقة، وما المكونات التي يحتويها كل منها؟

الدكتورة لينا وين: من المهم التمييز بين مشروبات الرياضة ومشروبات الطاقة.

المشروبات الرياضية هي مشروبات المنحل بالكهرباء. والغرض الرئيسي منها استعادة الماء والإلكتروليتات المفقودة أثناء ممارسة التمارين الرياضية الشديدة والتعرّق. وتحتوي على إلكتروليتات مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم. كما تتضمن الكثير من الكربوهيدرات، مع السكريات المضافة مثل الفركتوز، والجلوكوز، والسكروز. وفي بعض الأحيان تحتوي على مادة الكافيين.

وهناك أيضًا مشروبات طاقة يتم الخلط بينها في كثير من الأحيان مع المشروبات الرياضية. وتحتوي مشروبات الطاقة عادةً على كميات كبيرة من الكافيين. ويحتوي الكثير منها على منبهات قانونية أخرى مثل التورين، والغرنا، ول-كارنيتين. ويمكن أن تقلل مشروبات الطاقة هذه من التعب، وتعزز الأداء على المدى القصير. ومع ذلك، فهي ليست مشروبات رياضية ولا ينبغي استخدامها عندما يكون الغرض منها تجديد الإلكتروليت والسوائل.

ويمكن أن تكون مشروبات الطاقة خطيرة عند استهلاكها بكميات كبيرة. وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إذ دخل 1499 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عامًا الطوارئ بسبب مشروب طاقة في عام 2011. ويمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة من الكافيين إلى حدوث عدم انتظام وسرعة في ضربات القلب.

CNN: هل من الجيد تناول الكافيين في مشروب رياضي وكم هو أكثر من اللازم؟

وين: السبب الرئيسي لاستخدام المشروبات الرياضية هو تجديد الأملاح والسوائل. الكافيين ليس له دور في تجديد الأملاح، وهو في الواقع مدر للبول ويؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل، لذلك بشكل عام، أنصح بالابتعاد عن المشروبات الرياضية التي تحتوي على الكافيين.

وقد يختار بعض الرياضيين البالغين المشروبات التي تحتوي على الكافيين كتعزيز إضافي لأدائهم. وإذا كان الأمر كذلك، فيجب أن يكونوا على دراية بالمخاطر والمقدار الذي يستخدمونه بالضبط. ومادة الكافيين من المنبهات التي يمكن أن تزيد من معدل ضربات القلب، وتتمتع بآثار سلبية على الأداء أيضًا. كما أن لديها إمكانية الإدمان. ويمكن أن يعتاد الناس عليها، مما يعني أن التأثير يقل مع الاستهلاك المنتظم، وقد يحتاج الأفراد إلى المزيد منها لتحقيق التأثير ذاته.

أما الآثار السلبية للكافيين فهي أكثر عمقًا عندما يتعلق الأمر بالشباب. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة عدم تناول الأطفال دون سن الـ12 عامًا لمادة الكافيين. ويجب ألا يتجاوز الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12و18 عامًا، ما مقداره 100 ملليغرام من الكافيين يوميًا.

ويجب على الأهل أن يضعوا في اعتبارهم أن هناك مشروبات أخرى تحتوي على مادة الكافيين، ضمنًا القهوة والعديد من المشروبات الغازية، وأن العديد من المشروبات الرياضية تحتوي على مستويات عالية جدًا من الكافيين تتجاوز بكثير الكمية الموصى بها يوميًا. ونظرًا لأن المشروبات الرياضية تهدف حقًا إلى استبدال الإلكتروليتات وعدم استخدامها كمنشط، فمن الأفضل للأطفال تجنب المشروبات الرياضية التي تحتوي على الكافيين المضاف.

CNN: من يحتاج إلى المشروبات الرياضية ومن يجب أن يبتعد عنها؟

وين: غالبية الناس لا يحتاجون إلى المشروبات الرياضية. الماء كافٍ للترطيب، وعادةً ما يحتوي الطعام الذي يتناوله الناس على الإلكتروليتات التي يحتاجونها. ولا يحتاج الرياضيون الذين يمارسون نشاطًا خفيفًا إلى معتدل والأطفال الذين يلعبون في الملعب أو يمارسون الرياضات الترفيهية بعد المدرسة عمومًا إلى مشروبات إضافية لاستبدال الإلكتروليت.

ويُعتبر مصدر القلق الرئيسي لهؤلاء الأفراد هو الماء. ويجب أن يشربوا الكثير من الماء قبل التمرين وخلاله وبعده، خاصة إذا كان الجو حارًا بالخارج. ويمكنهم أيضًا أن يهدفوا إلى تناول الأطعمة المليئة بالمغذيات والإلكتروليتات. وتشمل بعض الأمثلة البطيخ، والحليب، والجبن، والموز، وماء جوز الهند، والأفوكادو. وإذا كانوا يمارسون نشاطًا ثقيلًا لفترة أطول، فيمكنهم أيضًا تناول وجبة خفيفة من المكسرات المملحة.

أما الأفراد الذين يجب أن يفكروا في المشروبات الرياضية فهم الرياضيون الذين يمارسون تمارين قوية لمدة ساعة على الأقل أو أكثر. ويعتمد ما إذا كانوا بحاجة إلى ذلك على المناخ ونوع وشدة التمرين، وما إذا كانوا عرضة للتعرق بشدة.

CNN: ما الذي يحتاجه الأطفال في المعسكرات الرياضية التي تستمر فترة بعد الظهر أو ليوم كامل؟

وين: هذا يعتمد على كثافة النشاطات بالمعسكر وكيفية تنظيمه. إذا كانت هناك فترات راحة مجدولة بانتظام، وكان الكثير من التركيز على التدريبات التي لا تكون دائمًا بأقصى كثافة، فقد يكون ذلك كافياً لتناول وجبات خفيفة صغيرة أثناء فترات الراحة، بالإضافة إلى شرب الكثير من السوائل بالماء، بدلاً من المشروبات الرياضية.

CNN: ما الذي يجب أن يبحث عنه الآباء عند التفكير في المشروبات الرياضية لأطفالهم؟

وين: أود أن أحذر غالبية الأطفال والمراهقين من تناول المشروبات الرياضية. وهذه ليست ضرورية لغالبية الأطفال، إلا إذا كانوا يمارسون رياضة التحمل أو يتدربون بشكل مكثف، وفي هذه الحالة أوصي بوضع خطة مشروبات رياضية مع مدربهم وطبيب الأطفال. وإذا كان الأطفال يستخدمون المشروبات الرياضية، فيجب الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين. ويمكنهم أيضًا استخدام المشروبات التي تحتوي على إلكتروليتات فقط، بدون سكر مضاف، ما لم يكن محتوى الكربوهيدرات ضروريًا على وجه التحديد.