هل الشموع المُعطّرة ضارّة بصحتك؟

منذ 2 أسابيع 29

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ترتبط الشموع عادة بالرومانسية واللحظات الحميمة، لكنّها في الواقع يمكن أن تُلحق ضررًا بصحتنا، بسبب ما تولّده من تفاعلات كيميائية بمجرد إشعالها.

لذلك، نسمع في الكثير من الأحيان عن إصدارات شمع الصويا أو شمع العسل كبدائل طبيعية لخيارات الشمع التقليدية.. فهل هي حقًا "أكثر صحة" أو "غير سامة" كما يتم الترويج لها؟

أوضحت الرابطة الوطنية للشموع أن الشموع المصنوعة من "البارافين"، وهو منتج ثانوي رخيص للبترول، هي الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، هناك دراسات قليلة حول انبعاثات الشموع أو آثارها المحتملة على صحة الإنسان.

وقالت طبيبة أمراض الرئة، سوبيا فاروق، إنه لا يوجد استنتاج عام بأن شموع "البارافين" مُضرّة أو غير مُضرّة. ولكنّ مخاطرها قد تعتمد على نوع الشمعة، وجودتها، وعدد مرّات حرقها، وحالتك الصحيّة، وغيرها.

ما الذي يُقدّمه علم الشموع؟

تُطلق الشموع عند اشتعالها مركبات عضوية متطايرة، تتبخّر بسرعة وبسهولة في الهواء في درجة حرارة الغرفة، بحسب ما قاله أريفول حاق، وهو طبيب باحث في مستشفى "يانان"، التابع لجامعة "كونمينغ" الطبية في الصين، عبر البريد الإلكتروني.

تنبعث هذه المركبات بشكل شائع من الدهانات، ومنتجات التنظيف، ومستحضرات التجميل، ومُعطّرات الجو، وفقًا لجمعية الرئة الأمريكية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون ضارّة بحدّ ذاتها أو تُشكّل ملوثات في الهواء بمجرد تفاعلها مع الغازات الأخرى.

ويُعدّ "التولين"، وهو سائل متبخر شفاف ويتواجد بشكل طبيعي في النفط الخام، أحد المركبات العضوية المُتطايرة التي غالبًا ما تنبعث من الشموع.

وتم تسجيله كمادة سامة بحدود تعرّض محدودة من قبل بعض الهيئات التنظيمية، بما في ذلك وكالة حماية البيئة الأمريكية، والمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وإدارة السلامة والصحة المهنية.

وأوضح حاق أن "التولين" يرتبط بالدوار والصداع وآثار أكثر خطورة عند التعرض له لفترة طويلة.

وأضاف أن البنزين هو مركب عضوي متطاير آخر تطلقه شموع "البارافين". وارتبط التعرّض طويل الأمد، لهذه المادة الكيميائية، باضطرابات الدم مثل سرطان الدم. وعند استنشاقه، يمكن أن يكون سببًا في تهيّج الجهاز التنفسي.

وقالت الدكتورة سارة إيفانز، وهي أستاذة مساعدة في الطب البيئي وعلوم المناخ في مدرسة طب ماونت سيناي، عبر البريد الإلكتروني: "قيّمت العديد من الدراسات انبعاثات الشموع في ظلّ ظروف خاضعة للرقابة، وكذلك في المنازل، وأظهرت أن حرق الشموع يساهم في رداءة جودة الهواء، ويزيد من خطر استنشاق المواد الكيميائية المثيرة للقلق".

وغالبًا ما تُعتبر الشموع المصنوعة من شمع الصويا أو شمع العسل أكثر صحة. لكن أوضحت إيفانز أن أي شيء يتم إشعاله، ستنبعث منه جسيمات أو مواد كيميائية ضارّة.

وأضافت أن شمع "البارافين" عادة ما يكون الأكثر تلويثًا للهواء.

طرق لتعطير منزلك بشكل أكثر أمانًا

أوضحت إيفانز أن بعض المواد الكيميائية المُنبعثة من الشموع قد تخرج من الجسم بسرعة، بينما تتراكم مواد أخرى مع مرور الوقت. وفي المجمل، هناك أدّلة كافية على أن إشعال الشموع بالمنزل قد يكون ضارًا بالصحة.

ويجب على الأفراد المُعرّضين للخطر بشكل خاص اتخاذ إجراءات السلامة في عين الاعتبار، ومن بينهم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

وأشار حاق إلى أن نصيحة إيفانز تنطبق على الشموع المُعطرّة بالزيوت الأساسية، حيث يعتبرها بعض الأشخاص غير ضارّة، لكنّ يمكن أن يتغيّر تركيبها الكيميائي بمجرد إشعالها.

وإذا كنت ترغب بالاستمرار في استخدام الشموع، يُقدّم الخبراء بعض النصائح حول كيفية تقليل أي مخاطر صحية محتملة:

  • اختر الشموع التي تحمل علامة شمع الصويا أو شمع العسل بنسبة 100%
  • تأكّد أن الشمعة خالية من الفتائل المصنوعة من المعادن، بما في ذلك الرصاص أو الزنك
  • تجنب الشموع المصبوغة
  • قم بتغطية الشموع عندما لا تكون قيد الاستخدام
  • احرق الشموع في منطقة جيدة التهوية لتقليل تلوث الهواء الداخلي
  • تجنب الشموع منخفضة الجودة
  • أطفئ الشموع التي ينبعث منها دخان أسود كثيف
  • تجنب حرق الشموع بالقرب من الأطفال، أو الحوامل، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي