السؤال:
احببت ابنت عمتي لكن لا اتواصل معها لكنها تعلم اني احبها واهلها يعلموا وكذلك اهلي ،وهي ايضا تحبني فهل زواجنا باطل؟ قد يحدث اني اكلمها لكن بوجود جدي او عمي او ابي معنا ،واحيانا انشر منشور فيه كلام طيب واقصد بكلامي هي فهل هذا حرام
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلم يتبين لنا السبب من قولك هل الزواج باطل! لأن الحب قبل الزواج لا يكون سببًا للبطلان؛ فالإسلامَ وإن كان لا يُقِرُّ الحُبَّ إلا في ظِلِّ زَوَاجٍ شرعيٍّ، إلا أن من وَقَعَ في الحب يشرع له الزواج؛ كما روى ابن ماجهْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ))، بشرط أن تكون الفتاة ذات دين وخلق، وبها صفاتُ الزَّوجة الصالحة.
فالحب هو ميل فِطْريٌّ للجنس الآخر، وقد يحصل بغير كَسْب من الشخص، ولم يَسْعَ إليه، كمن سمع عن شخص وصفاته فأحبه، أو نظر إليه نظرة فجاءة فوَقَع في قلبه، أو نحو ذلك - ومعلوم أن المسلم لا يُلَامُ إلا فعله بإرادته؛ والله - سبحانه - إنما يُحَاسِبُ الإنسانَ على كَسْبِهِ وقصده، وعَمَلِهِ الداخِلِ تحت إرادتِهِ، والمحب إِنِ اتَّقَى ربَّهُ، وَلم يتعد حدوده، ولم يَتَعَدَّ دائِرَةَ الإعجابِ، ولم يَسْعَ إلى مُحرَّمٍ؛ كخَلْوَةٍ، أو مجالسةٍ، أو محادثةٍ، أو لقاء، أو نحو ذلك، ولم يصرفه حبه عن الواجبات:- فإنه معذورٌ حتى يَجِدَ سبيلًا إلى الزواج، فإن تَعَذَّرَ عليه النكاحُ صَرَفَ قلبه عن محبوبه؛ حتى لا يَقَعَ فيما يُغْضِبُ الله تعالى؛ لأنَّ الشَّرعَ لا يقرُّ أيَّ عَلَاقة بين الرجُل والمرأة إلا في ظل زواج شرعي.
هذا؛ والله أعلم.