في أغسطس من العام 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أربعة أشخاص تتهمهم بتسهيل نقل ملايين الدولارات من إيران إلى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
ومن بين الأسماء التي شملتها العقوبات، محمد سرور وكمال عبد الرحمن وفواز محمود، ومحمد كمال.
جاءت هذه العقوبات يومها، بتهمة تقديمهم الدعم المالي أو المادي أو التقني أو غيره لحركة حماس التي تصنفها واشنطن، كمنظمة إرهابية.
وبعد حوالي خمس سنوات، عاد اسم أحد الخاضعين للعقوبات الأمريكية مجددا إلى الواجهة، ولكن هذه المرة بعد أن عثر على محمد سرور قبل ساعات جثة هامدة في منزل في منطقة بيت مري في المتن الشمالي.
ويأتي هذا النبأ في وقت تخوض فيه إسرائيل حربا دامية في قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إن الحرب هدفها الأول والأساسي هو القضاء على حركة حماس بعد الهجوم المباغت الذي نفذته الحركة الإسلامية في السابع من أكتوبر في جنوب الدولة العبرية.
وخلال الأشهر السابقة شهدت الساحة المحتدمة من فلسطين إلى لبنان وسوريا عمليات اغتيال متعددة كان اخرها استهداف الجيش الإسرائيلي قنصلية إيران في العاصمة دمشق قبل أسبوعين، مما أسفر عن مقتل جنرالين في الحرس الثوري و5 مستشارين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن بعد أسبوعين من تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" عن استراتيجية جديدة، واصدر تعليماته لجهاز الموساد "باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا".
هذا وخرجت إلى العلن، معلومات عن عملية جديدة تسمى "نيلي"، وهي اختصار لعبارة توراتية باللغة العبرية تعني "إسرائيل الأبدية لن تكذب"، والعدف منها هو استهداف كبار قادة حركة حماس.
ولكن لم تقتصر عمليات الاغتيال على قادة حماس فحسب، بل قتلت إسرائيل مسؤولين في حزب الله، عدوها اللدود، الذي انخرط في الحرب بعد يوم واحد من عملية "طوفان الأقصى" أي في الثامن من أكتوبر دعما لحليفه الفلسطيني.
وبالعودة إلى تفاصيل مقتل سرور، ذكرت وسائل إعلام لبنانية، أن الاتصال انقطع بسرور منذ يوم الخميس الماضي.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تفاصيل إضافية عن مصادر أمنية، أشارت إلى أن الرجل الذي كان يعمل في مجال الصيرفة والتحويلات المالية، انقطع الاتصال به أثناء عودته من محل للصرافة في بيت مري بعد سحبه حوالة مالية.
وأضافت أنه بعد اختفاء سرور، بدأت السلطات المعنية التحقيقات لمعرفة مصيره من خلال رصد هاتفه الذي حدد مكان تواجده في بيت مري.
ولفتت الصحيفة اللبنانية، إلى أنه بعد تتبع الكاميرات ظهر سرور، وهو يدخل فيلا في بيت مري، ولم يخرج منها.
وعند الدخول من قبل الأجهزة المختصة إلى الفيلا، عثر على سرور وهو مقتول بسبع رصاصات من مسدسين من طراز "غلوك 19"، وأضافت الصحيفة أن المسدسين ضبطا في مطبخ الفيلا مغمورين بالمياه ومواد تنظيف في وعائين لإزالة البصمات عنهما، كما عُثر على ألبسة وقفازات غمرت بالمياه بالطريقة نفسها.
هذا وأوضحت الصحيفة، أنه عثر على أموال مع القتيل ما يشير بحسب المصدر نفسه، إلى أن العملية لم يكن الهدف منها، السرقة.
وفي آخر التفاصيل تبين، أن الفيلا مستأجرة من أصحابها، وأن المستأجرة وهي إمرأة، هي من نسقت معه موعدا في الفيلا.
وذهب سرور إلى الموعد في مهمة إجراء حوالة مالية للسيدة، قبل أن يقتل وأن تتوارى هي عن الأنظار.
وبحسب صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله، سبق وأن سألت إسرائيل معتقلين من القطاع، ومن مناطق فلسطينية عن معرفتهم بسرور بعدما تبين أن محله استخدم لتحويل أموال إلى الداخل الفلسطيني.
هذا وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "سرور كان يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة الرجل البالغ من العمر 57 عاماً، مع تعليقات تتهم إسرائيل وجهاز الموساد بتصفيته.
وكانت الخزانة الأمريكية قد نوهب في العام 2019، إلى أن سرور "كان بحلول العام 2014 مسؤولًا عن جميع التحويلات المالية بين الطرفين (الحرس الثوري والقسام) وأن لديه تاريخ طويل من العمل في بنك "بيت المال" وهو مؤسسة مالية تابعة للحزب اللبناني.