♦ الملخص:
شاب مراهق، ذكر حادثة قديمة وقعت له؛ حيث مارس معه أخوه الكبير الجنس، ولما أخبر أمَّه، فعالجت الأمر، ولم يعد أخوه إلى ما فعل مرة أخرى، المشكلة أنه يفكر في الأمر كثيرًا، ويشعر أنه غير طبيعي، رغم أنه ينجذب للنساء، وليس فيه أي شذوذ، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا في السابعة عشرة من عمري، أخي الكبير مارس معي الجنس، فذكرت ذلك لأمي، فكلمته، وأعلمته حرمةَ الأمر، ولم يعُد يفعل ما فعل، أفكر في الأمر كثيرًا، وأشعر أنني غير طبيعي، مع أنني أميل للنساء، ولا أشعر أنني شاذ، فما الموقف الديني من ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فالنفس أمانة وحفظها من المهالك غاية عظمى، فلا تتهاون مع أحد فيما يُغضِب الله عزَّ وجل، وما حدث سنعتبره حادثًا عابرًا تسبَّب فيه الفضول أو التقليد؛ فلا تقف عنده، وتجعله مدخلًا للشيطان يهدمك من خلاله، زكِّ نفسك بالحفظ وطلب العلم، وارتياد المساجد والرياضة، مع صحبة صالحة، واخلع من ذاكرتك تلك الحادثةَ العابرة، ولك ولأخيك أُذكِّر بقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 135، 136].
فقط توبا إلى الله، واصدُقا في التوبة، وربك كريم، لا يرد عبدًا جاءه نادمًا، ومع أول فرصة للزواج تزوَّج، فعِفَّةُ الشاب غاية مقدَّمة على ما دونها، واطمئنَّ فأنت إنسان عادي جدًّا وزَينُ الشباب، ومسلم ذو ضمير حيٍّ يُحاسِب نفسَه، لا تجعل الشيطان يوسوس لك، ويوقعك في دائرة الوهم، كلما أخذتك الأوهام، توضَّأ وصلِّ ركعتين، واختر لنفسك صحبة صالحة، يشغلها العلم والرياضة، والْمُتع الحلال.
وفَّقك الله، وكفاك شرَّ نفسك وشرَّ الناس.