♦ الملخص:
مراهق يدمن العادة السرية، ومشاهدة الإباحية، وقع أمامه فيديو للشواذ؛ فأدمن مشاهدة فيديوهات الشواذ، وبدأ يميل للرجال، ولما قطع مشاهدته للشواذ، بدأ يميل للنساء قليلًا، ويسأل: هل يمكن أن أعود إلى الفطرة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في الخامسة عشرة من عمري، محافظ على صلاتي، بلغتُ الحُلُمَ في الثانية عشرة، وكنت أميل – كغيري – للنساء، وأشاهد الإباحيات، وأمارس العادة، وذات مرة ظهر لي فيديو للشواذ، فأدمنتُ أفلام الشواذ، وأصبحت شاذًّا ميَّالًا للرجال، لكني لم أمارس اللواط قطُّ، ولما قطعت مشاهدتي لهذه الأفلام، منذ شهر، لحظتُ من نفسي ميلًا قليلًا للنساء، فهل هذا دليل على أنني بدأت أعود إلى طريق الفطرة؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى قد وصف ذاته العلية بقوله: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3].
وبقوله جل في علاه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25].
وما دام الإنسان في زمن المهلة، فعليه المسارعة إلى التوبة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ فهي شرٌّ، ولها آثارها السيئة على الإنسان في أمر دينه ودنياه.
وعلى الإنسان أن يكبح جماح شهوته، وأن يبتعد عن مواطن إثارتها؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].
وانظر إلى حالك أخي الكريم، وكيف تدرجت في فعل المنكرات حتى آلت بك الأمور إلى ما هو أشد من مجرد النظر المحرم، والاستمتاع به، إلى الميل للشذوذ والرغبة فيه.
وهذه الغريزة التي ركَّبها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، وفَطَرَهُ عليها، تحتاج إلى توجيه، وإلى التعامل معها بحذر؛ حتى لا تختلط الأنساب بارتكاب فاحشة الزنا، ولا تنتكس الفِطَرُ بممارسة اللواط، أعاذنا الله وإياكم من هذه الفواحش.
ولا أضرَّ على الشاب في مقتبل عمره من الفراغ، وغياب الهدف، والرغبة في إتلاف الوقت، وكأن هذا الوقتَ عبءٌ عليه، وكأن هذه الحياة لا قيمة لها، وللأسف هذا حال البعض؛ لا يعي قيمة مرحلة الشباب، ونعمة الصحة والعافية، وصفاء الذهن؛ يقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ))؛ [رواه البخاري].
فأوصيك - أخي الكريم - بالاهتمام بنفسك جيدًا، وصيانتها عن الرذيلة، بل وعن سفاسف الأمور بوجهٍ عام، وإشغال وقتك بما ينفع، بدءًا بالأعمال الصالحة والمحافظة على فرائض الدين، مع الانهماك في هواياتٍ تعود عليك بالنفع، وتطور من قدراتك، وتحسِّن من فرص نجاحك في هذه الحياة.
واحرص على صحبة من يعينك على فعل الخيرات، والبعد عن الشرور والآفات.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.