أثارت التحقيقات المتعلقة بواقعة الطعن التي نفذها شاب مالي، 32 عاماً، في محطة قطارات "غار دي ليون" في باريس، السبت، والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص أحدهم خطيرة، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الأعلام، خاصة بعد أن تبين أن المهاجم والشرطي الذي تصدى له، من أصل إفريقي.
في بداية الأمر، كانت دوافع المشتبه به مجهولة، لكن تبين أنه كان قد بث عبر تطبيق تيك توك، مقاطع فيديو بلغته الأم وبالفرنسية، حول السياسة في مالي والجغرافيا السياسية، والفرنسيين.
ويعرب المشتبه، عن استيائه من التدخل العسكري الفرنسي في مالي والاستعمار الفرنسي السابق قائلاً: "أنا لست فرنسياً، ولا أحلم بأن أكون فرنسياً، ولا أحب فرنسا، وأكره كل الفرنسيين".
ويضيف: "هذا هو سبب تجاهلي لفرنسا، لأن الفرنسيين هم الذين حرموني من حقي في الحياة، الفرنسيون هم الذين سلبوني كرامتي. الفرنسيون هم من سرقوا، الفرنسيون هم من أخذوا أجدادي كرهائن للعبودية الفرنسيون هم الذين أجبروا أجدادي على العمل القسري ليتمكنوا من تسوية حساباتهم واقتصادهم".
وفي مقطع فيديو آخر، يقول: "لقد دخلتم القارة الإفريقية بشكل غير قانوني للحصول على الموارد، وأسأتم معاملة الناس، واغتصبتم النساء، وقتلتم الأطفال، وانتزعتم أعضاء أطفال، وسرقتم ممتلكاتنا المادية".
ويضيف: "إن رغبتم في اختيار جانب الشيطان، فأنا أحب أن أختار جانب الله. (…) يا إيمانويل ماكرون، عليك أن تتذكر أنه ليس الجميع أغبياء مثلك، وليس الجميع شيطانيين مثلك".
ويقول المهاجم في مقطع آخر: "الهجوم أفضل دفاع"، "أحياناً يجب الهجوم، ولا يجب انتظار مبدأ المعاملة بالمثل دائماً. في بعض الأحيان عليك أن تهاجم لتتمكن من السيطرة على عدوك، لتتمكن من إخافته، لتهديده. وهذا هو ما نسميه مبدأ الهيمنة".
ردود الفعل
وأثارت هذه الواقعة ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس واقع المجتمع الفرنسي حيث التعددية الدينية والعرقية، التي أثارت مجدداً السؤال" هل تمثل غنىًً وثراءً لهذا البلد، أم هي مصدر تهديد وخطر؟"
بخصوص هذا الهجوم، وبعد أن خلص فحص طبي أولي إلى أن حالته الصحية تسمح بوضعه في الحبس الاحتياطي، وأنه يعاني من اصطرابات نفسية، قال الفرنسي اليميني المتطرف إيرك زمور: "الفرنسيون لا ينخدعون: فالمجنون الذي يهاجم بسكين لم يعد يسري عليهم."
وأضاف، هؤلاء الأشخاص مثل منفذ هجوم محطة قطارات" غار-دي ليون"، يكرهون فرنسا ويريدون قتل الشعب الفرنسي، الأمر لا يتعلق بموضوع جنون، بل بإبادة الفرنسيين".
في الجانب الآخر، وفي موقف يعكس الاختلاف في فرنسا، كان رجل الأمن الإفريقي عبد الرحمن سيسي هو "البطل"، حيث قام بالسيطرة على المهاجم وايقاف الهجوم قبل أن يصبح أكثر دموية.
إما فاليري بوير، عضوة في مجلس الشيوخ فكتبت على منصة "إكس": "احترام و تقدير، ضابط الأمن عبد الرحمن سيسي، الذي قام بمهمته بسرعة وتفان وكفاءة من خلال التصدي للمهاجم ونزع سلاحه، لقد قام بحماية الضحايا وتجنب المزيد منهم بالتأكيد".
وأضافت " لا بد من شكره وتكريمه".
وفي تعليق آخر، نشر "باتريوت ريكونكويست سكيورتي"، بطل هذا الهجوم، 45 عاماً، 110 كيلوغرام، هو من تغلب على المعتدي، وطرحه على الأرض وجرده من السلاح، هل سنمنحه "وسام الشرف؟"
وتعرضت فرنسا لسلسلة من هجمات شنها متشددون إسلاميون على مدى العقد الماضي وكذلك لحوادث من حين لآخر نفذها أشخاص يعانون من اضطرابات عقلية.