هجوم على قاعدة عسكرية في الصومال مع بدء انسحاب القوات الإفريقية

منذ 1 سنة 139

شن جهاديون من حركة الشباب هجوما استهدف قاعدة عسكرية في الصومال الأربعاء، تزامنا مع إعلان الاتحاد الإفريقي بدء تقليص عديد جنوده. وقد بدأت بعثة الاتحاد إجراءات سحب 2000 جندي وسلّمت أولى قواعدها العسكرية في ولاية هيرشبيلي المحلية إلى القوات الصومالية. وكانت مهمتها تتمثل في ردّ هجمات حركة الشباب.

هزّت تفجيرات انتحارية وقعت بشكل متزامن القاعدة الواقعة في مدينة بارديرا، حيث تتمركز قوات إثيوبية وصومالية، ما أدى إلى إطلاق نار كثيف، بحسب المصادر.

ولم ترد أي معلومات بعد عن سقوط ضحايا في الهجوم الذي تبنته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تخوض منذ أكثر من 15 عاما تمرّدا داميا ضد الحكومة المركزية الضعيفة.

وقال الشرطي المحلي عبد بري إن "الانفجار الأول الذي يعتقد بأن انتحاريا نفّذه استهدف مدخل قاعدة "أي دي سي" (ADC) العسكرية في بارديرا، حيث تتمركز قوات إثيوبية تدرب جنودا صوماليين".

وأضاف عبد بري قوله: "الانفجار الثاني وقع في المكان ذاته بعد بضع دقائق على الأول. هناك بعض الضحايا لكن لا تفاصيل لدينا حتى اللحظة"، مضيفا أن الوضع في المنطقة "طبيعي الآن".

وأفاد أحد السكان ويدعى بري حسن بسماع "إطلاق نار كثيف" بعد الانفجار الأول في القاعدة في بارديرا الواقعة في ولاية جوبا لاند على بعد 450 كلم تقريبا جنوب العاصمة مقديشو.

هجمات مستمرة

يواصل عناصر الشباب تنفيذ هجمات دامية في الصومال في مواجهة عملية عسكرية واسعة النطاق، أطلقتها قوات مؤيدة للحكومة تدعمها قوة الاتحاد الإفريقي (أتميص) ضد المجموعة الجهادية.

والشهر الماضي، قتل 54 عنصرا من قوة حفظ السلام الأوغندية عندما اقتحم عناصر الشباب قاعدة تابعة للاتحاد الإفريقي تقع في جنوب غرب مقديشو في هجوم كان من بين الأكثر دموية منذ إطلاق العملية العام الماضي.

في وقت سابق من الشهر الحالي، قُتل ستة مدنيين في عملية اقتحم خلالها مسلّحون فندقا شاطئيا في مقديشو.

قرار أممي

أعلنت قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال "أتميص" الأربعاء، أنها باشرت الانسحاب من هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي والذي يعاني من حركة تمرّد، بموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة.

وتواجه الصومال، التي تعد من أفقر دول العالم، منذ أكثر من 15 عاماً حركة تمرّد تقف وراءها حركة الشباب الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة والساعية إلى فرض الشريعة.

وفي مواجهة هذه الحركة، نشر الاتحاد الإفريقي في 2007 قوة "أميصوم"  المكونة من 20 ألف عسكري وشرطي ومدني من أوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا. وتولت أتميص المهمة من بعد أميصوم في نيسان/أبريل 2022 على أن تسلم مسؤولية الأمن كاملة إلى القوات الصومالي في نهاية العام 2024.

وجاء في بيان لبعثة الاتحاد الإفريقي أن أتميص "بدأت تنسحب" من الصومال بموجب قرار الأمم المتحدة التي تنص على انسحاب "ألفي جندي بحلول نهاية حزيران/يونيو 2023". وتسلّم جنود صوماليون المهام من القوات الإفريقية في قاعدة في ولاية هيرشابيل في وسط البلاد على ما أضاف البيان.

وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "حرباً شاملة" على حركة الشباب وباشر في أيلول/سبتمبر هجوماً عسكرياً مدعوماً خصوصاً بضربات جوية أمريكية. إلا أن حركة الشباب تستمر بتنفيذ اعتداءات انتقامية قاتلة، مُظهرة قدرتها على ضرب قلب المدن والمنشآت العسكرية الصومالية.

في نهاية أيار/مايو، أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن هجوم استهدف قاعدة يشرف عليها عسكريون أوغنديون من الاتحاد الإفريقي في بولو مارير، على بعد 120 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو. وقالت السلطات الأوغندية إن 54 جندياً قتلوا في الهجوم، وهو من الأكثر فتكاً في الأشهر الأخيرة.

وأعلنت الحركة كذلك مسؤوليتها عن هجوم على فندق في العاصمة الصومالية في حزيران/يونيو أسفر عن سقوط تسعة قتلى هم ستة مدنيين وثلاثة من عناصر القوى الأمنية.

في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير، أكد ألأمين العام للأمم لمتحدة أنطونيو غوتيريش أن 2022 كان أكثر الأعوام فتكاً بالمدنيين في الصومال منذ 2017، بسبب هجمات الشباب خصوصاً.