المستشرق الفرنسي موريس لومبار، أصدر كتاباً بعنوان «الإسلام في عظمته» عام 1962، وطبع طبعة ثانية. تحدث فيه عن عظمة هذا الدين طيلة العصور الذهبية، أي القرون الستة الأولى من عمر الحضارة الإسلامية. في ذلك الحين كانت الحواضر المحركة للحياة الاقتصادية والثقافية العالمية موجودة في العالم الإسلامي. علماء أوروبا وفلاسفتها أشادوا بعظمة النبي العربي كثيراً: فولتير، جورج برنارد شو، توماس كارليل، غوته، تولستوين، فيكتور هيغو، ولامارتين.
قال برنارد شو، «على الدوام كنت أكن احتراماً بالغاً للدين الذي دعا إليه النبي محمد (ص). ينبغي أن يُلقَّب بمنقذ الإنسانية. لقد كان مفعماً بالثقة بالله وبرسالته النبوية».
يشير صالح إلى مجموعة كتب غيرت وجه التاريخ، أهمها: «اعترافات» جان جاك روسو، وكتابه «إميل»، و«العقد الاجتماعي» الذي أصبح إنجيل الثورة الفرنسية. وكتاب «مقالة في المنهج» لديكارت، و«نقد العقل في التاريخ» لهيغل، مؤكداً أن الكتب الفلسفية لا تلغي بعضها بعضاً كما تفعل الكتب العلمية. كتاب «أصل الأنواع» لداروين أثار جدلاً وأثار حوله عاصفة هائلة من ردود الفعل ولا يزال. وكتاب «تفسير الأحلام» لفرويد، الذي اكتشف قارة بأسرها، وهي قارة الوعي الباطن المظلم السحيق.
في العالم العربي والإسلامي اليوم أكثر ما نحتاجه هو الكتب التنويرية، وهو نقص حاول سده محمد أركون والمفكر الباكستاني الشهير فضل الرحمن. وأيضاً عبد النور بيدار، الناشط في باريس.
تحت عنوان «كتب يجب أن تقرأ قبل فوات الأوان»، ينقل صالح قولاً للفيلسوف العربي محمد عابد الجابري، متحسراً قبل وفاته: «آه، ليت العمر امتد بي قليلاً. هناك كتب عديدة كنت أشتهي قراءتها قبل أن أموت».
أما الكتب التي ينصح الكاتب بقراءتها فهي: «دون كيشوت» للمؤلف ميخائيل سرفانتس، وهو محاكاة ساخرة للفروسية الإقطاعية، و«ألف ليلة وليلة» وهو أشهر عمل أدبي عربي في الخارج، و«رسالة الغفران» للعبقري أبو العلاء المعرّي. وكتاب «البخلاء» للجاحظ، مؤسس النثر العربي، و«اعترافات» جان جاك روسو، الذي انتقد بحدة الأصولية المسيحية، وتعرض للاضطهاد ولمحاولات اغتيال.
يعد محمد أركون أكبر مفكر في الإسلام المعاصر. كتابه الثاني الذي ظهر سنة 2005 مهم جداً، وهو بعنوان: «النزعة الإنسانية والإسلام». هدف من خلاله أركون للقول إن الإسلام الإنساني الحضاري وجد في الماضي إبان العصر الذهبي، ولكنه اختفى كلياً في أيامنا هذه. فأركون مفكر صعب وعالم متبحر في العلم. يقول أركون إن الحركات الأصولية المعاصرة المهيمنة على الشارع العربي والتركي والإيراني والباكستاني، هي حركات مضادة تماماً للنزعة الإنسانية والحضارية. فهي لا تحترم الكرامة الإنسانية للآخر المختلف عنهم.
إلى اللقاء..