حذر الصحفي والكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي من مغبة عملية برية في رفح، قائلاً إنه " من المستحيل أن تجتاح إسرائيل رفح الآن دون ارتكاب جرائم حرب. وإذا دخل الجيش الإسرائيلي المدينة فسوف تتحول إلى مقبرة".
في مستهل مقاله في صحيفة هآرتس العبرية، يقول جدعون ليفي إن "كل ما يمكننا فعله الآن هو أن نطلب، ونتوسل، ونصرخ: لا تدخلوا رفح! إن التوغل الإسرائيلي في رفح سيكون بمثابة هجوم على أكبر مخيم للنازحين في العالم. وسوف يجر الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جرائم حرب خطيرة".
وقال ليفي المعروف بمواقفه التي تثير سخط الحكومة الإسرائيلية، إن رفح باتت تؤوي حوالي 1.4 مليون نازح، يحتمون في خيام تُصنع أحياناً من أكياس بلاستيكية.
وصعّد الكاتب من انتقاداته لإدارة بايدن قائلاً إنها تقدم نفسها كحارسة للقوانين والضمير الإسرائيلي حيث ربطت بين عملية اجتياح رفح ومخطط "ممرات آمنة" لإجلاء السكان، مؤكداّ أن هذا المخطط مستحيل التنفيذ.
و في مقاله المعنون "التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية غير مسبوقة" أوضح ليفي أن: "من المستحيل نقل مليون شخص، بعضهم قد هُجّر مرتين أو ثلاث مرات، من مكان "آمن" إلى آخر، سرعان ما يتحوّل إلى ميدان قتل. من المستحيل نقل ملايين البشر كما لو كانوا عُجولاً مخصصة للشحن. حتى العجول لا يمكن نقلها بهذه القسوة".
وأكد جدعون ليفي في مقاله أنه لا يوجد مكان يستوعب هؤلاء الملايين من الأشخاص في حال إجلائهم، فقطاع غزة مدمّر ولم يعد هناك مكان يذهبون إليه. وبنبرة لا تخلو من السخرية، أشار ليفي أنه في حال تم تهجير لاجئي رفح إلى منطقة المواصي "كما سيقترح الجيش الإسرائيلي في خطته الإنسانية"، فإن المواصي ستصبح موقع كارثة إنسانية لم نشهد لها مثيلاً في القطاع.
إذ تبلغ مساحة المنطقة 16 كيلومترا مربعا أي أنها بحجم مطار بن غوريون تقريباً، وقال ليفي مستنكراً: تخيلوا غزة كلها محشورة في منطقة المطار!
ويواصل الكاتب الإسرائيلي انتقاداته لخطط نتنياهو قائلاً: "إذا ذهب مليون شخص فقط إلى المواصي، فستبلغ الكثافة السكانية هناك 62.500 شخص لكل كيلومتر مربع. لا يوجد شيء في المواصي: لا بنية تحتية، لا ماء، لا كهرباء، لا منازل. فقط الرمال والمزيد من الرمال، لامتصاص الدم ومياه الصرف الصحي والأوبئة. إن التفكير في هذا ليس مخيفاً فحسب، بل يدل أيضاً على مستوى التجريد من الإنسانية الذي وصلت إليه إسرائيل في تخطيطها".
وفي استعراضه للغطرسة الإسرائيلية، يقول الكاتب: "ستراق الدماء في المواصي، كما سفكت مؤخراً في رفح، الملاذ الآمن قبل الأخير الذي توفره إسرائيل. سيحدد جهاز الأمن بعض المقاتلين التابعين لحماس الذين يجب القضاء عليهم بإسقاط قنبلة تزن طنًا على معسكر الخيام الجديد. وسيُقتل عشرون من المارة، معظمهم من الأطفال. ثم سيخبرنا المراسلون العسكريون، وأعينهم مشرقة، عن العمل الرائع الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في تصفية القيادات العليا لحماس. النصر الشامل قريب، والإسرائيليون سيشعرون بالرضا مرة أخرى".
وخلص الكاتب الإسرائيلي بالقول على الإسرائيليين "المُغيّبين" حسب وصفه أن يستيقظوا، ومعهم إدارة بايدن. معتبراً أن هذه المرحلة هي الأكثر خطورة خلال الحرب، وقال: "يجب على أمريكا أن تمنع غزو رفح بالأفعال لا بالأقوال. هي وحدها القادرة على إيقاف إسرائيل".