أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير نشر اليوم الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي سحب قواته من خان يونس جنوب قطاع غزة "دون تحقيق الهدفين الأساسيين من عمليته العسكرية"، وأن بنيامين نتنياهو يضخم صورة النصر الزائف.
حسب الصحيفة العبرية، يغادر الجنود الإسرائيليون الجزء الجنوبي من قطاع غزة، بعد ثاني أكبر عملية منذ بداية الحرب على غزة، لكن إسرائيل ليست قريبة من تحقيق أهدافها، بل يتوجب عليها الآن مواجهة المزيد من السخط والضغوطات من حلفائها، بسبب العدد المهول من القتلى المدنيين.
وجاء في التقرير أن الجيش لم تعد له قوات مناورة في جنوب قطاع غزة، ولا زال يحتفظ بفريق قتالي واحد من لواء ناحال في الممر الذي يقسم شمال غزة وجنوبها. في حين توجد ألوية إضافية قليلة خارج القطاع، كي تتدخل حسب الحاجة.
وتشير الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبالغون، في تسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في الحملة في خان يونس، حيث يزعمون أنهم دمروا جزءاً كبيراً من كتائب حماس، وقتلوا الآلاف وضربو مواقع القيادة في كل غزة.
وحسب البيانات التي نُشرت بعد 6 أشهر من القتال، يدعي الجيش أنه قضى على نحو 12 ألف مسلح في الحرب، لكن الصحيفة تشير إلى أن الهدفان الأساسيان لعملية خان يونس، لم يتحققا، حيث لا يزال اثنان من كبار مسؤولي حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، طليقين. كما لم يحدث أي انفراج في استعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة، باستثناء إنقاذ اثنين منهم في رفح قبل شهرين.
وتفيد صحيفة هآرتس بأن الجيش الإسرائيلي والشاباك وصلا إلى الأنفاق، التي اختبأ فيها السنوار خلال الحرب، إذ تم العثور على مراكز قيادة حماس ووثائق السنوار الشخصية ومعداته. ومن المحتمل أنه يتجول، منذ ذلك الحين، بين المخابئ الأخرى التي حُفرت عميقا تحت أرض خان يونس.
وترى الصحيفة أنه يجب إخبار الجمهور بالحقيقة، وهي أن القتل والدمار الهائل الذي خلفته القوات الإسرائيلة في قطاع غزة، لا يقربها من أهداف الحرب في هذه المرحلة. وإذا كانت قدرات حماس العسكرية والحكومية تتفكك بشكل تدريجي، لكن هزيمتها ليست وشيكة.
وتضيف الصحيفة " نحن لسنا على بعد خطوة واحدة من النصر" كما ادعى نتنياهو مرة أخرى يوم أمس، دون أي أساس واقعي، وسط استياء متزايد من القادة والجنود، الذين، بغض النظر عن مواقفهم السياسية، يمكنهم كشف الخداع.
وتفيد الصحيفة بأن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة الآن: إما مزيداً من التصعيد مع إيران وحزب الله في أعقاب اغتيال الجنرال حسن مهدوي من الحرس الثوري، أو تقدم مفاجئ في المفاوضات مع حماس بشأن صفقة الرهائن، أو تحرك عسكري جديد في القطاع، مع غزو رفح.
وإلى جانب "النصر الكامل"، يَعِد نتنياهو باجتاح رفح، لكن مثل هذه الخطوة ستتطلب تمركزاً جديداً للقوات في جنوب قطاع غزة، وقبل كل شيء، استكمال خطة لإجلاء عدد كبير من السكان المدنيين، حوالي 1.4 مليون شخص.