منذ أن أطلق الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في شمال غزة، قبل أسابيع، كانت المصادر الفلسطينية تتحدث عن عشرات القتلى من المدنيين كل اليوم، لكن الجيش التزام الصمت حتى جاء كشف صحفي.
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي سيحقق في 16 هجوماً على الأقل وقعت في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، حتى يتلافى التحقيق الدولي مع جنوده بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وذكرت الصحيفة، أن الجيش يحقق فيما إذا كان جنود قد قتلوا مئات الأشخاص في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في انتهاك للقانون الدولي.
وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة الناطق في شمالي القطاع، ذكرت تقارير صحفية أنها تطبيق لما يعرف بـ"خطة الجنرالات" التي تقضي بمحاصرة المنطقة وتطهير السكان منها.
وطرحت هذه الخطة أمام القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، بحسب تقارير في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويبدو أن هذه التحقيقات تهدف بالأساس إلى تخفيف الضغوط الدولية على إسرائيل، وقطع الطريق أمام إمكانية البحث في هذه الجرائم في المحاكم الدولية.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن قائد الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي أنه "لا عودة لأي كان إلى شمال غزة"، متحدثاً عن تلقيه "أوامر بتطهير في المنطقة" وهو ما يرقى إلى جرائم حرب.
المعلومات الفلسطينية
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على حسابه بتطبيق "تلغرام" في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 1800 فلسطيني وأصابت أكثر من 4 آلاف في شمال قطاع غزة، وذلك خلال 30 يوماً من العملية العسكرية الأخيرة.
ومن المرجح أن العدد ارتفع مع استمرار العملية حتى الآن.
وأضاف المكتب، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أحدثت دماراً كبيراً في البنية التحتية وخاصة المستشفيات، فوق الدمار الذي أحدثته هجمات إسرائيلية سابقة خلال الحرب الحالية.
ونقل عن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، حسام أبو صفية قوله: "لقد بدأنا نلاحظ ظهور حالات من سوء التغذية والمجاعة في المنطقة. شمال غزة يتعرض لحرب إبادة، ونحن نعاني في صمت نتيجة الجرائم التي تُرتكب ضدنا".
ما هي خطة الجنرالات؟
كان عسكريون سابقون، على رأسهم الجنرال المتقاعد ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند، قد قدموا في وقت سابق خطة للتعامل مع شمال قطاع غزة، صارت تعرف إعلامياً باسم "خطة الجنرالات".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نشر موقع صحيفة "يديعوت آحرونوت" (واينت) الإسرائيلي، أن الخطة تتألف من مرحلتين بهدف "هزيمة حماس" وتصحيح المسار العسكري الحالي في قطاع غزة، باعتباره "غير مفيد".
وتتضمن المرحلة الأولى تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
ويلي المرحلة الأولى التركيز على العمليات العسكرية التي ستضع حماس "في مأزق".
و أشرف على الخطة، غيورا آيلاند، المشهور بآرائه التنظيرية فيما يتعلق بالقتال في غزة.
وحصل الاقتراح على تأييد عشرات الضباط، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، واستعرضت تفاصيله أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
ويشخص الجنرالات أن إحدى المشكلات في هزيمة حماس ناتجة عن "سيطرتها على المساعدات الإنسانية" في غزة، لذلك تقضي الخطة بتحويل المنطقة الواقعة شمال محور "نيتساريم" إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، وإجبار 300 ألف فلسطيني موجودين حالياً في شمال القطاع على النزوح القسري خلال أسبوع واحد.
بعد ذلك، سيفرض الجيش حصاراً عسكرياً كاملاً، وهذا بحسب الخطة "سيضع المقاتلين الفلسطينيين أمام خيارين: الاستسلام أو الموت".
ويزعم الجنرالات أن الخطة تتوافق مع قواعد القانون الدولي، لأنها تتيح للسكان النزوح من منطقة القتال قبل فرض الحصار.
المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية وبريطانيا ومصادر حكومية فلسطينية