في مقال لها بالإنجليزية، حللت الصحيفة ادعاءات إسرائيل بشأن اغتيال أبناء إسماعيل هنية وأحفاده في غزة، وكيف أن هذا الاغتيال قد يزيد من شعبية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في نسختها الصادرة بالإنجليزية الخميس عملية اغتيال إسرائيل لثلاثة من أبناء وثلاثة من أحفاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
الاغتيال جاء يوم الأربعاء، في أول أيام عيد الفطر، عندما كان أبناء هنية الثلاثة مع ثلاثة من أطفالهم في سيارة في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، حيث قصفتهم مسيرة إسرائيلية وقتلتهم جميعًا.
هآرتس تقول إن الفلسطينيين يرون في هذا الاغتيال عملًا "انتقاميًا" ومؤشرًا على "إحباط" إسرائيل، "وليس عملًا عسكريًا مؤثرًا يهز أعماق حماس بشكل يكفي لإفقادها توازنها".
وتتابع الصحيفة في تحليلها: "لم يكن أبناء هنية مصنفين كمقاتلين يشكل القضاء عليهم اختراقًا استخباراتيًا عميقًا لحماس، وقد عززت الضربة التي استهدفتهم مكانة هنية لدى قيادة حماس والجمهور الفلسطيني."
وبالفعل فقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من انتشار خبر قتل أبناء وأحفاد هنية، الطريقة التي تلقى بها إسماعيل هنية في أثناء تواجده في العاصمة القطرية الدوحة نبأ مقتل أبنائه الثلاثة حازم وأمير ومحمد، بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاده، وبدا في لقطات الفيديو متماسكًا وثابتا، مرددًا عبارة "الله يسهل عليهم". وقد أثار رد الفعل هذا إعجاب رواد مواقع التواصل.
وبعدها بوقت قصير ظهر هنية في مقابلة عبر الهاتف مع قناة الجزيرة قائلًا إن دماء أبنائه "هي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى"، مضيفًا: "كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظًا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم".
وفيما تقول المصادر الفلسطينية إن أفراد أسرة هنية كانوا في طريقتهم لمعايدة الأقرباء بمناسبة عيد الفطر، ادعت إسرائيل أنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ "عمل إرهابي."
وعن ذلك تقول صحيفة هآرتس: "لن يصدق الفلسطينيون، بمن فيهم أولئك الذين يعارضون حماس، هذا الادعاء، خاصة وأن اثنين من الأبناء كان معهما أطفالهما."
أما بالنسبة لمحادثات الهدنة بين حماس وإسرائيل، فإن تأثير اغتيال أبناء هنية لن يكون له بالضرورة تأثير مباشر عليها، وفقًا لهآرتس: "إذا تم إحراز تقدم حقيقي في القضايا العالقة وأظهرت إسرائيل مرونة أكبر، أو إذا تم التوصل إلى حل وسط يمكن أن يقبله الطرفان، فلن يتمكن هنية وحلفاؤه في قيادة حماس من عرقلة الاتفاق فقط بسبب الضربة التي استهدفت أبناءه."
"انتقام مؤقت"
لكن تأكيد هنية عقب قتل أفراد عائلته، أن حماس لن تتراجع عن مطالبها في المفاوضات، قد "يضع عائقًا آخر أمام المفاوضات ويجبر الطرفين على قضاء ساعات وأيام وأسابيع أخرى في محادثات ستطالب فيها حماس بضمانات بعدم استهداف قادتها وعائلاتهم داخل غزة وخارجها"، حسب مقال الصحيفة الإسرائيلية، التي ترجح ألا توافق إسرائيل على هذا المطلب، بل قد يؤدي ذلك حتى إلى تأخير التوصل إلى اتفاق.
وتختم هآرتس بالقول: "في حين أن هنية ربما يكون قد خسر ثلاثة من أبنائه، إلا أنه سيكسب المزيد من التعاطف والدعم الشعبي بفضل العملية الإسرائيلية. ربما تكون إسرائيل قد حققت بعضًا من الانتقام المؤقت، ولكنها تكون قد أبعدت نفسها أكثر عن أهدافها الحربية - ولا سيما تأمين إطلاق سراح الرهائن الـ133."