بعد أسابيع من الحديث حول اقتراب الهجوم الإسرائيلي على إيران، تشير تقارير صحفية إلى أن المرشد الأعلى في الدولة الفارسية، آية الله علي خامنئي، قد أمر الحرس الثوري الإيراني وحلفاءه في المنطقة بالاستعداد لدخول حرب-رغم رغبته بتجنبها- اعتمادًا على نطاق الهجمات الإسرائيلية.
نشرت "نيويورك تايمز" تقريرًا ذكرت فيه أن مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني أفادوا لها بأن المرشد الأعلى آية الله خامنئي أصدر سلسلة من التوجيهات حول كيفية الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي المرتقب، بناءً على نطاقه.
وأشار المسؤولون إلى أن إيران تأخذ بعين الاعتبار حجم ونوعية الهجوم وآثاره المادية والبشرية. فإذا كانت الضربة محدودة، مثل استهداف عدد من القواعد العسكرية أو مستودعات تخزين الصواريخ أو الطائرات المسيرة، فإن إيران قد تغض النظر عن الهجوم. لكن إذا أسفر الهجوم عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، أو استهدف البنية التحتية أو منشآت النفط والطاقة أو المفاعلات النووية، أو اغتال شخصيات بارزة كما ألمحت الدولة العبرية، فإنه لا مجال للتغاضي.
كما أفاد المسؤولون بأن إيران مستعدة لإطلاق أكثر من ألف صاروخ باليستي على تل أبيب، بالإضافة إلى توحيد الجبهات في المنطقة.
ورغم أن إيران لا تزال تفضل عدم الدخول في حرب مباشرة، إلا أن "تجاوزات" إسرائيل في المنطقة، مثل تنفيذ سلسلة من الاغتيالات الأمنية، لا يمكن تجاهلها، كاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في قلب إيران، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وفي إحاطة إعلامية خلال قمة "بريكس" في قازان الروسية، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الرد الإيراني "سيكون مناسبًا ومحسوبًا".
في هذا السياق، تدرك طهران أن دخولها في حرب مباشرة مع تل أبيب قد يكون مكلفًا لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة. كما تأخذ إيران بعين الاعتبار احتمال "إعادة تنشيط الجماعات المتطرفة المسلحة كداعش" في العراق وسوريا في حال دخول البلاد في حرب، وفقًا لتصريحات مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني.