أطلقت أم ثكلى قُتلت ابنتها ذات الـ17 سنة على يد صديقها السابق تحذيراً من أنّ نهاية العلاقة العاطفية هي أخطر مرحلة في حياة المرأة.
لم تتوقف كارول غولد عن المطالبة بتحقيق العدالة وإنصاف النساء اللواتي قُتلن على يد الرجال منذ تعرضّت ابنتها إيللي للطعن والخنق حتى الموت على يد صديقها عندما أنهت العلاقة معه بعد ثلاثة أشهر من المواعدة.
وقد حُكم على توماس غريفيث بالسجن المؤبد وبقضاء مدة لا تقل عن 12 سنة ونصف وراء القضبان في عام 2019 إثر دخوله منزل عائلة إيللي، وإقدامه على خنقها ثم طعنها 13 مرة، ومحاولته جعل الهجوم يبدو انتحاراً عبر غرز السكين في طرف عنقها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأمل السيدة غولد، البالغة من العمر 53 سنة، أن تتصدى المشاورات الحكومية في مسألة جرائم الطعن لثغرة قانونية وتفرض أحكاماً أقسى. في الوقت الحالي، تبدأ أحكام السجن بحق المجرمين الذين يقتلون ضحاياهم طعناً داخل المنزل عند 15 عاماً فيما يُفرض على من يقتلون ضحاياهم خارج المنزل أحكاماً تبدأ عند 25 عاماً على الأقل.
يأتي هذا التحذير فيما تكشف صحيفة "اندبندنت" عن بلوغ معدلات جرائم الطعن بالسكاكين ضد النساء أعلى مستوياتها منذ خمس سنوات بعد حصول الصحيفة على بيانات من 26 وحدة شرطة في إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية من خلال قانون حرية المعلومات.
تخشى السيدة غولد احتمال أن يقدم قاتل ابنتها على إيذاء امرأة أخرى، إذ من المفترض إطلاق سراحه قبل أن يتمّ الثلاثين من عمره.
وقالت والدة الضحية "كانت تواعده منذ بضعة أشهر فحسب. ظهرت علامات الإنذار منذ البداية، فبعد أيام قليلة من المواعدة، بدأ يتكلم عن المبلغ الذي سينفقه عليها في عيد ميلادها وكان شديد التعلق بها في المدرسة ومتملّكاً".
"والغريب أنه كذب عليها وقال إن عائلته تملك منزلين فاخرين (أو فيلا)، إحداهما في مايوركا وفيها حمام سباحة. من الواضح أنه كان مصاباً بالكذب القهري".
"كانت العلاقة الأولى لها، لذلك أثار الموضوع حماستها منذ البداية وكانت تلتقي به معظم الليالي بعد المدرسة".
تقول السيدة غولد إن غريفيث شعر بالغيرة من احتمال انتقال إيللي بعيداً من أجل متابعة دراستها الجامعية "أفصح لي أصدقاؤها عن مبالغته في التشبث بها داخل القاعة المشتركة وأنه كان يتحدث عن الزواج وإنجاب الأطفال".
"قبل يوم من وقوع الحادثة كانت تلعب لعبة في القاعة المشتركة وارتفع قميصها بعض الشيء، فقام بشدّه إلى الأسفل".
"طلبت منه أن يبتعد عنها ولا بد أن ذلك لم يرق له أبداً. أخبرتني بالموضوع وقلت لها إنه يبدو شديد التملّك وسألتها عما تريد أن تفعله، فأجابتني بأنها سوف تحلّ الموضوع".
في اليوم التالي، بعدما أنهت إيللي العلاقة عن طريق رسالة نصية، قتلها غريفيث داخل منزل عائلتها.
بعد التفكير ملياً في هذه العلاقة السامة، قالت السيدة غولد "إن نهاية العلاقة العاطفية هي أخطر مرحلة في حياة المرأة".
فقد نيك غازارد هو الآخر ابنته هولي بعدما طعنها صديقها السابق العنيف 14 مرة داخل مكان عملها في صالونٍ لتصفيف الشعر في غلوستر.
حاولت الصبية ذات العشرين عاماً أن تقطع علاقتها بآشر ماسلين بعدما بدأ بإساءة معاملتها لكنه أمطرها برسائل التهديد.
وقال والدها "كانت تردها الاتصالات بشكل متواصل لدرجة أنها اضطرت إلى إطفاء هاتفها ليلاً، وتلقّت رسائل نصية باستمرار وكان يظهر أمامها كلّما خرجت مع أصدقائها".
أسّس السيد غازارد، 59 سنة، صندوقاً ائتمانياً لذكرى ابنته، وظيفته تثقيف الآخرين بشأن مؤشرات الإنذار بوجود علاقة مسيئة. وفي تعليقه على ازدياد العنف ضد النساء والفتيات قال "عاشت في منزلي، تحت سقفي، لكننا لم نكن نعلم أبداً ما يجري معها. والآن نفهم علامات التحذير، كانت تردها اتصالات بوتيرة مستمرة وكان يظهر دائماً أمامها عندما كانت برفقة أصدقائها".
"ما يعتقده كثيرون هو أن 'ذلك لن يحدث معي' لكن التعنيف الأسري ليس انتقائياً ولا يهم مدى ثرائك وأي بيئة تأتي منها ولا عمل والديك".
وشرح السيد غازارد هواجسه بشأن الرجال المثيرين للجدل الذين يُعتبرون قدوة للآخرين على الإنترنت ويعتقد أنهم أسهموا في زيادة الآراء المتحيّزة ضد النساء والفتيات.
"بعض المؤثرين الموجودين على الساحة لا يمثّلون قدوة جيدة للرجال وأعتقد بأن المواقف السلبية للرجال تجاه النساء قد ازدادت. نرى ونسمع تعليقات ذكورية كارهة للنساء أكثر من ذي قبل".
"نحتاج إلى الارتقاء بدرجة الوعي حول هذه القضايا وتسليح الأفراد بأدوات تتيح لهم التدخل بشكل آمن عندما تحدث هذه الأمور سواء جسدياً أو لفظياً. علينا تقديم المزيد من الدعم للنساء".
كما حمّل السيد غازارد مسؤولية تفاقم الأزمة لقلة التمويل في كل مجالات الخدمات الاجتماعية ومنها المجالس المحلية وأجهزة الدعم والشرطة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية والمنظمات الخيرية.
وقال "لا يمكننا الحصول على أي تمويل كي نتمكّن من القيام بواجبنا. من دون المنظمات الخيرية مثل منظمتنا، سنكون في فوضى هائلة، فالدعم منعدم من الحكومة وعلينا جمع التمويل بأنفسنا وهذه المهمة تصبح أصعب وأشقّ بسبب التقشف والأزمة المعيشية".
قُتلت فاليري فورد وابنتها جهزرة البالغة من العمر 24 شهراً طعناً على يد شريكها السابق رولاند ماكوي في مارس (آذار) 2014.
حاولت السيدة فورد هي الأخرى الفرار من شريكها السابق وقدمت بلاغاً لشرطة العاصمة عن إساءته قبل ستة أسابيع من مقتلها. لكن الشرطة سجّلت الحادثة باعتبارها 'تهديداً على الممتلكات' بدل التهديد على الحياة.
كانت الأم قد أعطت شريكها السابق مهلة حتى 31 مارس لكي يغادر المنزل، لكنها في ذلك اليوم شعرت بالخوف من تصرفات ماكوي واتصلت هاتفياً بابنتها الثانية التي اتصلت بدورها بالشرطة عند سماعها صراخاً.
أما شرطة العاصمة، "فقد خذلت الضحيتين بعدما وصلت إلى المكان وغادرته بعد ست دقائق"، بحسب النتيجة التي توصلت إليها لجنة مستقلة تنظر في الشكاوى المقدمة ضد الشرطة في يونيو (حزيران) 2021.
وقالت قائدة الشرطة لوسي دورسي حينها "لقد اعتذرت لعائلة فاليري عن تقصيرنا خلال التحقيق في الاعتداءات التي تعرضت إليها فاليري".
"لا يمكنني أن أتخيل حتى مدى صعوبة هذه الفترة على عائلة فاليري والأثر الذي تركته عليهم، وما يزالون يشعرون به".
"أُجريت مراجعة مستقلة كذلك. سوف يساعدنا ما تعلمناه من تلك المراجعة في طريقة التعامل مع الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في مجتمعنا، أولئك الذين يتعرضون للتعنيف الأسري".
وقالت نغوزي فولاني، التي أسست منظمة Sistah Space (مساحة للأخوات) التي تناصر قضايا النساء السود من ضحايا التعنيف الأسري بعد هذه الوفيات "ازدادت كثيراً عدد البلاغات التي تردنا عن هجمات بالسكين أو بأدوات حادة. نجد أنّ المعتدين من كافة الخلفيات وفئات المجتمع يستخدمون الأسلحة".