نهائي أبطال أوروبا – "باستثناء قتله".. لديك مهمة واحدة هي إيقاف هالاند؟ كيف تفعل ذلك

منذ 1 سنة 153

"ماذا أيضا كان ينبغي علي فعله لإيقافه؟" سأل خافي مونتيرو نفسه.

وأضاف "صدقا لست متأكد، باستثناء قتله".

المدافع الإسباني كان يتحدث عن مراقبته لإرلينج هالاند في مباراة بيشكتاش وبروسيا دورتموند في دور المجموعات في موسم 2021-2022 والتي انتهت باكتساح الفريق الألماني لنظيره التركي 5-0.

فاز دورتموند في تركيا 2-1 وفي العودة اكتسح منافسه 5-0، وفي مجموع المباراتين سجل هالاند ثلاثة أهداف.

هدف دورتموند الرابع في مباراة الخماسية يوضح قوته التهديفية التي لا يمكن كبتها، مونتيرو قام بكل شيء صحيح يمكن أن يقوم به أي مدافع، ومع ذلك النهاية كانت حتمية، هالاند سجل هدفا.

ويعود هالاند إلى تركيا مجددا اليوم ولكن ليس مع دورتموند بل مع مانشستر سيتي ليواجه إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب أتاتورك الأولمبي.

شبكة "ذا أثليتك" الأمريكية نشرات تقريرا مطولا عن كيفية إيقاف هالاند وكيفية تطوره في رأي بعض المدافعين الذين واجهوه في مختلف مراحله العمرية ويستعرضه FilGoal.com.

في المباراة التي جمعت بين دورتموند وبيشكتاش في ألمانيا كان هالاند بديلا.

وعلق خافي مونتيرو على الواقعة ضاحكا "عندما وجدناه بديلا قلنا شكرا لله".

وأضاف "لقد كان ذلك الأمر بمثابة مصدر ارتياح لنا، لكنه سجل هدفين بمجرد مشاركته، لقد قلت لنفسي، تبا".

وواصل مونتيرو حديثه "لقد كان مذهلا، كان لدي شعور بالخطر مع كل كرة يلمسها في منطقة الجزاء، في كل مرة يلمس فيها الكرة تقريبا، ينتهي الأمر بهدف".

في بداية الهجمة التي سجل منها هالاند هدفه الأول في المباراة والرابع لدورتموند كان يتمركز المهاجم النرويجي خارج منطقة الجزاء ورويدا رويدا بدأ يتوغل إلى داخلها استعدادا للانقضاض على العرضية المتوقع قدومها من الناحية اليسرى.

سبق هالاند مونتيرو على الزاوية القريبة للمرمى وهنا العرضية لم تُرسل ليعود إرلينج للخلف.

ومع عودته للخلف وجد تدخلا قويا من مونتيرو مع وصول مدافع آخر من بيشكتاش، بدا أنه لن يسجل ولكنه في النهاية هز الشباك.

وعاد الحديث لمونتيرو وقال: "كنا نتصارع قبل إرسال الكرة، في لحظة الاشتباك قلت لنفسي لقد تمكنت منه والأمر معقد له ليسدد لأنه عالق إلى جانبي".

واستدرك "لكنه يتقدم ويتوقف مؤقتا ومع وصول العرضية سجل الهدف".

وقال مونتيرو: "الأمر كان صعبا للغاية لمتابعته لأنه عاد للخلف وتقدم وذهب لليسار".

سجل هالاند 86 هدفا في 92 مباراة مع دورتموند لكنه لم يكن الوحش الذي أصبح عليه حاليا مع مانشستر سيتي.

في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي كسر عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد وسجل 52 هدفا في كل البطولات بمعدل هدف كل 78 دقيقة.

بعمر الـ22 سجل هالاند 208 هدفا في مسيرته وقد يساهم في فوز سيتي بالثلاثية التاريخية للمرة الأولى في تاريخ النادي إن استطاع اختراق دفاع إنتر ميلان الليلة.

أما عن مباراة الذهاب في تركيا التي انتهت بفوز دورتموند 2-1 قال مونتيرو ضاحكا: "راقبت هالاند جيدا وتوقعت تحركاته بالكرة جيدا كذلك، كنت قويا وتفوقت عليه في كل صراع تقريبا، ورغم ذلك سجل هدفا أيضا".

وشدد "بوضوح في ذلك الوقت لم يكن هالاند أفضل لاعب رقم 9 في العالم، لكنه كان بين أفضل ثلاثة".

خافي مونتيرو ضد هالاند

لم يكن هناك الكثير من المرات التي واجه فيها مونتيرو هالاند منفردا لكن في الشوط الثاني تسلم هالاند الكرة والتف بها من حول مونتيرو نفسه ليمرر إلى جود بيلينجام.

وأردف مونتيرو "الأمر معقد حقا للغاية لإيقافه، لا تعرف كيف تدافع ضده".

وأكمل "يجب أن تكون منتبها لكل شيء يقوم به، إن دافعت أمامه بدافع متقدم فهو سريع للغاية في المساحات".

واستدرك "لكنني لاحظت أيضا مدى قوته عندما يتسلم الكرة بين المدافعين ويستحوذ عليها".

ومع جلوس هالاند احتياطيا في لقاء الإياب بين الفريقين في ألمانيا قال مونتيرو: "قلنا شكرا لله، كان الأمر مصدر ارتياح لنا، لكنه سجل هدفين بمجرد مشاركته، قلت تبا، لقد كان مذهلا، كان لدي شعور بالخطر مع كل كرة يلمسها".

مونتيرو كان واحدا من بين خمسة مدافعين تحدثوا عن كيفية مواجهة هالاند.

في شهر مارس 2018 كان هالاند بدأ موسمه الأول بشكل احترافي مع مولدي النرويجي قادما من صفوف براين.

لم يكن هالاند ذلك الاسم المشهور الآن، لكن بالنسبة لأيدان ويلسون مدافع استقلنا تحت 19 عاما آنذاك كان مواجهة إرلينج بمثابة صدمة لنظام فريقه.

وقال ويلسون: "لقد كان ضخما، طويل ولكنه هزيل، وسريع كذلك".

وأكمل "كنت في المقدمة في نفق الملعب وهو في الخلف، لذا لم أشاهد حجمه وعند انطلاق المباراة كنت قويا وسريعا بالنسبة لعمري، لكنه كان أكثر تطورا من بقيتنا".

فاز منتخب النرويج 5-4 على اسكتلندا وسجل هالاند هاتريك من بينهم هدفين من ركلة جزاء.

وأكمل ويلسون حديثه "كان قويا للغاية ويجعلك تقف على أصابع قدميك ويباغتك ويمسك بك، كنت معتادا على كرة القدم للشباب لكنه كان لديه الجانب الآخر منذ صغره، لقد كان يريد تسجيل الأهداف طوال الوقت".

وشدد "يمكن أن تشعر بهذا الجوع للأهداف حرفيا طوال الوقت".

تطورت بنية هالاند الجسدية كثيرا منذ عام 2018 وتحسن كثيرا.

وعاد الحديث للمدافع الأسكتلندي وقال: "لم يعد للخلف أو يتسلم الكرة لم يتدخل كثيرا في المباراة، بل كان يبقى بين المدافعين وينتظر لتتطور الهجوم، كان يفكر طوال الوقت وكأنه يستريح لذا كان طوال الوقت لائقا للاستمرار بقوة في اللقاء".

وأردف "بمجرد شمه للخطر كان بإمكانه الركض خلفنا وكان يبتعد عنا، كان انفجاره مخيفا".

كان اسم هالاند بدأ يتردد في أوساط كرة القدم النرويجية في مراحل الشباب ولكنه لم يسجل سوى أربعة أهداف فقط على المستوى الاحترافي إلى أن جاء وقت وواجه مواطنه والمدافع المخضرم توري ريجينيوسن.

كان مولدي –فريق هالاند- يتأخر في النتيجة 3-0 ضد روسينبورج مع تبقي 35 دقيقة على نهاية اللقاء وشارك هالاند صاحب الـ17 عاما آنذاك.

وقال ريجينيوسن ضاحكا: "كان مازال صغيرا في السن كان ضخما لكن لم يكن لديه تلك القوة البدنية لذا تفوقت عليه، ركلته خارج الملعب وتم تسجيل ذلك، سأحتفظ به لأجعل أحفادي يشاهدون اللقطة".

واستدرك "بإمكاني القول وقتها إنه كان لديه مقومات كل شيء، فعادة أنت تواجه أحد المهاجمين يكون سريعا ولكنه ليس قويا، قويا ولكنه ليس سريعا، يستطيع المراوغة بشكل مميز لكنه لا ينهي الفرص جيدا".

وأردف "أما هالاند فهو كان جيدا في كل شيء وهذا يجعل إيقافه صعبا للغاية، هو لديه ذلك الجوع لتسجيل الأهداف بشكل لم أشاهده من قبل".

بعد خمسة أشهر التقى ريجينيوسن بهالاند مجددا ويتذكر الأول كيفية تطور إرلينج سريعا خلال تلك الفترة خاصة بعد تسجيله لسوبر هاتريك ضد فريق بران ما جعل الجميع يبدأ في متابعة اللاعب جيدا.

وقال ريجينيوسن: "لقد أعطانا وقتا صعبا طوال المباراة، في تلك المباراة أدركت جيدا أنه سيصبح لاعبا في القمة، فبالنسبة للاعب صغير السن كان توقيت إنهائه للفرص جيدا للغاية لدرجة أنه من الصعب جعله يقع في التسلل".

وواصل "بعض اللاعبين يحتاجون للمساحات لكنه يحتاج لمساحة صغيرة للغاية وذلك سبب توقيت إنهائه للفرص وتوقعه للتمريرات".

واستدرك "ضرباته الرأسية لم تكن جيدة في ذلك الوقت لكن تطوره كان سريعا للغاية لدرجة تشعر معها أنه ليس لديه نقاط ضعف، في كل مرة يرتقي فيها لمستوى أعلى يتطور تدريجيا".

في ختام عام 2019 كان هالاند بدأ يصبح معروفا للكرة الأوروبية مع تألقه مع ريد بول سالزبورج النمساوي خاصة في دوري ابطال أوروبا قبل أن ينتقل إلى دورتموند في يناير 2020.

في شهر أكتوبر من ذلك العام قاد هالاند هجوم النرويج ضد أيرلندا الشمالية في دوري الأمم الأوروبية.

في ذلك الوقت كان دانييل بالارد مدافع أيرلندا يبلغ من العمر 20 عاما وحظي بظهوره الدولي الأول قبل مواجهة هالاند بأسبوع.

ومع نهاية الشوط الأول من المباراة التي اكتسحت فيها النرويج نظيرتها أيرلندا الشمالية 5-1 يؤمن بالاند أن هذا كان أصعب اختبار واجهه في مسيرته حتى ذلك الوقت.

دانييل بالارد ضد هالاند

وقال بالارد: "لم أكن لعبت الكثير من المباريات على المستوى الاحترافي في ذلك الوقت، لذا كان سلوكه في النفق مثل سلوك النجوم، عادة يبدون مرتاحين وهادئين لكن في قمة تركيزهم".

وأكمل "لقد بدا هالاند مخيفا، كان ينظر إلى كل منا في عينه، ربما لم يكن يحاول إثبات وجوده بذلك، لكن هكذا شعرنا".

وفي الملعب جعل هالاند في شعور بالارد بضعف لم يختبره من قبل.

وواصل "لقد كنا نلعب بأربعة لاعبين في الدفاع ومباشرة عرفت أنني لم أواجه ذلك الأمر من قبل، لقد ركض ثلاث أو أربع مرات وسبقني، لم يحصل على الكرة لكنه جعلني أرتبك".

وتابع المدافع الأيرلندي حديثه "كان هناك أحد اللقطات حيث كنت أركض خلفه ولكن ليس بطريقة سريعة بما يكفي لتأكدي أن الكرة ستخرج من الملعب، لكنه لم يستسلم واحتفظ بها لقد شعرت بالقليل من الصدمة".

وأكمل "في كل مرة حصلت النرويج فيها على الكرة كان يصل لسرعته القصوى مباشرة، هذا يؤثر عليك ويجعلك تفكر مرتين فأنت من المفترض تكون خط دفاع ثابت وتعود للخلف قليلا مع هجوم الخصم، لكن مع حصوله على الكرة فينتهي بك الأمر لا تفعل أي شيء أمامه".

وشدد "لم ألعب أمام شخص ضخما مثله ولديه تلك التحركات والحدة التي يتمتع بها مهاجم ذو بنية جسدية صغيرة، الأمر كان مخيفا أحيانا فهو أحيانا لا يتحرك وفجأة ينطلق من سرعة 0 إلى 100 وهو ما يفاجئك".

وأردف "أتذكر أنني كنت أنظر إلى الساعة مرتبكا بعدما سجل هدفين، فهو بالكاد لم يلمس الكرة".

هدف هالاند الأول في المباراة جاء بعد تمريرة طولية ثم تهيئة من زميله أليكساندر سورلوث لدرجة أنه أطلق تسديدة قوية وكأنه لم يجعل الكرة تلمس أرضية الملعب.

وعلق بالارد على ذلك الهدف ضاحكا "أتذكر أن الكرة شتتها بفخذي وكنت سعيدا بالموقف لأنني أبعدتها عن الخطورة".

المواجهة الثانية بين النرويج وأيرلندا الشمالية انتهت بفوز الأول 1-0 لكن الأخيرة تعلمت من الدرس جيدا ولعبوا بخمسة لاعبين في الدفاع للحد من انطلاقات هالاند.

لعب بالارد 87 دقيقة في تلك المباراة وبدا سعيدا بأدائه خلالها.

لكن في إحدى اللقطات انطلق هالاند مسرعا ليحصل على تمريرة وهو يؤمن أن ذلك يوضح قدرة إرلينج على زرع نفسه والخوف منه في رأس منافسيه.

وقال بالارد: "تستطيع رؤية مدى تركيزي عليه ووضعي الجسدي في محاولة منعه أحاول أمسك به وأمسك به فعلا لكنه يوقعني في عالم من المتاعب".

وأردف "هذه نتيجة لما حدث من المباراة الأولى بيننا ومعرفتي بمدى خطورته، أشعر بالذعر نوعا ما وأحاول منعه من الركض لكنه قوي جدا لدرجة أنه يمكن أن يتسبب في طردك".

واختتم بالارد حديثه "في مباراة كبرى مثل تلك فأنت تكون على حافة الهاوية، لذا فإن وجوده هناك يجعلك تفعل أشياء لا تفعلها عادة، هذا ما يمكن أن يفعله لك".

التقى تيمو بومجارتل لأول مرة مع هالاند في 2020 في مباراة بين ألمانيا والنرويج للشباب.

في ذلك الوقت يعتقد بومجارتل أن هالاند "مهاجم جيد ولكنه ليس مذهلا".

لكنه حينما واجهه مجددا في مباراة دورتموند ويونيون برلين الموسم الماضي يتذكر الحديث الذي دار في حافلة فريقه حول الظاهرة التي شاهدوها لتوهم.

وقال بومجارتل "الفارق كان ضخما".

وأوضح "لقد تطور في كل شيء، في 2020 أسلوبه لم يكن أفضل شيء وتعين علينا وضع لاعبين لمراقبته، أنا كمدافع ولاعب من خط الوسط يلعب كرقم 6 لذا لا يستطيع مواجهتك وحدك".

واستدرك "لكن حينما واجهته مع يونيون برلين كان قد تعلم كيف يلعب برأسه وكيف يحمي الكرة وكيف يسدد بقدمه اليمنى، لقد تطور حتى جسديا".

تيمو بومجارتي ضد هالاند

يلعب يونيون برلين بخمسة لاعبين في الدفاع وحاول الفريق منع هالاند من الركض في المساحة الخالية لكن ذلك سمح لدورتموند بإرسال العرضيات ليسجل هالاند برأسية.

وقال بومجارتي: "لقد تحرك خلفي وهنا يصبح من الصعب الدفاع ضده، فأنت لا تستطيع اتباعه في كل مكان لذا هناك دائما مساحة صغيرة بين المدافعين".

وواصل "روبرت ليفاندوفسكي يحب اللعب أكثر داخل منطقة الجزاء، أعتقد أن هالاند تعلم منه الكثير في تلك الجزئية".

هدف هالاند الثاني في تلك المباراة كان مذهلا، جاء بعد خروج بومجارتي وفاز بسباق سرعة قبل تسديد كرة ساقطة من أعلى الحارس.

وتابع بومجارتي حديثه "المشكلة تتمثل في كونه لم يأخذ حيزا من المباراة واللعب، ولكنك دائما تفكر فيه لدرجة تجعل الآخرين يحصلون على المساحات، لذا تركز عليهم وتترك مركزك وهنا هو يجد المساحات".

وأكمل "لقد تحدثنا عن مدى كونه لاعبا مذهلا، حتى من لم يلعب قالوا إنهم شاهدوا مدى تركيزه في عمليات الإحماء وكيف كان يتحلى بالغضب، لقد كنا نجلس في الحافلة ونتعجب كيف لشخص ما يكون جيدا جدا".

يؤمن بومجارتي أن حارس مرمى الخصم يجب أن يتصدى لأكبر عدد ممكن من العرضيات، وأن يخرج قليلا من مرماه ليقلل المساحة خلف المدافعين حال إرسال تمريرات بينية.

وأوضح "أنطونيو روديجير كان مثالا جيدا في مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي، لقد تحلى بالحدة، أعرف روديجير جيدا لقد حفز نفسه ولكن في النهاية أنت تفعل أفضل ما لديك وتحاول إرباك إيقاع هالاند، فهناك لقطة أو لقطتين يمكن أن يسجل منهما".

وعن هل هناك أي نصيحة يود توجيهها لمدافعي إنتر ميلان قبل ملاقاة هالاند.

أجاب خافي مونتيرو "فقط لا تجعلوه يركض بحرية".

الضحك الذي انهمر فيه مونتيرو يحكي قصته أمام هالاند.