أشار الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله إلى "أنّنا كشعب لبناني وكدولة ووطن، مصلحتنا عندما يكون في جوارنا عدو مغتصب ألا يكون قويًا، بل أن يكون مستنزَفًا وضعيفًا ومردوعًا".
ولفت نصرالله، في كلمته خلال الاحتفال التّكريمي الّذي يقيمه "حزب الله" في ذكرى يوم الجريح، إلى أن "المصلحة الوطنية اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية قبل المصلحة الوطنية الفلسطينية، هو أن تخرج إسرائيل من هذه المعركة مهزومة".
وشدد أمين عام حزب الله على أن "خروج إسرائيل منتصرة من الحرب خطر على دول المنطقة وبالدرجة الأولى على لبنان، لذا ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية مسؤولية وطنية".
وإذ رأى نصرالله أن "هناك أطرافًا لديها أحكام مسبقة أيًا كانت الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه وهمي"، شدد على أن "القول بأن الجبهة اللبنانية لا جدوى منها ولا تخدم غزة هو أمر كارثي".
وتطرق نصرالله إلى موضوع الجدل الحاصل في لبنان حول القرى الجنوبية الحدودية، واعتبر أنه "يجب عدم تحويل المشكلة إلى جدال طائفي وعدم تحميل مسؤولية أي موقف لطائفة معينة"، مشيرًا إلى أن "الانقسام حيال إسرائيل موجود في لبنان منذ نشوء كيان الاحتلال وهناك شهداء مسيحيون ومسلمون في مواجهته".
وقال: "من يتحمل العبء الأول في المواجهة على الجبهة اللبنانية هم أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب"، مضيفًا: "تقديم القرى الحدودية لهذه التضحيات يعبر عن الإرادة الحقيقية للأغلبية الساحقة وهو أمر عابر للطوائف".
من جهة أخرى، أشار أمين عام حزب الله إلى أن "زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو حماية إسرائيل وإعادة المستوطنين إلى الشمال"، مشيرًا إلى أن "هذه الوفود لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة، وهي تتبنى بالمطلق الورقة الإسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان".
وكرر نصرالله تشديده على أن "الجبهة اللبنانية لن تهدأ إلا في حال توقفت الحرب على قطاع غزة"، موضحًا أن "الجبهة في جنوب لبنان هي ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو وإضعافه حتى يوقف العدوان".
وقال: "العدو ليس في موضع فرض الشروط على لبنان بل هو الضعيف والمأزوم، والمكاسب السياسية التي يتم التلويح بها لنا من هنا وهناك لن تؤثر علينا ولن تجعلنا نوقف الجبهة".
ورد نصرالله على وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أشار سابقًا إلى أن الحرب مع لبنان لن توقف مع انتهاء الحرب في غزة قائلًا: "إذا لم ترد وقف الحرب معنا فأهلاً وسهلاً، وإذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا".
وختم قائلًا: "نتابع كل التطورات في المنطقة وكل الاحتمالات مفتوحة ونحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة".