نشطاء يعلنون التعرف على 500 جثة لمدنيين مُلقاة بشوارع غرب دارفور وآلاف آخرى مجهولة

منذ 1 سنة 167

(CNN)-- يكافح سكان الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور التي مزقتها الحرب، لدفن موتاهم مع احتدام العنف في أنحاء المدينة.

ويقول النشطاء إنه تم التعرف على 500 جثة في جميع أنحاء المدينة، وإنهم يعتقدون أن "آلاف" الجثث الأخرى في الشوارع وداخل المنازل، لا تزال غير مدفونة.

وقالت نقابة المحامين في دارفور إن جثث القتلى في المدينة "ما زالت منتشرة في الشوارع وداخل المنازل والمرافق العامة والمساجد"، وإن غالبية السكان غادروا المدينة، حسبما ذكرت إذاعة "Dabanga" الإعلامية السودانية المستقلة، على موقعها على الإنترنت.

كما تحدث سكان ومنظمات المجتمع المدني عن الجثث التي تُركت في الشوارع في وقت سابق من هذا الشهر، قائلين إنه لا يمكن جمع العديد من الجثث للدفن بسبب القتال العنيف في المدينة.

ولم تتمكن CNN من التحقق بشكل مستقل من التقارير بسبب انقطاع الاتصالات المستمر في المنطقة، وقد تواصلت مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للحصول على تأكيد.

وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم في مقابلة مع قناة "الحدث" السعودية، السبت، إن 3000 شخص على الأقل قُتلوا في أنحاء السودان، منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/ نيسان الماضي.

واندلع القتال في منتصف أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وأضاف إبراهيم أن المعلومات عن الضحايا من دارفور محدودة، بسبب انقطاع الاتصالات.

إساءة معاملة الفارين

وقال كمال الدين، الناشط في دارفور، لراديو Dabanga، إن الأشخاص الفارين من الجنينة للعثور على ملاذ في تشاد المجاورة، واجهوا أيضا "انتهاكات مروعة" في الطريق، بما في ذلك عمليات قتل.

وذكر تقرير سابق لشبكة CNN، أن قوات الدعم السريع أطلقت النار على امرأة حامل لعدم امتلاكها نقودا كافية للسماح لها بالخروج الآمن من دارفور.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، إن حوالي 15 ألف لاجئ سوداني فروا من ولاية غرب دارفور، ووصلوا إلى بلدة أدري التشادية على مدى أربعة أيام، وحاول آلاف يائسين الهروب من المنطقة.

وأضافت المنظمة في بيان: "أفاد العديد من الوافدين برؤية أشخاص قُتلوا بالرصاص أثناء محاولتهم الهروب من الجنينة عاصمة غرب دارفور".

ولم تذكر منظمة أطباء بلا حدود الجهة المسؤولة عن القتل، لكن كمال الدين ألقى باللوم على قوات الدعم السريع في الهجمات على الفارين.

وفي الأسبوع الماضي، قالت قوات الدعم السريع لشبكة CNN، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني، إن العنف في غرب دارفور نتيجة "الاشتباكات القبلية" التي أدت إلى "خسائر في الأرواح الأبرياء ونزوح واسع النطاق ومعاناة إنسانية هائلة".

ونفى اللواء محمد حمدان دقلو الشهير باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، اتهامات بالمسؤولية عن أعمال العنف، ووجه أصابع الاتهام إلى القوات المسلحة السودانية، لتأجيج ما اعتبره صراعا "قبليا".

وتتسق التقارير حول الفظائع التي ارتكبها مقاتلو قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهم، والتي تم تحديدها بوضوح من خلال زيهم الرسمي، مع عشرات الشهادات، وتشمل القتل التعسفي، والتدمير الشامل للبنية التحتية المدنية الحيوية، ونهب المنازل والمستشفيات، وحتى الاغتصاب الجماعي.

وطلب مستخدمو إحدى مجموعات "الجنينة" الشهيرة على فيسبوك معلومات عن أفراد الأسرة داخل المدينة وما إذا كانت الاتصالات قد تمت استعادتها.

وكتب أحد المستخدمين ردا على سؤال على شبكات الهاتف: "حتى إذا تمت استعادة (الاتصالات)، فهل هناك من تبقى للاتصال به؟"