أفاد عدد من النشطاء أن قوات الدعم السريع قتلت 124 شخصًا على الأقل في سلسلة من الهجمات على قرية السريحة، يوم الجمعة، في واحدة من أكثر الحوادث دموية منذ 18 شهرًا.
وعقب استسلام الضابط البارز في قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل يوم الأحد الماضي، قال نشطاء إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات انتقامية في الولاية التي ينحدر منها الضابط، مما أسفر عن مقتل واعتقال عدد من المدنيين وتشريد الآلاف.
وذكرت مجموعة مؤيدة للديمقراطية تعرف باسم "لجان مقاومة مدني"، يوم السبت أن قرية السريحة في شمال الولاية شهدت أسوأ أعمال العنف الأخيرة عندما قتل 124 شخصا على الأقل وأصيب 100 آخرون في غارة لقوات الدعم السريع.
وتظهر صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الجثث والمقابر الجماعية التي يتم حفرها.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان لها يوم الجمعة، الجيش بتسليح المدنيين في الجزيرة واستخدام قوات تحت قيادة كيكل، مما دفعها لشن هجماتها.
وسيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من السودان في صراع مع الجيش تقول الأمم المتحدة إنه تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقد أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، وأصبح أكثر من نصف السكان يعانون من الجوع.
بدأت الحرب في نيسان/ أبريل 2023 عندما اندلعت التوترات بين قوات الدعم السريع والجيش، اللذين كانا يتقاسمان السلطة في السابق، وتحولت إلى صراع مفتوح في وقت كان من المفترض أن ينتقل السودان إلى الحكم المدني بعد انقلاب 2021.
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، في بيان لها، إنها تلقت تقارير عن قيام جنود قوات الدعم السريع باغتصاب النساء في قرى الجزيرة كتكتيك لإذلال الرجال وطرد الناس من المنطقة.
ونشر الجنرال في الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عبر منصة إكس في وقت متأخر من يوم الجمعة أنه كلما أريق المزيد من دماء المدنيين، ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومة قوات الدعم السريع. لكن تعليقاته قوبلت بموجة من الانتقادات بأن الجيش لم يحمِ المدنيين في الجزيرة أو في أي مكان آخر في البلاد.
وقال اتحاد الأطباء السودانيين، داعياً إلى توفير ممرات آمنة: "يتعرض أهالي الجزيرة لإبادة جماعية من قبل قوات الدعم السريع، ويستحيل علاج المصابين أو حتى إجلاؤهم للعلاج. من غادروا مشياً على الأقدام ماتوا أو يواجهون الموت".
وإن قوات الدعم السريع متهمة من قبل الولايات المتحدة وغيرها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، خاصة في غرب دارفور. كما يُتهم الجيش أيضاً بارتكاب جرائم حرب بعد قيامه بحملات قصف جوي واسعة النطاق أدت في كثير من الأحيان إلى ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين دون أن تؤدي إلى ردع قوات الدعم السريع.