أثار مشهد مصور يظهر "استسلام جنود مصريين" في قاعدة مروي شمال السودان استياء واسعا في الشارع المصري خلال الساعات الماضية، وانهالت التعليقات التي تطالب السلطات باتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة القوات المصرية.
وكانت قوات الدعم السريع التي تشتبك مع الجيش السوداني، قد نشرت الفيديو في وقت سابق وقالت إنه يظهر جنودا مصريين وهم يسلمون أنفسهم للمجموعة شبه العسكرية التي تحتل مكانة بارزة في السودان، ونشرت مقطعا آخرا يظهر فيه عشرات العناصر، بعد أن ألقي القبض عليهم وهم يجلسون وأيديهم فوق رؤوسهم في دلالة على "استسلامهم".
وفي أول تعليق للقوات المسلحة المصرية، أصدر المتحدث باسم الجيش بيانا قال فيه إن "القوات المسلحة المصرية تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية، وفى إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائهم فى السودان، جارى التنسيق مع الجهات المعنية فى السودان لضمان تأمين القوات المصرية . وتهيب القوات المسلحة المصرية الحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية".
وتحول التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، اللذين أطاحا معا بالمدنيين من السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، إلى مواجهات عنيفة السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.
وتتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة في مناطق عدة في البلاد، فيما تدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع، القوة التي كانت معروفة "بالجنجويد" في عهد عمر البشير، وقاتلت الى جانب قواته في إقليم درافور، قبل أن تتحوّل الى قوة رديفة للجيش بعد الإطاحة بالبشير وتقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين لوقت قصير.
بدوره، انتقد الصحفي المصري أسامة جاويش تحرك الحكومة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي حيال هذا الملف وغرد عبر تويتر قائلا: "رد فعل مزلزل من نظام السيسي على احتجاز جنود مصريين في السودان منذ يومين:
١- اعتقال نعمة هاشم زوجة الحقوقي المعتقل محمد الباقر لنشرها أخبار تعذيب زوجها داخل السجن ٢- حجب عدة مواقع من بينها بي بي سي لتغطيتها أخبار الجنود المحتجزين ٣- منع أي تغطية إعلامية من داخل مصر".
وقتل نحو مئة مدني في السودان حيث تتواصل المعارك لليوم الثالث على التوالي. ويصعب تشخيص الوضع على الأرض.
فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على المطار السبت، الأمر الذي نفاه الجيش. وقالت إنها دخلت القصر الرئاسي، لكن الجيش ينفي ذلك أيضا ويؤكد أنه يسيطر على المقر العام لقيادته العامة، أحد أكبر مجمعات السلطة في الخرطوم.
أما التلفزيون الرسمي فيؤكد كل من الطرفين السيطرة عليه. لكن سكانا في محيط مقر التلفزيون يؤكدون أن القتال متواصل في المنطقة، فيما تكتفي المحطة ببث الأغاني الوطنية على غرار ما حصل خلال انقلاب 2021.