تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار خلال حفل استقبال بمناسبة عيد القديس باتريك في البيت الأبيض. وأوضح فاردكار أن دعم شعب أيرلندا لفلسطين ليس وليد اللحظة، كما أنه ليس محصورا بأحداث طوفان الأقصى، لكنه مبني على تجربة تاريخية مشتركة.
أوضح فارادكار في تصريحاته أن تعاطف أيرلندا مع المعاناة في غزة متجذرة في تجربتها التاريخية، حيث تحظى القضية الفلسطينية بدعم شعبي وسياسي، وقال: "يشعر الشعب الأيرلندي بقلق عميق إزاء الكارثة التي تتكشف أمام أعيننا في غزة. وعندما أسافر حول العالم، كثيراً ما يسألني القادة عن سبب تعاطف الأيرلنديين مع الشعب الفلسطيني، والجواب بسيط: نحن نرى تاريخنا في عيونهم. قصة تهجير ومصادرة ومحو للهوية الوطنية... قصة تهجير قسري وتمييز والآن جوع".
وحذر فارادكار إسرائيل من اجتياح رفح قائلاً: "يجب على إسرائيل أن تتراجع عن قرارها المتسرع بالتوغل البري في رفح، وبعد 100 عام من العنف، كما قلت، فإن المستقبل الآمن الوحيد يكمن في إنشاء دولتين مسالمتين تحضيان بالسيادة جنبًا إلى جنب. وأيرلندا مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية".
ومنذ دخولها الاتحاد الأوروبي، تصدرت أيرلندا مشهد المدافعين عن القضية الفلسطينية، وطالبت سنة 1980 بإقامة دولة فلسطينية، وتوالت محطات الدعم، ويمكن تلخيص هذا المسار بتصريح لرئيس وزراء أيرلندا، بيرتي أهرن، الذي قال إن بلاده تتدخل في هذا الملف من ناحية "بعده الأخلاقي من حيث احترام حقوق الإنسان ومعاداة الإمبريالية".
وقد وجّه الساسة الآيرلنديون بعضاً من أشد الانتقادات الأوروبية لإسرائيل خلال الحرب المستمرة في غزة، حيث وصف رئيس وزراء أيرلندا، ليو فاردكار الهجوم على غزة بأنه "يصل للانتقام"، أما وزير الخارجية مايكل مارتن فوصفه "بغير المتناسب"، وذهبت المعارضة أبعد منهما ووصفت العملية في غزة بأنها جريمة جماعية، وارتدى بعضهم الكوفية الفلسطينية في البرلمان.
ويفسر خبراء دعم دبلن لفلسطين "بالإسقاطات التي يقوم بها الأيرلنديون لتجربتهم والتجربة الفلسطينية، فهم يعدّون أنهم قاوموا الاحتلال البريطاني من أجل الحق في تقرير مصيرهم.. مصطلحات مثل المقاومة ومحاربة الاحتلال، حاضرة في البنية الفكرية للأيرلنديين لأنهم عاشوها".