"نخيل في عناق أبدي"... صوت شجرة العرب الأولى ضد الفناء

منذ 11 أشهر 103

في ظل خطر "الانقراض" الذي يواجه أكثر من نصف أنوع أشجار النخيل حول العالم بحسب الدراسات الحديثة، نادى الفنان السعودي عبيد الصافي ليحرض بمنحوتاته الجماهير للتفكير في أبعاد انقراض هذه المجموعة النباتية التي تتميز بسمات خاصة بمنطقتنا والمرتبطة بهويتنا، والتفكير للوصول إلى حلول مبتكرة، بما في ذلك حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للاستجابة لهذه المخاوف البيئية الملحة.

وكان الفنان الصافي فاز بجائزة إثراء للفنون في نسختها السادسة عن عمله الفني "نخيل في عناق أبدي" وهو تركيب فني يدمج الطبيعة والتكنولوجيا، وقع الاختيار عليه من بين أكثر من 900 مشاركة تقدمت للجائزة هذا العام، التي تأتي تحت مفهوم "الفن في الطبيعة"، وذلك بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وسيكشف عن العمل الفائز في افتتاح مهرجان العلا للفنون 2024.

ويتسم عمل الفنان الصافي بتركيبته الفنية التي دمجت الطبيعة والتكنولوجيا للوقوف على التغير المناخي وإمكان استغلال الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الحفاظ على التنوع الطبيعي، وهو عبارة عن منحوتة ضخمة يرافقها أداء مباشر، اتخذ من أشجار النخيل المهددة بالانقراض موضوعاً لها، إذ تعد أشجار النخيل رمزاً قوياً من الطبيعة والتراث العربي الأصيل في الوقت نفسه، وتفترض نهجاً إنسانياً مستقبلياً يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي تحسين الطبيعة وحمايتها. كما يتمتع الفنان بخلفية في علوم الحاسوب جعله يطوع تراكيب الوسائط الجديدة والمشاريع القائمة على البيانات في استكشاف الروابط بين البيانات وواقعنا الحالي.

صوت النخيل

وعن مشاركته في جائزة إثراء بعمل "نخيل في عناق أبدي"، أوضح الصافي لـ"اندبندنت عربية" أن المعرض مكن المبدعين بقوة الفن وقدرته على التعبير عن القضايا العالمية التي تشكل تهديداً وخطراً على الإنسان، وقال "تأتي مشاركتي في النسخة الخاصة من الجائزة التي تحت مفهوم ’الفن في الطبيعية‘، محاولة لتوظيف التراث الثقافي والطبيعي للمملكة والعالم العربي في خدمة الكوكب".

وبين الصافي أن عمله "نخيل في عناق أبدي" الذي سيرى النور في عام 2024 هو رسالة للتعبير عن أهمية الوعي البيئي وخلق سؤال للعالم بأن يتأمل الوضع الحالي ويفكر بصوت النخيل المهدد بالانقراض جراء تغير المناخ، بوصفه يركز على أشجار النخيل "باعتبارها الكنز الأعظم في المملكة العربية السعودية، الذي يستفيد الغالبية من الناس حتى الساعة من ثمارها وزيتها وتمورها والمنتجات الأخرى المشتقة، مصيفاً "سلطت الضوء على أهمية العناية ببيئة الواحة والتراث الطبيعي لمنطقة العلا الخلابة، من خلال دمج الفروق ما بين الأشياء العضوية والصناعية والطبيعية والثقافية والإنسانية واللإنساني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزاد الصافي "الأبحاث تنذر بكارثة انقراض أصناف عديدة من أشجار النخيل حول العالم، نتيجة تغير المناخ ونقص المياه وارتفاع الحرارة والعواصف الرملية والحرائق وتفشي الأمراض، ولذلك يعتبر التركيز على تنوع الأصناف النباتية المنتجة ضرورياً، إلا أنه قد تؤدي الممارسات الزراعية المكثفة والتوجه نحو زراعة الأصناف النباتية المحددة إلى ضعف في التنوع البيولوجي".

وأكد أن عمله الفني يهدف إلى نشر الوعي البيئي حول أزمة انقراض النخيل في العالم وبالأخص في السعودية، وأنه بمثابة تكريم للأشجار الواقعة ضحية لتغير المناخ عموماً وللنخلة خاصة، ودعوة للجيل الحالي إلى الانضمام بقوة لحماية البيئة الثمينة.

عدسة بأعين بيئية

وأوضحت مديرة متحف إثراء فرح أبو شليح في تصريح سابق أن أحد أهداف إثراء الأساسية هو خلق نقاشات أعمق حول المجتمع والثقافة، إذ شجع موضوع جائزة إثراء للفنون لهذا العام الفنانين العرب والعالميين على تناول التراث الطبيعي للعالم العربي، للنهوض بتبادل الثقافات المختلفة للأفكار التي تقع في صميم الاهتمام العالمي.

وتدعو إثراء الفنانين إلى تقديم مقترحات فريدة وخاصة لتعكس التراث الثقافي والطبيعي للعالم العربي، إذ تعد جائزة إثراء للفنون أكبر منحة فنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ انطلاقها في عام 2017، إذ تمنح الفنانين فرصة الفوز بـ100 ألف دولار أميركي، إضافة إلى 400 ألف دولار أميركي على هيئة تمويل لتجسيد الأفكار الفنية على أرض الواقع.