حذر ناشطون من أن ميزة جديدة في تطبيق المواعدة تيندر Tinder تناهز كلفة المشاركة فيها 5000 جنيه استرليني (6100 دولار)، وتسمح للمستخدمين بدفع مزيد من المال للتواصل مع أشخاص لم يحصلوا على تطابق حساباتهم على التطبيق قد تزيد من الاعتداءات والمضايقات ضد النساء.
وفي التفاصيل أثيرت مخاوف في شأن ميزة "تيندر سلكت" Tinder Select الفاخرة على تطبيق التعارف، التي يمكن المشاركة بها مقابل 4925 جنيهاً استرلينياً سنوياً (6000 دولار)، بالنظر إلى أنها تعطي الأولوية لتحقيق الأرباح وتفضله على سلامة النساء، وتمكن معنفين أسريين من مضايقة شريكاتهم السابقات.
والحال أن الميزة التفضيلية المذكورة تسمح، وللمرة الأولى في تاريخ عمل التطبيق، للمشتركين بالتواصل مع أشخاص لم تطابق حساباتهم. ولن تكون هذه الخاصية متاحة إلا لأقل من واحد في المئة من المستخدمين، وقد أكد القيمون على التطبيق أن طلب المشاركة بها لن يشمل إلا "الأعضاء الذين يسجلون نشاطاً استثنائياً [على التطبيق]".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حديث مع "اندبندنت" قالت جنايا ووكر من "التحالف لإنهاء العنف ضد النساء" البريطاني End Violence Against Women Coalition: "تسلط هذه الميزة الضوء على ما نراه كنمط أكثر انتشاراً، تعطي منصات التكنولوجيا الأولوية فيه للربح على حساب النساء". وأضافت "نخشى أن تؤدي هذه الميزة إلى زيادة الاعتداءات والمضايقات ضد النساء عبر تطبيقات المواعدة، وهو أمر يمثل بالفعل الآن مشكلة هائلة. إلى ذلك، قد يستغل [الخاصية] معنفون أسريون، ويصبحون قادرين على إيجاد قنوات تواصل جديدة مع النساء".
وأشارت ووكر إلى أن ما تتمناه هو أن "تأخذ الشركات في الحسبان العنف القائم على النوع الجنساني عندما تصمم خاصيات جديدة مثل هذه"، ووضحت أن هذا ما يسعى الناشطون إلى تحقيقه من خلال مشروع "قانون سلامة الإنترنت" البريطاني Online Safety Bill.
واستطردت قائلة "من واجب الحكومة ضمان صرامة هذه التوجيهات وتنفيذها بفاعلية، لو شاءت تحقيق فرق فعلي وملموس".
إلى ذلك، سيتمكن المشتركون في ميزة "تيندر سلكت" من عرض صفحتهم "للمشتركين الأكثر طلباً" على تطبيق المواعدة. وسيطلب من مستخدمي "تيندر" [الذين يودون المشاركة بالميزة المذكورة] تقديم صورة موثقة [عن أنفسهم]، إلى جانب أربع صور أخرى في الأقل، وسيرتهم الذاتية، وخمس اهتمامات [أو هوايات]، ومعلومات حول نوع العلاقة التي يبحثون عنها.
وفي سياق متصل قالت سيي أكيوو المؤسسة والرئيسة التنفيذية لجمعية "غليتش" Glitch الخيرية التي تعنى بمكافحة الاعتداءات على شبكة الإنترنت: "لا شك في أن [ميزة] ’تيندر سلكت‘ تبعث شعوراً بالقلق. فالاعتداءات التي حفزتها تطبيقات المواعدة تعكس تفاوتاً هائلاً، يعتبر واسع النطاق وغير مقبول اجتماعاً، في مستويات السلطة [الممنوحة للمشتركين بالخاصية]، فيتيح مطاردة النساء ومضايقتهن وانتهاك [خصوصياتهن] بشكل يومي".
وقد دعت أكيوو إلى "مساءلة الشركات في شأن القرارات التي تتخذها بوعي وانتظام، تاركة الفئات الأكثر عرضة للأخطار بيننا في مواجهة الكراهية والاعتداءات والعنف - على شبكة الإنترنت وخارجها". وأضافت "إن تمكين المستخدمين من دفع المال للنفاذ إلى صفحات مستخدمين آخرين يرسخ [ويطبع] مفهوم عدم الرضا، وتتأتى عنه أخطار فعلية وملموسة بتسجيل [حالات] تربص، وعنف منزلي واعتداءات أوسع نطاقاً على شبكة الإنترنت".
وفي حديث مع "اندبندنت" روت خبيرة المواعدة كيمبرلي أندرسون المقيمة في باريس كيف قام رجل صادفته على تطبيق المواعدة "بامبل" Bumble بإرسال صور لم تطلبها عن عضوه الذكري، بعد وقت قصير من بداية التراسل بينهما.
وقالت السيدة البالغ عمرها 52 سنة: "كان مظهره لائقاً نسبياً. وكان يعمل في شركة عطور، وقد استعرض صوره داخل سيارات رياضية جميلة، وخلال سفرات مع ابنه. وبدت ثيابه أنيقة. وكان الحديث في بدايته سلساً للغاية. وقال كلانا إنه يريد [أن يجد] شخصاً يواعده بانتظام".
"كنا في يوم المراسلة الأول أو الثاني عندما أرسل لي صور عضوه الذكري، وقد فاجأني الأمر كثيراً. فأنا لم أطلبها، واقشعر بدني لشدة اشمئزازي. فأخبرته بأنني غير مهتمة بأمره وغير مهتمة بمواصلة ما يجري، ثم حجبت رقمه على تطبيق ’واتساب‘".
وتذكرت أندرسون التي يعود أصلها إلى الولايات المتحدة كيف اتصل بها صديقه بعد شهر من حيث لا تدري، شارحاً لها أنه حصل على رقمها من هذا الأخير.
"سألني: هل تريدين الخروج؟"، وفق ما أفادت، "لقد كان تمرير [رقمي] لصديقه غريباً فعلاً - [فهو تعامل معي] وكأنني سلعة. وبدا في الأمر انتهاك [لخصوصياتي]. فشعرت بالصدمة والمفاجأة. وطلبت من ذلك الصديق عدم معاودة الاتصال بي يوماً، وعدم تمرير رقمي لأي كان".
وشرحت أن الرجل الذي أرسل إليها صور عضوه الذكري لحقها إلى تطبيق "إنستغرام"، لكنها محته من قائمة متابعيها وحجبته. وأضافت "عندما أدركت [أنه يتبعني عبر ’إنستغرام‘]، قلت لنفسي: يا إلهي، لا أريده أن يرى حياتي الشخصية". وتابعت: "شعرت بعدم الارتياح والانزعاج، وأحسست بأنه ذهب بعيداً في تصرفاته وانتهك الحدود والخصوصيات".
وفي هذا السياق، جرى التواصل مع ممثل عن تطبيق "تيندر" للحصول على تعليق.