تحدثت سيدة أوكرانية عن الأهوال التي مرت بها ورأتها خلال الحصار الروسي لمدينة ماريوبول الأوكرانية العام الماضي.
وقضت السيدة التي تدعى أليونا، وتعيش الآن في العاصمة الروسية موسكو، 100 يوم تحت الحصار بصحبة ابنتيها حتى استسلم آخر جندي أوكراني من المنطقة.
ووصفت السيدة البالغة من العمر 35 عاماً مشهد انتشار عشرات الجثث المدفونة على عجل في باحات العمارات السكنية بالمدينة خلال الحصار.
وقالت لوكالة فرانس برس: "الرائحة الكريهة والمشاهد وانتفاخ البطن (الجثث المتحللة). لن ينسى المرء ذلك أبدا".
وروت كيف رأت ابنتها كلباً يأكل جثة قائلة: "سألتني ابنتي، أمي، ما الذي يحدث؟ لماذا يأكل الكلب رجلاً؟" وأضافت وهي تبكي "وما زلت لا أعرف ماذا أقول لها".
سكان ماريوبول الذين نجوا اضطروا للبقاء لمدة شهرين داخل أقبية المنازل دون ماء أو كهرباء أو تدفئة أو إشارة هاتف وعُزلوا عن العالم في درجات حرارة متجمدة.
وقالت أليونا إنها كانت تسمع صرخات الجرحى، وأضافت: "لكننا لم نتمكن من فعل أي شيء. لم نتمكن من الخروج من الطوابق السفلية. كنا قد تمزقنا إربا".
واضطرت أليونا إلى التماسك والحفاظ على رباطة جأشها لحماية ابنتيها نفسياً: "لقد كنت ذئباً، سيدة حديدية. لكن أثناء الليل، صرخت بقلبي على يدي وركبتي. صرخت كثيراً. كان الأمر فظيعاً. أردنا البقاء على قيد الحياة".
ولجأت أليونا إلى روسيا وهي تخشى عواقب ذلك إذا تعرف عليها أحد في أوكرانيا، التي تتهم سلطاتها بالتخلي عن سكان ماريوبول وعدم إجلائهم منها في الوقت المناسب.
وقالت: "جيشي لم ينقذني. لقد تخلى عني بلدي".