عرض فيلم تقشعر له الأبدان على منصة "نتفليكس"، أخيراً، يحمل عنوان: "مجتمع الثلج" Society of the Snow، الذي يصور حادثة تحطم طائرة تحمل 45 شخصاً في عام 1972 - من بينهم فريق الروغبي الهواة من أوروغواي - في جبال أميركا الجنوبية.
يصور الفيلم 72 يوماً كارثياً قضاها الناجون بين يوم وقوع الحادثة ويوم إنقاذهم. من المعروف أن الناجين الـ16 اضطروا إلى تناول لحوم الركاب المتوفين من أجل البقاء على قيد الحياة، لكن الناجي روبرتو كانيسا، الذي كان يبلغ من العمر 19 سنة وقت وقوع الحادثة، قال لبرنامج "صباح الخير بريطانيا" Good Morning Britain، الأسبوع الماضي، إن اللجوء إلى أكل لحوم البشر لم يكن أسوأ جزء من المحنة.
وقال كانيسا: "الأشخاص الذين ينظرون إلى القصة من الخارج، يعتقدون أن أكل أصدقائنا الموتى كان أسوأ ما في الأمر، لكن الأسوأ كان الانهيار الجليدي. لقد دفنت حياً لمدة خمس أو ست دقائق معتقداً أنني سأموت. دفنا هناك لمدة أربعة أيام".
هذا وكانت الطائرة قد تحطمت في جبال الأنديز الثلجية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1972. وكان كانيسا وقتها طالباً في كلية الطب. وفي حديث سابق مع شبكة "أي بي سي نيوز" ABC News قال كانيسا: "رميت بقوة لا تصدق، وبينما كان يغمى علي، أدركت أنني على قيد الحياة، وأن الطائرة قد توقفت".
كانيسا، الذي أصبح الآن طبيب قلب للأطفال، ذكر أن التجربة علمته درساً ثميناً حول التغلب على التحديات.
وفي حديثه مع برنامج "صباح الخير بريطانيا" قال: "من كل ذلك، تعلمت أنه في الحياة عندما تريد شيئاً، يجب عليك ببساطة التركيز في طريقك من دون الخوض في النجاح أو الفشل، فقط ابدأ في التحرك واعتبر كل خطوة تخطوها بمثابة تقدم".
وحادثة تحطم الطائرة الشهيرة كانت موضوعاً لعديد من الأفلام والبرامج الوثائقية والكتب قبل طرح فيلم "مجتمع الثلج" في يناير (كانون الثاني)، كما تحدث الناجون الآخرون عن تجربتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الناجي ناندو بارادو لصحيفة "ذي غارديان" إن الحادثة أفقدته وعيه لمدة ثلاثة أيام. وتوفي اثنان من أفراد عائلته قبل أن يستيقظ، بينما أصيبت شقيقته بجروح خطرة.
وأضاف بارادو: "لقد بقيت معها. أذبت الثلج بفمي وأعطيتها الماء لأنه لم يكن لدينا أي شيء. لم يكن لدينا أكواب".
توفيت شقيقة ناندو بعد ثمانية أيام، وعثرت فرق الإنقاذ على الناجين في 22 ديسمبر (كانون الأول) 1972.
وحث كانيسا مشاهدي برنامج "صباح الخير بريطانيا" على مشاهدة الفيلم الجديد للتعرف إلى رحلتهم التي مضى عليها أكثر من 50 عاماً.
قال كانيسا: "بعد الفيلم... أصبح الجميع عاجزين عن الكلام لأن الطريقة التي يصورون بها التجربة مهمة للغاية".