قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مصر تجسد الدور المحورى الذى تلعبه الدولة المصرية فى القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن التنسيق والتعاون بين القاهرة و مقديشو يحمل أبعادا استراتيجية تتجاوز العلاقات الثنائية لتشمل استقرار وأمن منطقة القرن الإفريقى بأكملها.
وأضاف فرحات: العلاقات المصرية الصومالية تمتد لعقود طويلة من التعاون والدعم المتبادل، حيث كانت مصر دائمًا تقف إلى جانب الصومال فى أوقات الأزمات وتسهم فى دعم استقراره وهذه العلاقة ليست مجرد تواصل دبلوماسى تقليدى، بل هى شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر تدرك جيدا الأهمية الجيوسياسية لمنطقة القرن الإفريقى، و التى تعد منطقة محورية فى معادلات الأمن الإقليمى والدولى، لما لها من تأثير مباشر على خطوط الملاحة البحرية فى البحر الأحمر وخليج عدن لافتا إلى أن حماية القرن الإفريقى أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة، ولذلك تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، وخاصة الصومال، لتأكيد دورها الريادى فى دعم الاستقرار الأمنى والسياسى للمنطقة.
وأكد فرحات أن التعاون مع الصومال يتسم بأبعاد متعددة تشمل الجوانب الاقتصادية، الأمنية، والسياسية مشيرا إلى أن الصومال عانى طويلا من ويلات الحروب والصراعات الداخلية، وهو بحاجة ماسة إلى دعم مستمر من دول شقيقة مثل مصر لتجاوز التحديات الأمنية وبناء مؤسسات الدولة وفى هذا السياق، تعمل مصر على تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة، بدءا من تدريب الكوادر الأمنية الصومالية وصولا إلى تقديم الدعم الفنى فى مجالات التنمية والبنية التحتية.
وختم فرحات تصريحه بالإشارة إلى أن العلاقات المصرية الصومالية تعد نموذجا للعلاقات البناءة التى تستند إلى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مؤكدا أن هذه العلاقات من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للتعاون فى مجالات متعددة، مما يعزز من قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب البلدين.