مُسيَّرة حوثية تهاجم ميناءً يمنياً غداة زيارة السفير الأميركي إلى حضرموت

منذ 1 سنة 173

غداة زيارة السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، إلى محافظة حضرموت (شرق) لدعم الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، هاجمت طائرة «درونز» يرجح أنها تابعة للميليشيات الحوثية، ميناءً نفطياً في محافظة شبوة المجاورة، خلال إفراغ حمولة من مادة الديزل، قبل أن يتم إسقاطها.
الهجوم الذي لم يسفر عن خسائر بشرية، هو الثالث من نوعه على مواني تصدير النفط في اليمن؛ حيث سبق أن هاجمت الميليشيات الحوثية ميناء ضبة في حضرموت، وميناء آخر في محافظة شبوة نفسها، في سياق سعي الجماعة لابتزاز الحكومة الشرعية، من أجل تقاسم عائدات النفط.
وفي وقت أكدت فيه مصادر طبية ارتفاع عدد ضحايا القصف الحوثي على مدينة مأرب إلى نحو 27 قتيلاً وجريحاً، أغلبهم من النازحين في المخيمات، قالت مصادر في شركة النفط اليمنية إن الهجوم المُسيَّر على ميناء قنا الواقع في محافظة شبوة على البحر العربي، حدث صباح الأربعاء؛ حيث ألقت المُسيَّرة قنابل في البحر، قرب السفينة التي كانت تفرغ حمولتها.
وطبقاً للمصادر اليمنية، كانت سفينة تحمل شحنة من الديزل تفرغ شحنتها في الميناء، قبل أن تطلق المُسيَّرة الحوثية قذائفها، ويتم إسقاطها بمضادات الدفاع الجوي في محيط وجود السفينة.
وأصيب -حسب ما أورته تقارير يمنية محلية- اثنان من طاقم السفينة بجراح طفيفة، جراء الشظايا المتطايرة، أحدهما يحمل الجنسية المصرية، والآخر الجنسية السودانية.
وفي وقت سابق، كانت الحكومة اليمنية قد تعهدت بحماية المنشآت الاقتصادية والنفطية من الهجمات الإرهابية الحوثية، بعد واقعة قصف ميناء الضبة النفطي في حضرموت؛ حيث تواصل الميليشيات التهديد باستهداف السفن والمواني، وهو الأمر الذي لقي إدانة دولية وأممية، دون أن تكثرت الجماعة الانقلابية لبيانات التنديد.


ارتفاع الضحايا في مأرب


مع وجود مخاوف من استمرار الهجمات الحوثية بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ على المدن اليمنية والمنشآت الحيوية في المناطق المحررة، ذكرت بيانات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، أن عدد الضحايا جراء القصف الحوثي لأحد مخازن الذخيرة والأسلحة ارتفع إلى 27 شخصاً: 4 قتلى، و23 مصاباً.
وأوضحت الوحدة المعنية بشؤون النازحين الفارين من قمع الحوثيين، أن بين القتلى طفلتين؛ حيث سقط أغلب الضحايا في المخيمات القريبة من مكان القصف، بفعل الشظايا المتناثرة من المستودع التابع لقوات المنطقة العسكرية الثالثة.
واتهمت الوحدة التنفيذية الميليشيات الحوثية بأنها قامت، مساء الاثنين، «بالاستهداف المباشر لمدينة مأرب، بما فيها المخيمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيَّرة، متسببة في مقتل 4 مدنيين، وإصابة 23 آخرين، إصابة 5 منهم خطرة».
وقالت الوحدة إن «13 منزلاً للأسر النازحة تضررت جراء الاستهداف، واحترقت 3 خيام، ودُمر 53 خزاناً للمياه، جراء تطاير شظايا الصواريخ في محيط وسكن الأسر النازحة».
وتحدث بيان وحدة النازحين عن «حالة الخوف والهلع التي عمت في أوساط النازحين؛ خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن». وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الميليشيا لوقف هجماتها على المخيمات والتجمعات السكانية، والالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية.


دعم أميركي للحكومة


التصعيد الحوثي باتجاه المناطق اليمنية المحررة، جاء بالتزامن مع زيارة للسفير الأميركي ستيفن فاجن إلى محافظة حضرموت، التي تعد أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة، في سياق دعم واشنطن للحكومة الشرعية والسلطات المحلية في المحافظة.
وحسب الإعلام الرسمي التابع لمحافظة حضرموت، التقى السفير فاجن مع مرافقيه قيادة السلطة المحلية، برئاسة المحافظ مبخوت بن ماضي، وناقش «تعزيز جوانب الدعم في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، ودعم القطاعات الحيوية المرتبطة بالمواطنين والتنمية».
ونقل المركز الإعلامي التابع لمحافظ حضرموت عن السفير الأميركي قوله: «إن الزيارة تأتي بهدف إظهار دعم الولايات المتحدة لليمن، ولحضرموت على وجه الخصوص».
وأشار فاجن إلى إدانة بلاده لهجوم الميليشيات الحوثية الانقلابية، عبر الطائرات المُسيَّرة، على ميناء الضبة، وأثر ذلك على الاقتصاد اليمني، مؤكداً أن واشنطن خصصت مليار دولار دعماً للمساعدات الإنسانية في اليمن، إلى جانب اعتماد تقديم مشروعات تنموية في قطاعي الصحة والتربية والقطاعات الحيوية.
وحسب المصادر الإعلامية اليمنية، أكد فاجن «دعم المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام في اليمن، والتزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، نتيجة ما يمر به من ظروف صعبة بسبب الحرب الحالية».
وأدت التهديدات الحوثية الإرهابية خلال الأيام الماضية إلى عرقلة استئناف تصدير النفط الخام اليمني، في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية أنها «قامت بالتنسيق مع الشركات النفطية العاملة للاستمرار في أعمالها».
كما أكدت أن هناك «خلية أزمة تعمل بشكل مستمر لاتخاذ التدابير اللازمة في القطاع النفطي، مع وجود تواصل مع الشركات والشركاء المحليين والدوليين، لضمان استمرار سير العمل».
ويخشى الشارع اليمني أن يقود التصعيد الحوثي والتهديد بالهجمات الإرهابية ضد المصالح الاقتصادية والمنشآت الحيوية، إلى نسف الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام في البلاد، وإلى استئناف الأعمال العسكرية.
وفي وقت سابق، قال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك: «إن التهديدات الحوثية المستمرة للمنشآت الاقتصادية الوطنية والبنى التحتية المدنية في اليمن ودول الجوار، سيتم التعامل معها بحزم لحماية مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، واستقرار الطاقة العالمي».